- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
القادة الحقيقيون لا يلقون باللائمة على الناس
(مترجم)
الخبر:
إسلام آباد: في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا ويجري فرض عمليات الإغلاق الذكية للسيطرة على الفيروس القاتل، لوحظ أكثر من 9532 انتهاكاً للإرشادات/ التعليمات الصحية في جميع أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية. (الفجر الباكستانية)
التعليق:
كبقية العالم، فقد ضرب فيروس كورونا باكستان بشدة، ولكن ما كانت ضربته أشد سوءاً هو إدارة السلطات المعنية. فمنذ اليوم الأول، أسيء التعامل مع هذه المسألة، وفي بلد يعيش فيه الملايين تحت خط الفقر، تُرك الناس وحدهم ليهتموا بأنفسهم وأحبائهم. تم الإعلان عن معيار التشغيل الداخلي ولكن لم يتم التحقق من وجود رصيد. وترى الحكومة أن وظيفتها الوحيدة كانت بالإعلان وأن التنفيذ لم يكن مطلوباً منها. ونتيجة لذلك، نرى الأسواق غارقة. تتجاهل الحكومة المناطق المكتظة بالسكان بشكل كامل ولا تتفقد سلطات هذه المناطق. كل ما نحصل عليه هو بعض الحسابات وبعض الأرقام بناءً على مراقبة بعض المجالات المحددة. ولا أحد يعرف أو يهتم بعدد الانتهاكات التي ترتكب في الأماكن المزدحمة والمناطق مثل كاتشي أباديس.
وقد ألقت الحكومة علانية باللوم على شعب باكستان لجهله وعدم مسؤوليته. وكل ما نرى أن الحكومة تفعله هو عقد مؤتمرات صحفية، والترويج لـ"برنامج الاحساء" الذي أعطى آمالا زائفة للفقراء والتي يعتقد عمران خان أنها طريقة ممتازة لتسجيل النقاط. كما أن الحكومة تفتخر بمنتجات الرعاية الطبية الطارئة المطلوبة التي تم شراؤها من أموال دافعي الضرائب أو تم استلامها على شكل مساعدات، وفي الوقت نفسه يعاني الناس في كل مكان. فالأطباء يخدمون بلا كلل وفقد الكثير منهم حياته وهو يحاول إنقاذ الآخرين. حتى الآن، هناك أكثر من 7000 طبيب ومسعف من جميع أنحاء باكستان تم تشخيصهم بكوفيد-19. ولا يتم تزويد هؤلاء الأطباء بأجهزة السلامة اللازمة المطلوبة وفي بعض الحالات تم رفض استقبال الأطباء بعد الإصابة بالمرض من المستشفيات نفسها التي كانوا يعملون فيها! فالمستشفيات غارقة والناس يخافون من المرض. أكثر من الخوف من الإصابة بالمرض، يخاف الناس من العلاج الذي سيحصلون عليه حيث تم إبعاد الكثيرين وفقدوا حياتهم أثناء بحثهم عن المساعدة.
قد يكون أهل باكستان فقراء لكنهم ليسوا أغبياء. هؤلاء هم أبناء الشعب الذين ضحوا من أجل حرية مسلمي شبه القارة، ويقدم الكثيرون أمثلة من خلال مساعدة المحتاجين. كما يقدم الأطباء بصفتهم الفردية خدمات مجانية عبر الإنترنت للأشخاص المرضى. وقد رأينا كيف يوزع الناس الطعام على الفقراء وشاهدنا الكثيرين يدفعون الأجور لموظفيهم بالرغم من أنهم لم يعودوا قادرين على العمل. ومع ذلك، فإن هذه التصرفات الفردية من جانب الكثير من الأشخاص لا يمكن أن تكون كافية لأنهم لا يملكون الموارد والقوة المطلوبة للتعامل مع الموقف.
إن لم يكن الآن فمتى؟ لقد رأى مسلمو باكستان الوجه الحقيقي لعمران خان، الذي جمع الأصوات باسم دولة المدينة المنورة، فيما كان في الحقيقة مخلصاً للكفار. فليكن عمران خان المسمار الأخير في نعش الديمقراطية. دعونا ننتفض ضد هذه الطريقة الفاسدة في الحكم ونعمل على إقامة الخلافة التي ستكون مسؤولة عن صحة شعبها. إن التاريخ مليء بأمثلة قدرة الخلافة على توفير الرعاية الصحية للناس. فسيكون على الخليفة أن يحرص على ألا يموت الناس من الجوع ولا الإهمال خلال الوباء. وسيحرص على حصول الناس على الرعاية الطبية المناسبة.
إن قلقه لن يكون على ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة، بل ضمان مكانته عند الله تعالى.
وكما قال عمر بن الخطاب: "لَوْ هَلَكَ حَمَلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، ضَائِعاً؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ". اللهم مُنَّ علينا بظلال مثل هذه القيادة الحقة.
وحدها الدولة التي قامت على النموذج الذي قدمه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ستكون قادرة على التعامل مع أزمة مثل هذه دون الإضرار بالشرف والكرامة.
روى عمر بن الخطاب أن النبي ﷺ قال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أُمَرَائِكُمْ وَشِرَارِهِمْ؟ خِيَارُهُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ، وَشِرَارُ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان
#كورونا | #Covid19 | #Korona