- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
باكستان تهدد بالخروج من منظمة التعاون الإسلامي
الخبر:
هددت باكستان بالخروج من منظمة التعاون الإسلامي، وكشفت في تصريحات غير مسبوقة عن أن غيابها عن قمة كوالالمبور الإسلامية العام الماضي كان بضغوط سعودية. وانتقد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي - في تصريحات حادة وغير معتادة - عدم اكتراث المنظمة وتأجيلها الدائم عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء من أجل دعم الكشميريين والوقوف على سبل حل قضية الإقليم. (الجزيرة نت، ٠٦/٠٨/٢٠٢٠م).
التعليق:
بداية لا بد من التذكير أن منظمة التعاون الإسلامي هذه ليس لها من اسمها أي نصيب، فلا تعاون فيها ولا فيها ما يمت للإسلام بصلة، بل هي وجامعة الدول العربية ما أوجدتا إلا لتفريق المسلمين ومنع وحدتهم، والحيلولة دون جعل دولة الخلافة مركز التنبه عند المسلمين، وليس لهما علاقة بحل مشاكل المسلمين البتة، والنظام الباكستاني يدرك ذلك جيدا، ولذلك فإن مناشدته أو تهديده لمنظمة التعاون الإسلامي ليس إلا ذر للرماد في العيون وتلكّؤ ومماطلة في القيام بواجبها تجاه أهلنا المسلمين في كشمير المحتلة، بالذات في هذه الأيام تزامنا مع الذكرى السنوية لاحتلال كشمير وإلغاء الهند الحكم الذاتي فيها، ومن المتوقع أن تعلو الأصوات المطالبة بتحريك الجيش الباكستاني لتحرير كشمير أكثر من ذي قبل، وسيكون الضغط الجماهيري على الحكومة في أوجه، الأمر الذي دفع بحكومة عمران خان إلى القيام بتلك المناورة الخبيثة، محاولا إلقاء مسؤولية تحرير كشمير على ما يسمى بمنظمة التعاون الإسلامي، مع إدراكه التام للدور المشؤوم لتلك المنظمة في التعامل مع قضايا الأمة، فما الذي حققته هذه المنظمة للمسلمين منذ تأسيسها؟ وأي خير عم المسلمين كانت هذه المنظمة هي سببه؟ وهل رفعت الضرر عنهم يوما وعملت على توحيد كلمتهم؟! إن المشاهد المحسوس أنها على النقيض من ذلك، فلم تزدهم إلا فرقة وتشرذما وإحباطا، ناهيك عن تزعم مملكة العميل الأمريكي سلمان وابنه الساقط لهذه المنظمة.
أما نظام باكستان نفسه فما الذي يمنعه من تحرير كشمير بل بلاد الهند كاملة والأقصى المبارك وتركستان الشرقية وبورما وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة؟ وهل هي تحتاج إلى السعودية لتحرير كشمير؟ إن دولة باكستان تمتلك جيشا جرارا مجهزا بالأسلحة والعتاد والترسانة النووية ما يمكنه من القيام بهذه المهمة وحده لو أن حكامه كانوا صادقين.
إلا أن هذه القوة وما هو أعظم منها لا تعني شيئا إن لم تكن هناك قيادة مخلصة صادقة تحركها وتستثمرها في صالح الإسلام والمسلمين، وهذا ما تفتقده جيوش الأمة بأكملها وليس باكستان فقط، إلا أن هذا الحال لن يبقى على ما هو عليه بعون الله، وإنا نسأل الله عز وجل ونتضرع إليه أن يهيئ لنا أنصارا يعينوننا على إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة تتولى قيادة الأمة وتحريك جيوشها لتحرير كل شبر محتل من بلاد المسلمين، ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل