- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جزّ صوف الكباش خيرٌ من سلخ جلود الحملان
الخبر:
قال وزير المالية الأردني محمد العسعس إن الإيرادات المحلية انخفضت بقيمة 602 مليون دينار حتى نهاية نيسان العام الحالي، وأضاف أن معظم الدخل للدولة يأتي من الضريبة وتمويل جفّت مصادره بسبب أزمة كورونا، وقال أتمنى أن لا نتجه إلى خيارات قاسية. (جريدة الدستور الأردنية 2020/05/04)
التعليق:
سياسة اقتصادية خرقاء انتهجها النظام الأردني على مر سنوات عجاف، بنيت على الاستدانة من الخارج بالربا، وبيع الملكيات العامة، وفرض الضرائب على الشعب حتى وصلت إلى حد لا يطاق، بدلا من اتباع سياسة اقتصادية منبثقة من فكر الأمة ومبدئها.
وما إن أطلت جائحة كورونا برأسها حتى وجد النظام فيها فرصة تمكنه من إعادة شعبية فقدها، وقبضة تحقق ما عجز عن تحقيقه سابقا بزيادة تكميم الأفواه، والتهديد بإجراءات اقتصادية قاسية، والتمهيد لخطوات تخالف عقيدة الأمة ما زالت تطبخ على نار الخيانة والعمالة!
إن وباء كورونا لم يكن هو المبرر الذي فرض بسببه قانون الدفاع، بقدر ما كان الفرصة التي كان ينتظرها النظام لفرض إجراءات واستثناءات لا علاقة لها بالحجر الصحي، ولا منبثقة من عقيدة الأمة في التعامل مع هكذا أوضاع، فقد تمادت الحكومة في غلق المساجد، وفي منع الناس من العمل لكسب أقواتهم إلا بشروط ظالمة تعجيزية، ممارسة للابتزاز بأبشع صوره وتعقيداته، مناشدة الناس للتبرع بدلا من استرداد المليارات التي نهبت من جيوبهم، وبيع خيرات البلاد، ومتناسية أن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان.
إن ما يمر به الأردن اليوم ليس فقط بسبب الأزمة الاقتصادية أو الوبائية، بل بسبب الأزمة الفكرية التي يعاني منها النظام بسبب تبعيته للغرب والتي تجعله منفذا لإملاءاته وأجنداته، مقلدا له في تحركاته.
هذه دعوة لأبنائنا وإخواننا من أهل القوة والمنعة، للأخذ على يد النظام ومنعه من تنفيذ السياسات الاستعمارية، ووضع أيديهم بأيدي المخلصين من أبناء الأمة للعمل لإقامة دولة الخلافة، التي تحسن الرعاية وتقيم العدل، وينعم فيها بالرخاء والطمأنينة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن