- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"كلن يعني كلن"
الخبر:
الانفجار الضخم في مرفأ بيروت عصر يوم الثلاثاء.
التعليق:
مرت لبنان في الفترة القصيرة الماضية بعدة أزمات متتالية كأزمة الأمن وأزمة القمامة وأزمة الصحة وأزمة الدولار...
وسبب هذه الأزمات في لبنان، هو السبب ذاته في باقي بلاد المسلمين؛ أنها تُحكم بغير ما أنزل الله من حكام فاسدين لا يصلحون لرعاية الناس. فالمشكلة مُركّبة: بين سندان الحكم بغير ما أنزل الله ومطرقة الحكام الفاسدين الذين لا يصلحون لرعاية الناس. ومعروف أن حكام لبنان فاسدون من حيث الولاء والمال والخُلق والسفاهة، وقد أكد الانفجار الضخم هذا على مدى فسادهم وكذبهم...
وأود في هذا التعليق أن ألقي الضوء فقط على الجزء الخاص بفساد الحكام وعدم صلاحيتهم لرعاية الناس بمقارنتهم بصفات ما يجب أن يكون عليه الحاكم في الإسلام، فالشيء يعرف بضده:
1. الحاكم في الإسلام يحكم بالعدل بين الناس، لقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾.
2. الحاكم في الإسلام يتصف بالنصح لرعيته، لقول رسول الله ﷺ «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وَهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ».
3. الحاكم في الإسلام يتصف بالتقوى في خاصة نفسه وفي رعايته لرعيته، حيث «كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ إذَا أَمَّرَ أَمِيراً علَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بتَقْوَى اللهِ، وَمَن معهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْراً».
4. الحاكم في الإسلام يتصف بالرفق ولا يشق على الناس، لقول الرسول ﷺ «اللَّهمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أمَّتي شيئاً فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أمَّتي شيئاً فرفَق بهم فارفُقْ به».
5. الحاكم في الإسلام قوي في تدبيره لأمور الحكم، فعن أبي ذر قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: «يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا».
بعد هذا البيان، يجب كنس حكام المسلمين كلهم، واستبدال خليفة راشد بهم يكون بين رعيته يرعى شؤونهم ويسهر على خدمتهم ويحمي ثغورهم ويؤمن طعامهم فيكون أول من يجوع وآخر من يشبع، واضعاً نصب عينيه قوله ﷺ «كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر