الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام الدولي ما زال متمسكاً بالطبقة السياسية الفاسدة وليس لديه بديل عنها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظام الدولي ما زال متمسكاً بالطبقة السياسية الفاسدة وليس لديه بديل عنها

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، تعليقا على استقالة رئيس الحكومة حسان دياب، بأن الأولوية لتشكيل حكومة جديدة بسرعة. وأكدت الخارجية الفرنسية بأنه بدون إصلاحات سيتجه لبنان نحو الانهيار. ولفتت إلى أن إعمار بيروت والإصلاحات أبرز تحديات الحكومة المقبلة. وشددت الخارجية الفرنسية على أنه يجب تلبية مطالب اللبنانيين حول الإصلاحات.

 

التعليق:

 

منذ أن بدأ الحراك في 17 تشرين الأول 2019 أعلن أهل لبنان كفرهم بالطبقة السياسية الحاكمة رافعين شعار كلهم يعني كلهم (كلن يعني كلن)، فبالرغم من ذلك وبعد حصول جريمة انفجار بيروت، تأبى فرنسا إلا الاعتراف بشرعية رؤوس الفساد في لبنان عبر تلزيمهم تشكيل حكومة جديدة.

 

فحين جاء رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون وزار المنطقة المنكوبة بانفجار بيروت مستعطفا أهلها، حاول إبراز نفسه كأب حنون لهم. وللأسف انخدع به بعض أهل البلد، ليس حبا به، بل يأسا وكفرا بملوك الفساد وزعماء الطوائف في لبنان. نفسه ماكرون الذي أدار ظهره لأهل بلده وطعنهم بعد أن أعطوه الثقة وكانت أكبر احتجاجات شهدتها فرنسا منذ عقود في عهده سميت باحتجاجات "السترات الصفراء".

 

لم تطل خديعة ماكرون طويلا فبعد زيارته أهل المناطق المنكوبة اجتمع مع زعماء الفساد والأحزاب في قصر الصنوبر في بيروت بما فيهم حزب إيران، مما يجعله أول رئيس دولة كبرى يعترف بحزب إيران ويصافح أحد قادته. ومن الخطأ استبعاد أمريكا عن هذا الواقع. فحركة ماكرون كانت بالتنسيق مع أمريكا بدليل أنه بعد عودته إلى فرنسا اتصل مباشرة برئيس أمريكا دونالد ترامب (موقع رويترز العربي) وأطلعه على تفاصيل زيارته. ثم عاد ترامب واتصل برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ليبلغه أن أمريكا ستشارك في مؤتمر المانحين للبنان والذي حصل نهار الأحد. (موقع صحيفة اللواء).

 

فكان مؤتمر المانحين بحضور كل من رؤساء أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم من الدول، وتم إقرار 250 مليون يورو (موقع البي بي سي العربية) دعماً للمناطق المتضررة في بيروت. هذا وقد بعثت تركيا وإيران ومصر والعراق ممثلين لزيارة لبنان واجتمعوا مع رئيس الجمهورية.

 

ثم كان تصريح وزارة الخارجية الفرنسية بعد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب للإسراع بتشكيل حكومة جديدة، أي أن يقوم أعضاء مجلس النواب بتسمية رئيس جديد للحكومة، بالرغم من أن المشهد في الشارع يقول صارخا إنه لا توجد ثقة بالأحزاب المسيطرة على مجلس النواب؛ إذ يعمد المتظاهرون في محاولات متكررة لتحطيم الحائط الإسمنتي الذي يحول دون دخولهم إلى باحة المجلس، وهم منذ أيام في عملية كر وفر مع فرق مكافحة الشغب والجيش اللبناني وحرس المجلس.

 

ليس من المستغرب موقف فرنسا، فالذي طعن شعبه لصالح الشركات الرأسمالية التي سوقته وأتت به إلى الحكم، من السهل عليه أن يطعن أهل دولة أخرى! وأما أمريكا فهي من أتت بالحكومات الفاسدة السابقة والأخيرة وهي من ترعى أزلام الحكم في لبنان وهي ستحاول الإبقاء عليهم قدر المستطاع.

 

كل هذه الأحداث تدل بشكل واضح على أن النظام الدولي يقف وراء سلطة الفساد في لبنان وأنه إلى الآن لا يملك بديلا عنهم، وهو مصر على الإبقاء عليهم رغم كفر الناس بهم. وهذا يؤكد عداوة أمريكا وفرنسا وبريطانيا لأهل لبنان وعدم الاكتراث لمن فقد أهله وأحبابه وبيته في التفجير الأخير، ولا يهمهم صوت الناس ورأيهم وتطلعاتهم... كيف لا وهم من دعم ولا يزال يدعم الديكتاتوريات في كل بلاد المسلمين؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد اللطيف داعوق

نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالخميس, 13 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع