- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة علاقة الأنظمة مع كيان يهود دليل إفلاس
الخبر:
وصف المؤتمر القومي الإسلامي إعلان تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات وكيان يهود بأنه "عمل خياني بامتياز"، معتبرا أنه خيانة عظمى تجاوزت كل الحدود والأوصاف، مشددا على أن ما أقدم عليه حكام هذا البلد "يتماهى مع المخططات الأمريكية - الصهيونية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية".
التعليق:
أولا: لا بد من تأكيد حرمة أي علاقة مع كيان يهود إلا علاقة الحرب (حالة الحرب الفعلية)، وهذه الحرمة متجذرة في قلوب الأمة الإسلامية، ولن تزيلها فتاوى مزيفة ولا مشايخ أنظمة ولا حروب فكرية وتغيير للأحكام الشرعية، بل إن هذه من المسلّمات عند الأمة والتي لا تحتاج إلى ذكر الأدلة لقطعيتها ووضوحها. صحيح أن الأمة تكبلها هذه الأنظمة، ولكن الصحيح أيضا هو أن العداوة مع يهود وغيرهم من الكفار هي عداوة عقائدية لن تزيلها كل أعمال الكفر.
ثانيا: إن ما حدث ويحدث من بعض الدول من إظهار العلاقة مع يهود ليس أمرا جديدا إنما كان معلوما عند الأمة بشكل واضح، ولكن الجديد فيه هو الوقاحة في الإعلان وانحياز هذه الأنظمة الواضح لكيان يهود المحتل لأرض الإسلام... والكل يعلم عن العلاقات العربية مع كيان يهود ومنها الخليجية، وتعلم الأمة مدى الدعم والتعاون الأمني والاستخباراتي والسياسي والتجاري، وتعلم أن تلك الدول كانت تقف في صف يهود ضد الأمة ومقدساتها وأرضها وأنها كانت تقوم بحروب تحريك للصلح وليست حروب تحرير، وذاكرة الأمة حية خاصة وأن الأمر يتعلق بمقدساتها.
ثالثا: لقد بلغت مهزلة الأمر أن يستخدمه ترامب كدعاية له في الانتخاب مقدمة لصفقة مجرمة تقضي على ما تبقى من فلسطين لتصبح القضية مسألة مشكلة بين يهود وأهل فلسطين في الداخل فقط، وليس مسألة أمة وعقيدة ومقدسات، ومن أجل التبرير لسلطة دايتون أنه لم يبق معنا أحد فليس أمامنا إلا الخضوع والتنازل. وبلغت قمة السفالة والوقاحة تعليل الصلح للحفاظ على الفلسطينيين وتأجيل عملية الضم، وكأن كيان يهود يلقي لهذه الأنظمة شأنا في التنازل! فالكل يعلم أن من يقف في وجه الضم هي أمريكا وباعتراف قادة يهود وأعمال إدارة ترامب، وكأن هذه الجريمة تحتاج إلى حجج واهية! ولكنها الخيانة والفجور...
أخيرا إن العلاقة مع كيان يهود محكومة بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله ﷺ؛ حيث قال تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾، وروى ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ». وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ». ولن يكون واقعكم المخزي أصدق حديثا من كتاب الله وسنة رسوله، فما هي إلا أيام عز وشرف لهذه الأمة في ظل كتاب ربها وسنة نبيها في كيان الإسلام السياسي القائم قريبا بإذن الله، ومن ظن أن هذه الاتفاقيات دليل قوة للغرب فهو واهم أو مثبط، فما هي إلا سراب قوة يحسبه الغرب نصرا، وإنما هو محاولة لاستعجال الصلح قبل فوات الأوان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان
وسائط
1 تعليق
-
بوركتم أستاذنا الفاضل وبوركت جهودكم المميزة