الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حُكّامنا يبتَدعون التباعد في الصلاة ويعبثون بها والإسلام يوجب رص الصفوف وعدم ترك فرجة بين المصلين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حُكّامنا يبتَدعون التباعد في الصلاة ويعبثون بها
والإسلام يوجب رص الصفوف وعدم ترك فرجة بين المصلين

 


الخبر:


هو ليس خبراً بقدر ما هو تساؤل لعلماء المسلمين ولأئمة المساجد خاصة، وللمسلمين عامة، إلى متى السكون عن بدعة التباعد في الصلاة بحجة انتشار وباء كوفيد-19؟

 

التعليق:


أبدأ بمقتطف من جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة "بتصرف يسير": (إن البدعة هي مخالفة أمر الشارع الذي وردت له كيفية أداء، فالبدعة لغة كما في لسان العرب: "المبتدع الّذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن، وأبدعت الشّيء: اخترعته لا على مثالٍ". وهي في الاصطلاح كذلك، أي أن يكون هناك "مثال" فعله الرسول ﷺ ويأتي المسلم بخلافه، وهذا يعني مخالفة كيفية شرعية بيَّنها الشرع لأداء أمر شرعي، وهذا المعنى هو مدلول الحديث: «وَمَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. وهكذا فإن من سجد ثلاثاً في صلاته بدل اثنتين فقد جاء ببدعة، لأنه خالف فعل الرسول ﷺ، ومن رمى ثماني حصيات بدلاً من سبع على جمرات منى فقد جاء ببدعة لأنه كذلك خالف فعل الرسول ﷺ، ومن زاد على ألفاظ الأذان أو أنقص منها فقد جاء ببدعة لأنه خالف الأذان الذي أقره رسول الله ﷺ... أخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها وهي تصف صلاة الرسول ﷺ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «... وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ، حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِماً، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِساً...» فهنا بيّن الرسول ﷺ أن المسلم بعد أن يرفع من الركوع لا يسجد حتى يستوي قائما، وإذا رفع من السجود لا يسجد السجدة الأخرى حتى يستوي جالساً، فهذه كيفية بينها الرسول ﷺ، فالذي يخالفها يكون قد أتى ببدعة، فإذا قام المُصلي من الركوع ثم سجد قبل أن يستوي قائماً فيكون قد أتى ببدعة لأنه خالف كيفية بيَّنها الرسول ﷺ. وعليه فإن ما قامت به الدول في بلاد المسلمين بإلزام المصلين أن يتباعد الواحد عن الذي بجانبه مترا أو مترين، سواء أكان ذلك في الجمعة أو الجماعة أو الحج خشية العدوى، خاصة دونما أعراض مَرَضية، هو إثم عظيم، لأنه مخالفة واضحة لكيفية الصفوف وتراصها والطواف والسعي والوقوف بعرفة وغير ذلك مما بيَّنها رسول الله ﷺ بالأدلة الشرعية، وبين كيفية أدائها والهيئة التي يجب أن تكون عليها.) انتهى


ولسنا نستغرب من الحكام الذين باعوا أنفسهم للشيطان أن يعبثوا بعبادات الناس، وأن ينفذوا قرارات منظمة الصحة العالمية الكافرة، فهم قد عبثوا من قبل في منظومة المعاملات والعقوبات، وعبثوا في هيئة الحكم والسلطان، وفتتوا وحدة الأمة وعبثوا بثرواتها أيما عبث، وساسوا الناس بسفه منقطع النظير، ولكننا نستغرب أشد الاستغراب من العلماء الذين زينوا لهم باطلهم، وصدقوهم بكذبهم، وأعانوهم على ظلمهم، وسخروا أنفسهم في خدمة هؤلاء الرويبضات، وبرروا لهم جميع أعمالهم المخالفة للشريعة الإسلامية، وألبسوا بعضها لباس الشريعة زورا وبهتانا. فأجازوا لهم الصلح مع يهود تحت طائلة ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ رغم أن يهود لم تجنح حتى يجنحوا! وأجازوا الربا تحت طائلة ﴿أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً﴾ رغم أن قليل الربا محرم كمضاعفاته، وروجوا للرايات الوطنية العمية والحدود السايكسبيكوية تحت طائلة "حب الوطن من الإيمان!!"، وغيروا العقيدة العسكرية لجيوش المسلمين تحت طائلة "الجيش سياج الوطن" بغرض تحويله من جهاد الطلب إلى جهاد الدفع فقط، رغم إسقاط مفهوم الجهاد الشرعي واستبدال مفهوم القتال دفاعا عن الأوطان به، وغير ذلك كثير كثير...


لقد بات واضحا أننا نواجه حربا ضروسا على ما تبقى من الأحكام الشرعية المعمول بها في أوساط المسلمين، وبات واضحا أكثر أننا نواجه حربا أشد ضراوة لمنع عودة الإسلام إلى واقع الحياة مطبقا في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فليحذر المسلمون من هذين المحورين الشريرين وما يصاحبهما من هجمات مكثفة على الإسلام والمسلمين، ولا يغفلن أحد من المسلمين عن هذه الأعمال العدائية السافرة، وليعتبر كل واحد منا أنه في قلب المعركة، وليتمثل قول الله عز وجل: ﴿...وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً...﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم

 

آخر تعديل علىالسبت, 22 آب/أغسطس 2020

وسائط

1 تعليق

  • muslem
    muslem السبت، 22 آب/أغسطس 2020م 12:22 تعليق

    جزاك الله خيراً يا أستاذة رولا، ولي أضافة أن رسولنا صلى الله عليه وسلم بين لنا الطريقة لأنواع عديدة من الصلوات مثل صلاة الخوف، الجنازة، الخسوف، المسافر (الجمع والقصر)...الخ، فلو أن هناك طريقة خاصة للصلاة في حين ظهور وباء معدي لبينها لنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يترك لحكام المسلمين وعلمائهم أن يأتونا بطريقة جديدة لصلاة الجماعة ما أنزال الله بها من سلطان.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع