الأربعاء، 04 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كن قائداً للأمة، وليس جزءاً من الناتو

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كن قائداً للأمة، وليس جزءاً من الناتو

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

شارك النائب عن حزب العدالة والتنمية في كوجايلي ووزير الدفاع الوطني السابق فكري إشيك في اللقاء الذي عقدته منظمة التراث التركي عبر الإنترنت، وأكد إشيك الذي قيّم العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا ودور تركيا في حلف الناتو أن تركيا تحاول أن تكون على علاقة جيدة مع جيرانها، وقال: "إذا نظرتم إلى الخلفية التاريخية، اختارت تركيا أن تكون في التحالف الغربي في تلك الظروف. إن علاقات تركيا الاقتصادية مع روسيا لا تعني تحالفاً استراتيجياً. ولكن تركيا جزء استراتيجي من حلف شمال الأطلسي وستبقى كذلك". (وكالة الأناضول، 2020/05/15م)

 

التعليق:

 

بعد هدم الخلافة العثمانية، قامت الجمهورية التركية التي تأسّست على المقاييس الغربية أو على أساس علماني ديمقراطي قومي، وحكامها، بقطع علاقاتها مع الأمة الإسلامية التي تعود جذورها إلى قرون مديدة، الأمة التي يشتركون معها في المعتقد والقيم نفسها. هذه الأمة التي جلبت العدل للمسلمين وغيرهم وحملت راية الكرامة والشرف لقرون، تُحاول أن تنفصل عن مهمتها التاريخية وتقتصر على قالب علماني وديمقراطي وقومي ليس له أي أساس مشترك.

 

على الرغم من أن وجوه الحكّام تغيرت منذ إنشاء الجمهورية حتى اليوم، ولكن لم يتغير شيء من ولائهم للغرب. فالحكام الحاليون تجسسوا نيابةً عن الكفار من أجل الحكم على قطعة صغيرة من الأرض مقابل الحصول على بعض المصالح الدنيوية، ممزقين بذلك دولةً كبيرة، باتباعهم طريق أسلافهم بمزيد من القسوة والخيانة.

 

وبعبارة أخرى، فإن الدولة المحرومة من عقيدتها الخاصة، والمدعومة من شخص ما هي مثل شجرة بلا جذور فهي ناقصة. بطبيعة الحال، فإن شرط دعم دولة بلا جذور، هو بناءً على الخدمة التي سيتم تقديمها إلى الدول التي تقدم الدعم. أرسلت تركيا جنوداً إلى كوريا، على بعد آلاف الكيلومترات من أراضيها، في عام 1950 لتصبح عضواً في الناتو وضحّت بالمئات من أبناء الأمة من أجل لا شيء، لتصبح عضواً في الناتو عام 1952. القواعد الجوية والموانئ التي بناها الحكام في جميع أنحاء البلاد في السنوات اللاحقة، حولت هذه البلاد تقريباً إلى قواعد لعمليات الكفار.

 

تدرك الولايات المتحدة أهمية عملياتها العسكرية، التي قامت بها لصالحها في هذه الأقاليم، وذلك باستخدام الناتو بشكل مباشر وغير مباشر. وبالطبع، كان الدعم الأكبر لهذه العمليات من تركيا، التي تعتبر نفسها شريكاً استراتيجياً، كما كانت دائماً. والدعم الذي قدمته نيابةً عن الولايات المتحدة في تدخلاتها في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، والعراق، وليبيا، وفي أفغانستان وسوريا، ليس هو إلاّ عدد قليل منها. الشراكة الاستراتيجية تقوم على المعاملة بالمثل، ومع ذلك، حلف الناتو يتعامل على أساس مزايا الدول المبدئية، بدلاً من المعاملة بالمثل مع كل دولة. فحقيقة أن وزير الدفاع الوطني السابق فكري إشيك يقدم تركيا على أنها جزء استراتيجي من حلف الناتو، هذا في الواقع ليس سوى خنوع للولايات المتحدة. عندما نلقي نظرة على ما تعنيه تركيا للولايات المتحدة في هذه المناطق، نرى أنها بلد استراتيجي يضمن تنفيذ السياسات والعمليات القذرة. ومع ذلك، فإن تركيا تعتبر "شريكاً" فشل حتى الآن في جعل الناتو يقبل مطالبه بالمعنى الاستراتيجي، على الرغم من حقيقة أنها عضو في الناتو، وضحت بترابها لخدمته واستجابت لكل حديث منهم. ومع ذلك، فإننا نعلم أنها مهما فعلت، فلن تتمكن أبداً من إرضائهم ما لم تتبع دينهم. قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارى حَتّٰى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّٰهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّٰهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصيرٍ﴾ [سورة البقرة: 120].

 

إشيك الذي يعتبر العلاقات التكتيكية مع روسيا أضيق وأقصر مدة، يقبل الخط الأمريكي كأساس استراتيجي. في الواقع، إذا تم اعتبار التجارة والاتفاقيات تكتيكية، فمن المؤكد أنها كذلك. ويمكن التخلي عن التكتيكات من أجل تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولاً.

 

إن الدول التي تعتبرها شركاء استراتيجيين كروسيا والصين، وسواء أكانت علاقة حلف الناتو معهما تكتيكية أم لا، فهذا لن ينفعك بشيء سوى ببعض المصالح الدنيوية الزائلة، ولن يتسبب إلاّ في قتل المسلمين وإهدار مصالحهم.

 

فإذا كنت تخاف الله حقاً، عليك ترك التحالفات القذرة مع الكفار جانباً وإقامة الخلافة الراشدة التي ستحكم الأمة. وهكذا، ستكون من بين الفائزين في الدنيا والأخرة...

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 27 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع