الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

لا يزال أطفال اليمن هم الضحايا في الحرب الأنجلو أمريكية التي ابتليت بها البلاد

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

أفادت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات يوم الخميس 6 آب/أغسطس في محافظة الجوف التي يسيطر عليها الحوثيون شمال اليمن قتلت 9 أطفال على الأقل. كما ذكرت وزارة الصحة فيما يتعلق بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أنه إلى جانب الوفيات، أصيب 12 طفلاً وامرأة. وهذا هو الهجوم الثالث من نوعه للتحالف خلال الشهر الماضي وحده والذي أدى إلى وفيات كبيرة في صفوف الأطفال في البلاد. وقد أفادت الأمم المتحدة في 14 تموز/يوليو أن غارة جوية في محافظة حجة أسفرت عن مقتل 7 أطفال، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن عامين، بينما أفاد عمال الإغاثة في اليوم التالي بوقوع ضربة جوية للتحالف بقيادة السعودية والإمارات أصابت احتفالا في الجوف قتل فيه ما لا يقل عن 10 مدنيين، بينهم 6 أطفال وامرأتان، في ختان المولود الجديد.

 

التعليق:

 

بلغ عدد القتلى من الأطفال الذين قتلوا في هذه الحرب بالوكالة بين أمريكا وبريطانيا على النفوذ السياسي في اليمن حوالي 3500 بحسب أرقام الأمم المتحدة. وهذا لا يشمل الأعداد التي لا حصر لها من المصابين جراء النزاع أو الذين ماتوا من الجوع والكوليرا وغيرها من الحالات التي كان من الممكن الوقاية منها والناتجة عن هذه الحرب التي استمرت خمس سنوات والتي خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم كان الأطفال ضحاياها الأساسيين. حيث تحتاج 80٪ من البلاد الآن إلى مساعدات إنسانية. يُذكر أن طفلاً دون سن الخامسة في اليمن يموت كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها. وفي حزيران/يونيو من هذا العام، ذكرت اليونيسف أن 2.4 مليون طفل في البلاد على شفا المجاعة وأن 9.58 مليون طفل ليس لديهم ما يكفي من المياه الصالحة للشرب والنظافة والصرف الصحي، ما يعرضهم لخطر أكبر للوفاة من العدوى.

 

تلعب القوى الاستعمارية الغربية في العالم مثل رقعة الشطرنج، وتحرك قطعها، وتحرض على الحروب بين مختلف عملائها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية، بغض النظر عن التكاليف البشرية؛ ما يعكس الطبيعة غير الواعية للسياسة الخارجية الاستعمارية الرأسمالية للدول الغربية. بالنسبة لأولئك الذين يدرسون هذا الصراع بما يتجاوز مظاهره السطحية، من الواضح أنه أكثر من مجرد حرب طائفية بالوكالة بين السعودية ودول الخليج الأخرى وإيران. لقد كانت مدفوعة برغبة الولايات المتحدة في الحصول على موطئ قدم سياسي في بلد كان في قبضة الحكم الاستعماري البريطاني والنفوذ لمدة 170 عاماً، بما في ذلك في عهد الدكتاتور علي عبد الله صالح المدعوم من بريطانيا. ولتحقيق هدفهم، دعم الأمريكيون عملاءهم من قيادة الحوثيين للوصول إلى السلطة في حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من بريطانيا في صنعاء. ثم استخدموا نظامهم الدمية السعودي لتدمير البلاد، وتدمير المدارس والمستشفيات، وقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في "عملية عاصفة الحزم" من أجل إيجاد الدعم والشرعية العامة لحكم الحوثيين بين سكان اليمن من خلال تقديمهم على أنهم الأبطال والمدافعون عن أرضهم ضد العدوان الأجنبي. كان هذا كله لإعادة تشكيل المشهد السياسي في اليمن لصالح أمريكا من خلال تأمين شريحة أكبر لعملائها في الحكم المستقبلي لهذه البلاد الاستراتيجية والمليئة بالموارد. في غضون ذلك، استخدم البريطانيون دميتهم الإقليمية، الإمارات للاحتفاظ بنفوذهم في البلاد، من خلال شن الحرب الحقيقية ضد الحوثيين، ومحاولة اقتلاع النفوذ الأمريكي في جنوب اليمن، عبر تقديم دعمها للوصول للسلطة في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في عدن.

 

وها نحن هنا، في حرب استعمارية بالوكالة مدفوعة بالجشع المستمر للحكومات الاستعمارية الغربية، وحيث يُنظر إلى وفاة الآلاف من أطفال اليمن على أنها مجرد أضرار جانبية مقبولة وثمن يستحق دفعه مقابل مكاسبهم السياسية! هذه الحكومات لم تسع فقط إلى تأمين ميزة سياسية من إراقة دماء المسلمين ولكنها جنت الملايين من تجارة الأسلحة للأطراف المتحاربة. وها نحن في صراع تقبل فيه الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية وحركة الحوثيين أن تستخدم بيادق لقتال إخوانهم المسلمين خدمة للمصالح الأنجلو أمريكية، رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، ويقول الرسول ﷺ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». إنه صراع لا يؤدي فيه أي حل مزعوم توسطت فيه الأمم المتحدة إلى إزالة اضطهاد وبؤس مسلمي اليمن، فقد أثبتت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً أنها بعيدة كل البعد عن كونها وسيطاً محايداً في الحروب، بل خدمت دائماً كأداة للسياسة الخارجية الأمريكية ولتأمين المصالح الأمريكية عالمياً. نرى على سبيل المثال، كيف أزالت الأمم المتحدة الشهر الماضي التحالف الذي تقوده السعودية من قائمتها السوداء للدول التي قتلت وآذت الأطفال في النزاع. هذا على الرغم من حقيقة أن عمليات التحالف، وفقاً لتقريرها الخاص، قتلت أو أصابت 222 طفلاً في اليمن في عام 2019 وحده، وآلاف الأطفال طوال مدة الحرب.

 

وهكذا يستمر حمام دماء أطفال اليمن حتى تنقطع يد الاستعمار عن هذه البلاد، وحتى تُقتلع الأنظمة والحركات والقيادات التي تخدم مصالح القوى الاستعمارية في المنطقة ويُستبدل بها نظام مستقل وقيادة مستقلة. نظام يخدم بصدق المصالح ويحمي حقوق الجميع تحت حكمه - السنة والشيعة على حد سواء - إلى جانب تجسيد الحلول السليمة لجميع المشاكل الإنسانية. فهل يمكن لمثل هذا النظام أن يأتي من أي مصدر آخر غير رب العالمين الله سبحانه وتعالى؟ لذلك فإننا ندعو مسلمي اليمن إلى النظر إلى ما وراء الألعاب السياسية الاستعمارية التي تمزق بلادهم وتجعلها مقبرة لأبنائهم. وندعوكم جميعا لتقديم دعمكم للتعجيل بقيام الخلافة على منهاج النبوة والتي يمكنها وحدها إنهاء كابوسكم المستمر.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع