- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا لدعوات تكريس التفرقة بين بلاد المسلمين
فوحدة المسلمين لا تكون إلا في دولة واحدة تحت راية واحدة
الخبر:
بعد مرور 30 عاماً على غزو نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت في 2 آب/أغسطس 1990م، أحيا الكويتيون والخليجيون على مواقع التواصل ذكريات تلك الحرب... وسط دعوات لتحقيق الوحدة الخليجية والعربية. وأكد الخليجيون، خلال وسم "الغزو العراقي"، أن تلك الفترة كانت البداية لتدمير المنطقة. (الخليج أونلاين)
التعليق:
عاش أهل العراق والخليج وهم جزء من الأمة الإسلامية العظيمة في ظل دولة واحدة جمعت المسلمين قرونا قبل أن يهدمها الغرب الكافر عام 1924م ويقسمها إلى دويلات هزيلة، تفصل بينها الحدود، وينصّب عليها حكاما عملاء حراسا على تلك الحدود وعلى مصالح المستعمرين. فكانت بداية تدمير المنطقة بتلاشي حكم الإسلام وظهور الأنظمة العميلة التي أوجدت موطئ قدم للاستعمار في منطقة يحرم عليه الوجود فيها.
وقد ساهم غزو العراق للكويت في تثبيت الاستعمار، السبب الجذري لجميع المآسي التي تمر بها الأمة، وفي تعميق الانقسام بين أبناء الأمة الواحدة، وتأجيج العداء والشحناء والبغضاء بينهم بحيث أصبح المسلم عدوا والغرب المستعمر صديقا منقذا!
فالذي يجب تذكره بكل حرقة واستنكار هو أن غزو العراق للكويت كان مقدمة لدخول القوات الأمريكية ومنحها سلطانا على البلاد، ولمزيد من الانخراط في مخططات الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وتحالفاتها الصليبية التي تهدف إلى محاربة الإسلام تحت اسم "الحرب على الإرهاب". وقد رأينا الدور البئيس الذي لعبته القواعد الأمريكية في الخليج في احتلال أفغانستان وتدمير العراق، وكيف قامت أنظمة الخليج بدور وكلاء الحرب الأمريكية الصليبية على الإسلام، موجهةً أسلحتها وعتادها لضرب المسلمين في اليمن وسوريا وليبيا.
إن تحقيق الوحدة بين المسلمين هو من أشد ما تحتاج إليه الأمة في هذه الأيام وهو أمر ممدوح ومطلوب ومن الأفكار التي تجتمع عليها الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها. إلا أننا باعتبارنا مسلمين مأمورين باتباع الوحي العظيم في كل شؤون الحياة، فإنها لا تجوز الدعوة إلى الوحدة الخليجية ولا العربية لأنها تثبت التفرقة المحرمة شرعا بين بلاد المسلمين، وتحمي الحدود الاستعمارية التي مزقت بلاد المسلمين، بل إن الأساس الوحيد الذي يجب أن نستند إليه في الوحدة والتكاتف والأخوة هو الإسلام، الذي جعل جميع المسلمين على وجه الأرض إخوة في العقيدة الإسلامية، لقوله تعالى: ﴿إِنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وحرّم أن يكون للمسلمين أكثر من دولة، وحرّم الرابطة الوطنية النتنة والقومية البغيضة واعتبرهما من دعاوى الجاهلية النتنة، كما حرّم خذلان المسلم لأخيه المسلم ناهيك عن استعانة المسلم بالعدو الكافر ضد أخيه المسلم.
فوحدة المسلمين لا تكون إلا في دولة واحدة هي دولة الخلافة تحت راية واحدة هي راية رسول الله ﷺ، ولا تكون إلا بالانعتاق الشامل من كافة أشكال الاستعمار؛ العسكرية والسياسية والفكرية والاقتصادية والثقافية...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد