- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعتقل ويقتل المهاجرين من آسيا الوسطى
(مترجم)
الخبر:
في 27 تموز/يوليو، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي القضاء على ما يسمى بـ"الإرهابي" في مدينة خيمكي بالقرب من موسكو. ووفقا للخدمات الخاصة، يُزعم أن طاجيك أوديل كايوموف البالغ من العمر 19 عاما خطط لشن هجوم إرهابي في أماكن مزدحمة.
وصرح مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي أنه "أثناء الاعتقال، فتح النار على الضباط وقتل بنيران الرد عليه". وقال ضباط الأمن: "بدأ الجاني بإطلاق النار على الضباط الذين نفذوا الاعتقال بأسلحة آلية. وتم العثور على بندقية رشاشة وعدة قنابل يدوية في شقته - كان يستعد لإطلاق النار في مكان مزدحم في موسكو". وزعت شركة RBC مقطع فيديو يظهر فيه تفتيش ضباط الأمن الفيدرالي جثة الضحية بمعاونة كلب.
التعليق:
وصف الناشط الشهير في مجال حقوق الإنسان ورئيس جمعية المهاجرين السياسيين لآسيا الوسطى باخروم خمرويف عملية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الخاصة لمنع الهجوم الإرهابي بأنها تكرار لعملياتهم السابقة التي شملت المهاجرين. كما شكك في علاقة المتوفى بالجماعات شبه العسكرية السورية وهو متأكد من أنه وجد تناقضاً في تاريخ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حيث خرج كايوموف بمدفع رشاش من مرآب مهجور في خيمكي وكان ذاهباً إلى حديقة غوركي لإطلاق النار على أشخاص. وبحسب خمرويف، كانت عملية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأكملها "محاولة خرقاء" من السلطات الروسية لتحويل انتباه الجمهور عن الاحتجاجات في خاباروفسك ومدن أخرى في الشرق الأقصى.
كما أعرب العديد من رواد مواقع التواصل عن رأي مماثل، حيث قال مستخدم تويتر الروسي سيرجي إيغوروف "عندما بدأ الناس في التمرد، زحف الإرهابيون على الفور من جميع الشقوق. الآن في خاباروفسك، والآن في خيمكي. مثل هذه الاعتقالات هي مخطط قديم للسلطة من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين: ترهيب الناس بعدو خارجي".
ولا ننسى أنه قبل أقل من أسبوع، أجرت القوات الخاصة الروسية بالفعل عدة عمليات خاصة في العاصمة ومختلف مدن سيبيريا والشرق الأقصى لاعتقال من يسمون "بالإرهابيين"، مما أدى إلى احتجاز واعتقال عشرات الأشخاص من دول آسيا الوسطى. على الفور بعد ذلك في 29 تموز/يوليو، نُفذت عملية خاصة جديدة في سانت بطرسبرغ، تم اعتقال مجموعة من المهاجرين من طاجيكستان المشتبهين في ما يسمى "الإرهاب" ، وتم رفع دعوى جنائية ضد أحدهم بموجب مادة "المساعدة في الأنشطة الإرهابية عن طريق التمويل" وفقا لتقارير الجهة الإعلامية "Operational cover".
يلاحظ نشطاء حقوق الإنسان أن العمال المهاجرين من آسيا الوسطى أصبحوا وبشكل متزايد إما ضحايا الألعاب السياسية للحكومة الروسية، التي اعتادت منذ فترة طويلة على إخماد احتجاجات المعارضة وتوحيد صفوف الناس بهجمات إرهابية غير متوقعة أو تم منعها، أو ضحايا للمصالح الاقتصادية من أجل الدوائر الخاصة الروسية والتي من خلال تأجيج ما يسمى بـ"التهديد الإرهابي" في روسيا، تحصل على مبالغ طائلة من الميزانية الفيدرالية لمكافحة هذا التهديد غير الموجود أصلا.
إن شعوب آسيا الوسطى هم تاريخياً ضحايا للسياسة الاستعمارية الروسية، التي خلّفت في المنطقة، بعد سنوات طويلة من الاحتلال، دكتاتوريين علمانيين غير قادرين على توفير الوظائف للناس، لكنهم قادرون فقط على محاربة الإسلام والعاملين لخدمته. نتيجة لذلك، حُكم على شعوب بأكملها بهجرة عمالة مستمرة، والبقاء بعيداً عن أسرهم لسنوات، لأداء أصعب الأعمال وأكثرها إذلالاً في روسيا. وأخيراً، تقوم الدوائر الخاصة الروسية بسهولة "بوسم" العمال المهاجرين المحرومين من حقوقهم بـ(الإرهابيين)، مما يؤدي إلى إزهاق أرواحهم وسلب حريتهم، لمجرد تحقيق أهدافهم السياسية أو مصالحهم الاقتصادية. وعلى الرغم من حقيقة أن هذا الاتجاه واضح للجميع في روسيا، إلا أن المعارضة الروسية ووسائل الإعلام الروسية المستقلة لا تغطي هذا الجانب، مفضلة تجاوز الموضوع السام لما يسمى بـ"الإرهاب"، والذي يحمل مخاطر خيالية عندهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور