- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سراب زائل لهؤلاء الصبية
الخبر:
تحدث الملك سلمان عن جهود المملكة الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، لافتا إلى مبادرة التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من أجل وقف إطلاق النار في البلاد لدعم جهود المبعوث الأممي في هذا الشأن حسب ما قالته وزارة الخارجية السعودية، ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكي التزام الولايات المتحدة بحماية مصالحها وأمن حلفائها في المنطقة وتصميمها على مواجهة كل ما يزعزع أمنها واستقرارها. (سي إن إن عربي)
التعليق:
لقد اعتادت أمة الإسلام على سماع أخبار الخنوع والانصياع من حكام الضرار في بلاد المسلمين لأسيادهم في الغرب المستعمر، ولكن حال هؤلاء قد تجاوز قدرة العقلاء على الاستيعاب، فلقد تمادى الغرب مع عملائه في بلاد الإسلام حتى وصل بهم الأمر لأن ينفذوا تعليماته ويتبعوا أوامره بحذافيرها ثم يحاسبهم المستعمر ويلومهم على ما نتج عن هذه الأوامر من عواقب لم يحسب لها الغرب الكافر أي حساب.
فأزمة البترول التي لا زالت السوق العالمية تعاني من آثارها كانت من تدبير سياسيي واشنطن وبتنفيذ عميلهم ابن سلمان بعد مباركة أبيه، قصد فيها الجشعون الرأسماليون نهب الأموال أكثر فأكثر، ولكن السحر انقلب على الساحر فأصابتهم خسائر جمة جعلتهم يستشيطون غضبا وسخطا على عميلهم، فألقوا اللوم عليه وكأن أمره كان من تدبيره وتخطيطه هو، وما كان من عميلهم إلا أن يسمع الإهانة والشتائم وهو مطأطئ الرأس مذلول وكأنه السبب في خطأ سياسة سيده التي نفذها كما هي!
وحتى يظهر الأمر وكأنه لم يكن بتدبير البيت الأبيض وساسته جاءت الأوامر القاضية بانسحاب القوات الأمريكية الموجودة في بلاد الحجاز ليظهر على أنه رد على سياسة ابن سلمان الهوجاء، ولكن هذا الاستعراض ما هو إلا ورقة رخيصة تعرض أمام بسطاء السياسيين من أجل إسكاتهم هم ومن هم على شاكلتهم، فهذه القوات التي قامت أمريكا بسحبها تتقاضى الأموال الطائلة مقابل وجودها في بلاد الحجاز، ثم إن العالم كله يعلم ما يجري من مؤامرات وسرقات تحت مسميات واهية لا تنطلي إلا على بسطاء الناس، فأين المليارات التي أعطاها ابن سلمان وأبوه لترامب والتي تجاوزت 500 مليار دولار؟! ثم ماذا بشأن الاتفاقيات التي جعلت النظام في بلاد الحجاز يدفع المزيد والمزيد من الأموال عقب قصف أمريكا لمنشآت أرامكو عن طريق عملائها؟ ثم هل كانت هذه الاتفاقيات معدودة أم أن إنفاق الأموال كان بلا حدود؟ فكل هذه الأحداث تثبت بالدليل القاطع تآمر الأنظمة العميلة الواضح على خيرات المسلمين في بلاد الحجاز وسعيهم الدؤوب من أجل إرضاء أسيادهم الكفار في بلاد الغرب على حساب الشعوب المقهورة.
إن الحل الوحيد لهذه المعضلة الصعبة يكمن في أمرين لا ثالث لهما؛ أولهما يكون بقلع هؤلاء العملاء من جذورهم وإلقائهم في مزابل التاريخ وذلك بأيدينا نحن المسلمين، فنحن عندنا من القوة ما يكفي لقلب الموازين كلها إن أردنا وأخلصنا النية لله تبارك وتعالى، وثانيهما يكمن بإيجاد نظام قوي ينصره خالق البشر، يحقق العدل والإنصاف لهذه الأمة الكريمة وللعالم أجمع، وذلك أيضا موجود بين أيدينا فيما تركه لنا رسول الله r، عندها يوضع الميزان الصحيح في الأرض، فيعود الحق لأصحابه ويعم العدل في بقاع العالم عندما يلجم أمثال هؤلاء الرأسماليون، فيظهر عندها من هم الأسياد الحقيقيون ومن هم العبيد المنصاعون، وإن ذلك ليس على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا