- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بيوت الله لا تغلق!
الخبر:
قرار المفتين بتأجيل فتح المساجد إلى ما بعد عيد الفطر. (وكالات الأنباء ومواقع التواصل).
التعليق:
منذ حلول جائحة كورونا والعالم يبحث عن تغييرات طبية وصحية واقتصادية وغيرها بغرض التصدي للفيروس وتقليل أضراره على البشرية، ومن ضمن التغييرات التي اتخذتها الدول منع التجمعات وضرورة التباعد (الاجتماعي) ومنع التجول الكلي والجزئي، إضافة إلى إجراءات أخرى كلبس الكمامات الواقية وغسل اليدين والتعقيم المستمر للأسطح وغير ذلك مما يقلل من الإصابة بهذا الوباء. ومن الأماكن البارزة التي يتجمع الناس فيها بشكل متكرر هي أماكن العبادة وخصوصا المساجد حيث يؤمها خلق كثير لأداء الصلوات الخمس جماعة وحضور صلاة الجمعة وكذلك صلاة العيدين ومناسبات أخرى، فشملها قرار الإغلاق التام دون التفكير في بقائها مفتوحة واتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة حسب معايير الصحة، رغم أن هذه الإجراءات قد اتخذت في مرافق أخرى حيوية.
وقد خضعت المساجد لرقابة مشددة، وتم غلق بعضها بالجنازير وبعضها الآخر باللحام الكهربائي، وتمت مداهمة بعض المصلين المتسللين إليها وتغريمهم بمبالغ كبيرة، وحتى الذين طالبوا بفتحها عوقبوا وكأنهم مجرمون!!
وبعد ظهور بوادر انحسار المرض وبلوغه الذروة في معظم مناطق العالم، اتجهت الحكومات نحو التخفيف من القيود على الناس، كي تعود الحياة إلى طبيعتها، وينشط الاقتصاد من جديد بعد ركود كبير، وقد شملت هذه الإجراءات التخفيفية مناحي الحياة جميعا باستثناء المساجد التي بقيت مغلقة بإحكام ومن ضمنها المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، بحجة واهية مفادها بأنه يصعب ضبط المصلين وفق معايير السلامة الصحية! فأفسدوا على الناس أجواء عباداتهم، وحرموهم من إقامة شعائر الصلوات الجماعية والجمع وإحياء ليلة القدر، وإقامة صلاة عيد الفطر بشكل تعسفي غير مسبوق في تاريخ المسلمين، لدرجة أن دول الكفر قد سمحت بفتح المساجد ضمن معايير السلامة كألمانيا وغيرها، ولكن حكومات دويلات الضرار في البلاد الإسلامية أبت إلا أن تمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وقد سعت في خرابها مرارا وتكرارا، فدخلت في تصنيف القرآن لها وللقائمين عليها وأمثالهم بأنهم ظالمون، بل من أكثر الناس ظلما. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
وفي الختام، فقد أعلن المفتون عن فتح المساجد بعد انقضاء يوم عيد الفطر بأيام، وبذلك يكونون قد أضافوا جرما جديدا لسلسلة جرائمهم بأن حرموا الناس من لقاءات العيد وصلة الأرحام وبهجة الأطفال. نسأل الله أن يكشف غمة كورونا عن الأمة، وأن يكشف معها غمة الحكم بغير ما أنزل الله، وأن يمن الله علينا بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة قريبا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم – بلاد الشام
#كورونا | #Covid19 | #Korona