الجمعة، 13 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحركة الانفصالية في بابوا هي انتفاع بالمجان من حركة حياة السود مهمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحركة الانفصالية في بابوا هي انتفاع بالمجان من حركة حياة السود مهمة
(مترجم)

 


الخبر:


شاركت سيندي ماكابوري، وهي امرأة من بابوا الغربية تعيش في المنفى في أستراليا، في سلسلة من احتجاجات "حياة السود مهمة" في ملبورن، أستراليا، يوم السبت، 6 حزيران/يونيو. وفي كلمتها، تحدثت سيندي عن الحوادث التي وقعت في مهاجع الطلاب في بابوا في سورابايا ويوجياكارتا، حيث يشار إلى طلاب بابوا باسم "القرود". كما تحدثت عن العقوبة التي تلقاها العديد من سكان بابوا - بمن فيهم الناشط بوشتار تابوني في حركة التحريرالمتحدة لبابوا الغربية؛ الذي بدأ احتجاجات ضد العنصرية. وأضافت "وهذا يدل بوضوح على أن النظام القانوني الإندونيسي منحاز ومؤسس عنصري ضد شعب بابوا".


وفي مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، أجرت فيرونيكا كومان، الناشطة المؤيدة لبابوا ومحامية حقوق الإنسان، تقييماً مفاده أن الحركة العالمية المناهضة للعنصرية اكتسبت زخماً جديداً في إندونيسيا. وهي الآن تحت حماية أستراليا؛ وقد تم تكييف الحركة العالمية "حياة أهل بابوا مهمة" في إندونيسيا. ويمكن رؤيته من هاشتاج #PapuanLivesMatter حيث كان "ترند" على تويتر لعدة أيام واستخدم جنباً إلى جنب مع #BlackLivesMatter.


التعليق:


لقد استغلت الجماعات الانفصالية في بابوا بدعم غربي القضية العالمية للعنصرية لمنفعة مصالحها. وهم يغمضون أعينهم عن حقيقة أن هناك فرقاً صارخاً بين مسألة بابوا وقضية العنصرية في أمريكا. وقد أصبحت هذه الحركة الانفصالية حرة في موجة الاحتجاجات.


والواقع أن مشكلة بابوا هي نزعة انفصالية تستغل مسألة العنصرية. فقد أظهرت الأحداث الأخيرة في بابوا أن الانفصاليين لم يعودوا غرباء متميزين أو من غير البابوا من السكان الأصليين. وفي نهاية أيار/مايو 2020، سُجل أن أحد المدنيين قد أطلق عليه مسلحون النار، وكان من أبناء بابوا الأصليين. وقد اتُهم بأنه ربما كان جاسوساً، ومع ذلك، فإن هذه القضية يمكن أن تكون دليلاً على أن كفاح نشطاء بابوا المستقلة ليس مسألة عنصرية، بل هي مسألة انفصالية. ومن يخالفهم الرأي، سيكون ضحية. حدث هذا أيضا في مأساة وامينا الدموية عندما أحرق صبي صغير من بابوا وهو على قيد الحياة بعد رفض المشاركة في مظاهرة.


في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولا سيما غرب المحيط الهادئ، تشكلت مجموعة ميلانيزية سوداء قائمة على أساس عرقي، هي مجموعة رأس الحربة الميلانيزية. وقد حظيت بدعم مكثف من المؤسسات العالمية وكذلك من البلدان الكبرى مثل أستراليا وأمريكا حتى لا تقع المنطقة التجارية الميلانيزية تحت النفوذ الصيني. وما برحت مجموعة بلدان جزر سليمان تسعى إلى ضم بابوا إلى عضويتها، وقد أيدت عدة بلدان مثل فانواتو وجزر سليمان بابوا علناً لتحرير نفسها من إندونيسيا. وقد تسببت بابوا، التي تمتلك أكبر المناجم في العالم، في ظهور منافسة جديدة بين القوى الاقتصادية العالمية، وخاصة الصين وأمريكا. ومن المفارقات أن شعب بابوا، في مثل هذه الحالة، بوصفه المالك القانوني لثروة الموارد الطبيعية، ليس في وضع يؤهله كصانع قرار. ويرجع ذلك أيضا إلى موقف السلطات الإندونيسية التي تنفذ الاقتصاد الرأسمالي المؤيد للشركات، على سبيل المثال، لخدمة فريبورت ماكموران في بابوا، مما يؤدي إلى تفاقم التفاوت الاقتصادي والفقر بين سكان بابوا.


كما لا يمكن التقليل من شأن دور أستراليا بوصفها حليفا لأمريكا في منطقة المحيط الهادئ. وغالباً ما يحصل الناشطون المؤيدون لبابوا على الحماية، كما يحصلون على منصة لرفع أصواتهم في أستراليا، على سبيل المثال سيندي ماكابوري وفيرونيكا كومان. وجاء الدعم العلني لفصل بابوا من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين في أستراليا. والواقع أن منطقة ميلانيزيا لها الأولوية في خط السياسة الخارجية فيما يتعلق بالأمن الإقليمي والاقتصادي. وسجل أستراليا واضح في دعم النزعة الانفصالية أيضا في انفصال تيمور الشرقية عن إندونيسيا قبل عقدين من الزمن. ومن المفارقات أن سياسة أستراليا الخارجية التي تتخذ موقفاً مؤيداً للسكان الأصليين في تقرير المصير تتناقض مع سياساتها الداخلية. فلأستراليا الكثير من السياسات العنصرية المنهجية تجاه الأستراليين الأصليين الذين لديهم أوجه تشابه عرقية.


وإذا أولينا اهتماما وثيقا، يمكننا أن نصل إلى نتيجة مفادها أن الصراع العرقي لا يستخدم إلا كأداة سياسية أجنبية من جانب البلدان الغربية، ومن المفارقات أن هناك تعفنا داخل بلدها تفوح منه رائحة نتنة على نحو متزايد. وهذا العفن لا ينفصل عن جريمة الرأسمالية المروعة من جوهرها. ومع ذلك، فإن الغريب أنهم يواصلون الإشارة إلى البلاد الإسلامية، بما في ذلك إندونيسيا مع قضية بابوا. وهكذا، من الواضح أن العنصرية قد استخدمت كأداة سياسية لتقسيم البلاد الإسلامية حتى تتمكن الدول الغربية من الحصول على منافع سياسية. ومع ذلك، فإنها تنسى أن تنظر في مرآة أنفسهم التي تظهر ذواتهم الحقيقية من النفاق والتاريخ الدموي نتيجة فكرة "التفوق الأبيض". وقد أصبحت هذه الفكرة بالذات عجلة عبودية للسود في الحقبة الاستعمارية الغربية وأصبحت المحرك الأول للرأسمالية في البلدان الغربية.


هذه الفكرة الخاطئة كانت منتشرة قبل الإسلام منذ قرون مضت، وقد اقتلعها الإسلام. فقد صنف النبي ﷺ أن المواقف العنصرية هي جهل، وقد انعكس ذلك في تحذيره لأبي ذر عند وصفه بلال بن رباح "بابن السوداء". في جنوب شرق آسيا قبل أربعة قرون، كانت فكرة تفوق البيض تتحدى من خلال مبدأ القيادة الإسلامية في أسطورة البطولة الإسلامية في جنوب الفلبين. في عام 1521م، هبط المستكشف الإسباني البرتغالي المولد فرديناند ماجلان على جزر ماكتان. بدأت قصته في الدبلوماسية العنصرية باعتبارها النهج النموذجي للغزاة الغربيين، حيث كتب ماجلان إلى الملك ماكتان (سلطان الفلبين المسلم) أن يقدم ويستسلم: "بسم الرب، أطلب منك أن تتخلى عن منصبك، إننا نحن - أحفاد العرق الأبيض المتحضرين - أكثر جدارة لتولي سلطة هذا البلد". فرد السلطان ماكتان على رسالة ماجلان "إن الدين لله وإن الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم". انتهت هذه الدبلوماسية العنصرية لماجلان في معركة فاز بها المسلمون، ومات ماجلان على يد قائد مسلم يدعى داتو لابو لابو.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالأحد, 28 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع