- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وحشية الشرطة الأمريكية ضد الناس لا تنفك عن شراسة المبدأ الرأسمالي ضد الإنسانية
الخبر:
"الولايات المتحدة: الديمقراطيون يعرقلون مناقشة مشروع جمهوري لإصلاح الشرطة في مجلس الشيوخ" (موقع فرانس 24، 2020/6/25م)
التعليق:
لا يريد ترامب رأس النظام في بلد "الديمقراطية" حل المشكلة الكبيرة التي تمر بها بلاده، فمصير الشعب الأمريكي يتأرجح بين مؤيد ومعارض وخلافات على مسألة محسومة إثر الاحتجاجات العاصفة التي اجتاحت البلاد ضد عنصرية ووحشية رجال الشرطة البِيض ضد السود.
إن العنصرية هي نتاج وجهة نظر بغيضة تنبثق عن عقيدة العلمانية وفصل الدين عن الحياة التي فيها البقاء للأقوى. ومقياس الأعمال عند هؤلاء هو المصلحة التي تحدد أسلوبهم في التعامل مع الناس، وسياسة الغرب الكافر الخارجية التي قامت على الحروب الصليبية الشرسة واحتلال واستعمار بلاد الآخرين ونهب ثرواتهم واستعبادهم والتجارة بالبشر واسترقاق ملايين البشر من الأفارقة في أوروبا وأمريكا منذ مئات السنين لبناء إمبراطوريات الدول الاستعمارية وإنتاج الثروات التي فجّرت الثورة الصناعية فيما بعد إلا خير دليل على ذلك. فمن كانت المصلحة مقياسه ولا يؤمن بحساب الخالق عز وجل على جرائمه والجنة والنار، من كان كذلك تطغى على أفكاره وأفعاله الفوقية وحب الذات والأنانية والغرور واحتقار البشر ويرى نفسه أذكى وأحق بالسيادة ومن حقه قتل الناس جميعا. فالعنصرية في أمريكا تُبث إعلامياً وتُدرَس في المدارس، وتُمارس ضد المسلمين وضد السود وضد الآسيويين وضد المرأة،... كيف لا وقد أُسست أمريكا على جماجم الهنود الحمر لزعم أبيض البشرة بأحقيته بأراضيهم وثرواتهم فنصّب نفسه حاكماً وسيداً عليهم، وفي هذا إشباع لنزعته وحبه للسلطة والمال فلا تهمه حياة الإنسان.
هذا هو أساس الحكومات الرأسمالية التي تأسست على حب السلطة وعقيدة الكفر، فكيف لنظام عنصري تربى على كراهية الغير والتنمر عليهم أن يعتبر العنصرية مشكلة؟! إن العنصرية في أمريكا تُحل فقط بإسقاط المبدأ الغربي الرأسمالي فلا وجود لحقوق إنسان ولا حيوان في هذه البلاد التي يزعم حكامها أنهم "متحضرون"! إن العالم أجمع يحتاج لنظام الإسلام؛ فالإسلام هو المبدأ الوحيد الذي عالج العنصرية وألّف بين قلوب الناس بالعدل وأزال كل أشكال التمييز والتفرقة في المعاملة على أساس اللون أو الجنس أو المستويات الطبقية بتطبيق الأحكام الشرعية في دستور وقوانين الدولة وضيق على المجرمين دائرة الشر، ونسأل الله تعالى أن يعجل بقيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ليتولى الإسلام أمر البشرية من جديد، فالمسلمون هم قادة البشرية والمستخلفون عليها وهم من سينقذ البشر من الظلم ومن الظالمين.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان