الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مقتل الأمريكي فلويد ذي البشرة السمراء يكشف العنصرية الممنهجة في الفكر الرأسمالي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقتل الأمريكي فلويد ذي البشرة السمراء يكشف العنصرية الممنهجة في الفكر الرأسمالي

 

 

 

الخبر:

 

مقتل الأمريكي ذي البشرة السمراء (فلويد) على يد شرطي أمريكي أبيض. (وكالات)

 

التعليق:

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها الشرطيون البيض أشخاصا أمريكيين من أصول أفريقية، بل كثيرا ما تكشف الكاميرات هذه التصرفات العنصرية في أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية، بل إن هناك أحزابا في أوروبا قائمة على أساس عنصري، وهذا يكشف الخلل الفكري في المبدأ الرأسمالي ذاته الذي تنتهجه تلك الدول، ليس فقط داخليا بل أيضا في التعامل مع القضايا الدولية، فالاستعلاء الغربي ظاهر في استعماره للبلاد الإسلامية وأفريقيا وآسيا، وتجارة الرق المشهورة قائمةٌ على أساس تفوق العنصر الأبيض، ونهب ثروات الشعوب، وإشعال الفتن والاقتتال لتمكين الاستعمار من نهب الخيرات والثروات.

 

إن أمريكا لا تعبأ بما يقوم به بشار في سوريا من قتل أهل الشام ببراميل الموت والغازات السامة، بل هي تدعم سماسرتها (روسيا وإيران وغيرهما) في مساندته وإبقائه على رأس الحكم رغم جرائمه ضد الإنسانية.

 

والفكر الاستعماري الأمريكي لا يعبأ بالدمار الذي يقوم به عميلها حفتر في ليبيا وتدعمه مباشرة أو عن طريق عميلها سيسي مصر كي لا تنفرد أوروبا بالثروة الليبية كما كان الحال إبان الهالك القذافي.

 

ولا تنفك أمريكا تقتل في اليمن يوميا عن طريق السعودية وإيران ولا تخفي بهجتها بذلك والمتحدث باسم البيت الأبيض يقول إن أمام اليمن مسلسلاً طويلاً قبل أن يصل إلى وقف الحرب.

 

وهذا الأمر معلوم وقد لا يكون مستغربا من فكر رأسمالي استعماري لا يعرف إلا مص الدماء وبث البؤس والشقاء في العالم. لكن ما هو مستغرب كيف يسكت المسلمون على حكامهم وهم يسهلون عمل أمريكا وأخواتها في الإجرام داخل بلادنا بل وينفذون خططها ويسيرون سيرها شبراً بشبر وذراعا بذراع؟! فها هم أبناء اليمن يقتتلون فيما بينهم بسلاح أمريكي وبتنفيذ إيراني في الشمال وسعودي إماراتي في الجنوب، وكل ذلك يحدث نيابة عن التنافس المحموم بين أمريكا وبريطانيا على الثروة والنفوذ في اليمن، حتى أضحت عدن مدينة أشباح تطفح في شوارعها المجاري وتنتشر الفئران، وتغيب عنها الكهرباء في شدة حر الصيف وتنقطع عنها المياه ليقع أهلها فريسة المرض ويتساقطون ضحايا لا يدرون لصالح من يقدمون تلك الأجساد!

 

ورغم ذلك لا يعبأ حكامهم بهم لا حوثيون ولا حكومة عبد ربه ولا مجلس الإمارات الانتقالي، بل لا زالت عجلة الاقتتال بين الإخوة تدور وتدور، والكافر الغربي المستعمر يقف خلف المشهد ضاماً يديه قائلا (هل من مزيد؟)!

 

إن مبدأنا وإسلامنا لم يختر لنا ذلك، بل قال عليه الصلاة والسلام: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ» يعني أن الإسلام واضح جلي، وجلي وواضح أيضا أن هذا الاقتتال هو خدمة للطاغوت، كما هو جلي وواضح أن الاحتكام للغرب الكافر هو تحاكم بغير ما أنزل الله وهذا ما حذر منه سبحانه وتعالى المؤمنين تحذيراً شديداً قائلا في محكم التنزيل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾. فإلى التحاكم إلى الله ورسوله ندعوكم، ومن زيغ الشيطان والسير خلف سراب الحضارة الرأسمالية ننبهكم، حتى نلقى الخالق نحن وأنتم وهو راضٍ عنا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن

آخر تعديل علىالإثنين, 08 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع