- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل المشكلة في الصيغة السياسية أم في الكيان السياسي؟
الخبر:
قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بخطاب عيد الفطر إن "أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به الخوري والصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت" وحسب موقع الجريدة الكويتية جاء كلام قبلان كرد على رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل والذي شن أعضاء من حزبه حملة على "حزب الله" في الأيام الماضية.
التعليق:
إن لبنان اقتطعته فرنسا عن محيطه الشامي وأعطته "استقلالا" خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن قامت بريطانيا بحركة انقلابية جاءت من خلالها بعملائها إلى الحكم: رياض الصلح وبشارة خوري.
والتقسيم الطائفي في لبنان متفرع عن أساس الكيان؛ إذ إن النصارى في لبنان كانوا يريدون التفرد في الحكم ويرون في أنفسهم أنهم جزء من العالم الغربي. وأما المسلمون فلقد رفضوا الكيان من أساسه وحاربوا الانقسام عن سوريا.
وحين استلمت أمريكا زمام الأمور في لبنان بشكل كامل بعد الحرب الأهلية تم تعديل الدستور وسحبت صلاحيات من رئاسة الجمهورية المارونية لتصبح في مجلس الوزراء مجتمعا. ومع ذلك لم تنته المحاصصة الطائفية وما يلحقها من فساد وغيره. وحتى قانون إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل مجلس الشيوخ لم يتم تطبيقه مع أنه جزء من الدستور اللبناني. ومؤخرا رفض رئيس الجمهورية الحالي إلغاء الطائفية السياسية وتستر وراء اقتراح قانون موحّد للأحوال الشخصية الذي يرفضه المسلمون كونه يلغي الأحكام الشرعية التي تنظم الزواج والإرث وغيرها من الأحوال الشخصية.
إن من يلوح اليوم بتغيير صيغة الحكم في لبنان، ومع أنه منذ عقود بيده القوة ليقوم بذلك، إلا أنه لم يقدم على هذه الخطوة. مما يعني أمرين: الأول، هو أن قرار تغيير صيغة الحكم لا تعود له بل للحاكم الفعلي للبنان والمتمثل بالمستعمر الأمريكي. والثاني، أن طرح تغيير صيغة الحكم ليس الهدف منه تحقيق التغيير بل يعد مهاترات سياسية في إطار المناكفات الداخلية في لبنان لتسجيل نقاط بين زعماء الطوائف.
إن هجوم تيار عون على حزب إيران اللبناني عبر طرح سلاح الحزب كان سببه رفض الأخير بناء محطة كهربائية في منطقة تابعة لنفوذ جماعة عون. وكردة فعل كان كلام المفتي الجعفري. وحين عاد حزب إيران ووافق على محطة الكهرباء هدأت الأجواء وكأن شيئاً لم يحصل!
نعم، هذا هو واقع لبنان. حكام أقرب لشياطين الإنس يتبعون أوامر شيطانهم الأكبر في واشنطن. يتصارعون على أتفه الأمور غير آبهين بمستقبل الناس والبلد.
إن الأمر في لبنان هو بيد العدو وطالما الأمر كذلك لن يصلح حال لبنان مهما كانت صيغة الحكم فيه ومهما كان النظام السياسي، فلبنان لا يملك مقومات دولة وهو بالكاد يكون دويلة. وعليه فإن لبنان لن يصلح حاله إلا كما صلح أول مرة حين كان جزءاً من الحكم الإسلامي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان