الثلاثاء، 01 صَفر 1446هـ| 2024/08/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العنصرية هي لعاب الرأسمالية القذر والمنحط

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العنصرية هي لعاب الرأسمالية القذر والمنحط

 


الخبر:


قال وزير الخارجية جاويش أوغلو: "توجد عنصرية خطيرة في أمريكا والعالم. حيث ظهرت من جديد، في أمريكا والغرب بل والعالم أيضا. فهي على أشكال متعددة؛ عداء الأجانب وعداء الإسلام ومعاداة السامية". (أخبار 7، 03/06/2020م)


التعليق:


كما هو معلوم فإن مقتل جورج فلويد ذي الأصول الأفريقية بعد استعمال العنف على يد رجل الشرطة الأبيض أدى إلى إشعال فتيل الاحتجاجات في عموم البلاد. فعلى الرغم من حظر التجوال إلا أن أعدادا هائلة من الناس نزلت إلى الشوارع في عشرات المدن الأمريكية. مظاهر السطو والفوضى هي سيدة الموقف، مما دفع بترامب إلى إنزال الجيش إلى الشوارع في معظم مدن الولايات الأمريكية. تبعها خروج مظاهرات تندد بالعنصرية في القارة الأوروبية وتحديدا فرنسا، إذ من المنتظر أن يتم تنظيم مظاهرات مماثلة في بلدان مختلفة تندد بالعنصرية.


إن القانون والمؤسسات في أمريكا وإن ادعت اتباع سياسة مناهضة للعنصرية بل وإصدار قوانين بهذا الاتجاه إلا أن هذه العنصرية والتمييز على أساس اللون والعرق موجودتان في أساس الرأسمالية بل هما من طبيعتها. وما لم تتم معالجة الفساد والتصدع الموجودين في أساس المبدأ فإن هذه القوانين لن تقضي على العنصرية والقومية والتمييز؛ لأن العنصرية والقومية هما جزء من الرأسمالية.


إن الرأسماليين يعتقدون أن العنصرية موجودة في الإنسان بشكل طبيعي منذ القدم، لهذا السبب فإن حركة التنوير الفكرية للرأسماليين أظهرت ذلك في القرن الثامن عشر، وبظهور العنصرية والقومية ولد مفهوم الدولة القطرية.


أما تركيا التي قامت فيها الجمهورية عام 1923م؛ فإنها أسست على مفهوم الدولة القطرية بعد هدم الخلافة وهي منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة كانت تعادي الأكراد وبقية العرقيات الصغيرة. وعلى هذا الأساس فإن النظام التركي بزعامة أردوغان ينظر إلى اللاجئين المسلمين السوريين المظلومين والأبرياء الذين فروا من ظلم نظام بشار ولجأوا إلى بلاده على أنهم هم المسؤولون عن البطالة والسرقات والتخبط والأزمة الاقتصادية، وهو النظام نفسه الذي لم يتورع عن ممارسة الابتزاز لكي يحصل على المال من أوروبا. إن النظام العلماني القائم على العنصرية والقومية يرى في الأكراد أنهم إرهابيون وأعداء، على الرغم من ادعائه أن الأكراد هم إخوة لنا! حيث قام في أوقات سابقة بتنظيم عمليات ضدهم واعتبرهم في أوقات الانتخابات أنهم عنصر يمس "البقاء".


إن قول المسؤولين الأتراك بأنهم ضد التمييز الديني والعرقي على شاشات التلفاز هو أمر لا يتجاوز أفواههم وألسنتهم، ذلك أن النظام الذي يطبقونه يقوم على العنصرية والقومية. إن الدولة التركية القطرية باعتبارها قائمة على مفهوم وحدة اللغة والعلم والثقافة وللحفاظ على مفهوم الوحدوية هذا، فإنها تعتبر الطوائف المختلفة والتباين الثقافي في الهويات أمرا يشكل خطرا عليها، كما أنه ومن مقتضيات مفهوم الوحدوية هذا وتجسيدا لصورة العداوة هذه فإنه يتم استعمال العنف تجاه اللاجئين السوريين والأكراد.


أما المبدأ الإسلامي فإنه لا يقبل مفهوم الوحدوية هذا، إذ إنه لا يفرض على أحد دينا أو عرقا أو ثقافة معينة، إنما يعمل على صهر الجميع في بوتقة الإسلام عن طيب نفس ودون إكراه مهما اختلفت طوائفهم وثقافاتهم. وأوضح دليل على ذلك هو نجاحه في صهر الأتراك والشركس والأكراد والفرس وغيرهم من الأعراق المختلفة في فكرة الإسلام على مدى مئات السنين. كما أن الإسلام لا يظلم أصحاب الأديان الأخرى فلهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من واجبات، والدليل على ذلك امتناع نصارى الشام عن التحالف مع الصليبيين وحمايتهم لأعراض المسلمين الذين نفروا للجهاد. «ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ».

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع