- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كورونا الثانية وحتمية الانهيار
الخبر:
شهدت الولايات المتحدة تسجيل حالة وفاة بمرض كوفيد-19 كل دقيقة تقريبا أمس الأربعاء، في حين تجاوزت الأرقام عالميا 17 مليون إصابة، وسط تحذير بريطانيا من موجة وباء ثانية قد تضرب أوروبا.
ورصدت الولايات المتحدة 1461 وفاة يوم الأربعاء، وهي أعلى زيادة في يوم واحد منذ وفاة 1484 يوم 27 أيار/مايو الماضي.
وفي بريطانيا، قال وزير الصحة مات هانكوك اليوم الخميس إنه قلق من حدوث موجة تفش ثانية لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، وإن الحكومة لن تتردد في التحرك لإعادة فرض إجراءات الحجر الصحي إذا اقتضت الضرورة لتبقى البلاد آمنة. (الجزيرة نت)
التعليق:
لقد كانت المرحلة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن أكثر فتكا من المرحلة الأولى، لذلك هل الموجة الثانية حتمية؟ وإلى أي مدى سوف تجر العالم إلى أزمات أخرى متتالية؟
هناك خلاف علمي حول أيهما أقوى الموجة الأولى أم الثانية، ولن ندخل في هذا الجدال ولكن السؤال: هل يستطيع العالم دخول غمار موجة ثانية بهذه الحالة المزرية التي يعيشها جراء هذا النظام الجشع الذي غير المفاهيم والمعتقدات، وعبث في كل شيء في هذه الأرض، وأصبح الإنسان يعاني من ضعف شديد على كل المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية... الخ، ونزع القيم وجعل كل شيء له ثمن هو الذي يجب التحدث فيه والعمل على إيجاده بغض النظر عن وضعه وتأثيره على هذه البشرية؟
إن الذين يتحكمون ويقودون هم الرأسماليون، الذين نهبوا وغيروا كل شيء جميل في هذه الحياة، وأصبحنا نعيش فيها كأدوات متجردين من أغلب القيم الإنسانية، وأصبح جل تفكيرنا ينصب حول ما يرسمونه لنا هم من أكاذيب وخداع، حتى يستطيعوا أن يبقوا على هذا النظام المتهالك، الذي مع سقوطه الحتمي سوف يجر الويلات على هذا العالم أجمع.
نعم، إذا كان العالم بكل دوله غير قادر على الصمود في حال عودة فيروس كورونا المتجدد إذا صح القول! وإذا كان العالم يعاني من ركود اقتصادي مرتفع جدا وهو يتقدم بسرعة هائلة نحو الهاوية وكثير من دول العالم لن تصمد أمام إغلاق الاقتصاد مرة ثانية، فإن هذا الأمر سوف يضعهم بين خيارات أحلاها مر.
فالمشكلة الحقيقية ليست هي بوجود الوباء أو الفيروس فقط، بل في إمكانية معالجة هذه المرحلة بطريقة صحيحة، فيجب أن تكون المعالجات ورعاية شؤون الشعوب متناسبة مع حجم الجائحة وهذه حقيقة غير متوفرة في أغلب دول العالم بسبب الرأسمالية...
ففي الغرب لا يوجد نسيج مجتمعي قادر على الصمود ولا توجد قوة اقتصادية لتحمل ما سوف يجري، ولا توجد إرادة حقيقية في الخروج من عنق الزجاجة لأنه ليس فقط حكام البلاد الإسلامية خونة وأنهم باعوا كل شيء بل أيضا حكام الغرب كذلك... وحسب النظام الرأسمالي فإن مصالحهم الشخصية هي التي تقودهم حتى ولو فنى عدد كبير من البشر.
إن المشكلة الحقيقية هي في حقيقة رعاية شؤون الشعوب بشكل عام، فما يمارس اليوم هو نهب واغتصاب ودجل على هذه الشعوب، وإن زينت الحياة التي يعيشونها.
اليوم تنكشف جميع الأقنعة عن أول مواجهة حقيقية لفيروس صغير الحجم، وبغض النظر عن حجمه وقوته ووجوده وقدرته، فإن النظام الرأسمالي لا يقوى على الصمود لأنه منهار أصلا وبعيد عن كل أسباب التصدي وهو في الأصل السبب في ما يمر به العالم اليوم؛ لأن الفيروس كشف اللثام عن شكل الرأسمالية الحقيقية وأظهر بأنها في حالة انهيار، ولا نستغرب عندما قالوا إن الرأسمالية (تحمل بذور موتها مع بذور نشأتها)! وهم قد تنبأوا بانهيارها، وهذا ما يسمونه لعنة ماركس الذي مضى على موته 200 عام تقريبا.
يا أيتها الشعوب في العالم إن المشكلة الأساسية تكمن بمن تنقادون وراءهم... أليس فيكم رجل رشيد؟! إن الرأسمالية تقودكم إلى هلاككم وأنتم تعلمون وتبررون!! إن الذي ينظر من غربال الرأسمالية ليس له دواء فيجب التفكير خارج الدائرة. وإن الخروج من الرأسمالية أصبح واجبا على كل مفكر واعٍ ينشد الخير لهذا العالم وينقله من ظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
يا أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض: هبوا وانشروا مبدأكم الذي هو دينكم وشريعتكم، وعلّموا الناس أنه لا خلاص لهم إلا بقيام الخلافة التي تعمل على تطبيق شرع الله. وإن كل ما تقوله الرأسمالية بأن الإسلام إرهاب وأنه سوف يقتلكم فإنه كذب وافتراء وعار عن الصحة، بل الذي يقتلكم فعلا هو هذه الأنظمة الرأسمالية والقائمون عليها؛ لذلك تحركوا حتى ننهي أركان هذا النظام الفاسد...
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي