السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الروايات الكاذبة وراء تطبيع الإمارات مع كيان يهود

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الروايات الكاذبة وراء تطبيع الإمارات مع كيان يهود

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

الإمارات تطبّع العلاقات مع كيان يهود.

 

التعليق:

 

يمكن للكثيرين تذكر المشهد المشؤوم لرئيس أمريكا دونالد ترامب عام 2017 في السعودية، وهو يضع يديه على هدفه مع ملك آل سعود سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث عزّزت أسس استراتيجية الولايات المتحدة والشرق الأوسط وتم التوقيع على إعلان الرياض "لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم" على حد تعبيرهم. لكن في الواقع، كان الهدف فقط هو تعزيز الهيمنة الأمريكية وتأمين مصالحها في المنطقة، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. ويستند الإعلان بشكل أساسي إلى التعاون مع الولايات المتحدة (التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط) ضد "العدو المشترك" إيران وطموحاتها النووية وتأثيرها الإقليمي، والاعتراف بكيان يهود وقبوله الكامل من جانب حكام المسلمين.

 

ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي وراء سياسة الواجهة الأمريكية هذه ليس طموح إيران النووي لأن ترامب انسحب بشكل منفرد من اتفاق نووي فعال مع إيران، والذي تم التوصل إليه بين أمريكا وإيران وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي في تموز/يوليو 2015م (خطة العمل الشاملة المشتركة)، لكن أمريكا تحاول تقليص نفوذ إيران في المنطقة بعد أن استخدمتها.

 

كما أن الولايات المتحدة تستخدم إيران لخلق فزّاعة للمنطقة من خلال تأجيج الصراع السني الشيعي من أجل تشكيل تحالف عربي أمريكي من خلال تقديم عدو مشترك للدول العربية وكيان يهود. ومن خلال القيام بذلك، تهدف أمريكا إلى تشكيل تحالف يضم كيان يهود ضد إيران. ومن خلال تسويق الرواية الفاسدة "عدو عدوي صديقي"، تسعى بذلك إلى الاعتراف بكيان يهود الغاصب وقبوله في المنطقة من خلال إقامة تعاون وثيق على جبهات مختلفة، مثل الشراكات العسكرية والاقتصادية.

 

في عام 2018، التقى وزير الخارجية مايك بومبيو في نيويورك بوزراء خارجية البحرين ومصر والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات لدفع هذا المشروع إلى الأمام، وفي عام 2019، نظمت الولايات المتحدة مؤتمرا في وارسو/ بولندا لمتابعة هذا المشروع مع الدول العربية نفسها.

 

لذا، فإن خيانة الإمارات والتطبيع الكامل لعلاقاتها مع كيان يهود لم تكن مفاجأة. علاوة على ذلك، لوحظت زيادة كبيرة في التفاعلات غير الرسمية بين البلدين وزيادة التعاون غير الرسمي على أساس معارضتهما المشتركة لبرنامج إيران النووي والنفوذ الإقليمي. للأسف، فإن مثال الإمارات ينطبق بشكل أو بآخر على جميع البلاد الإسلامية الأخرى. ورغم أن حكام المسلمين أظهروا بوضوح وجههم الحقيقي وولاءهم لأعداء الإسلام، تبدو الأمة مشلولة وغير قادرة على مواجهتهم؛ وذلك لأن هنالك رواية معينة يتم الترويج لها عمداً لتضليل الناس.

 

على سبيل المثال: إيران تشكل تهديداً لممارسة السنة للإسلام في المنطقة، لذلك، ومن أجل حماية الإسلام السني، يجب محاربة الشيعة وإيران. إيران هي العدو، ومنطق "عدو عدوي صديقي" مسموح بالعمل به مع أمريكا وكيان يهود لهزيمة العدو إيران. لكن في الواقع، لم يتم تطبيق الشعائر السنية، بل تم تنفيذ الأفكار الرأسمالية الغربية بالكامل. لذا، فإن أكبر تهديد للسنة ليس الشيعة بل الرأسمالية. إن العدو الأكبر في المنطقة وخارجها هو بلا شك الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، وإيران هي مجرد وكيل للولايات المتحدة. فكيف يمكن أن تسبب الدمية المتحركة تهديداً أكبر من سيدها؟ من خلال تطبيع العلاقة مع المحتل للأرض المباركة، تعطي الإمارات شرعية لعدو غاصب. وإلى جانب ذلك، فإن مفهوم "عدو عدوي صديقي" مرفوض في الإسلام، فالعدو واضح والصديق واضح. يمكن أن يكون عدو عدوي على الأكثر دولة حيث توجد معاهدة وليس صداقة. كما يرفض الإسلام محاربة حليف تحت لواء الكفر. وبالموافقة على ما يسمى بتعليق ضم أجزاء من الضفة الغربية، يتم الاعتراف بكيان يهود. إن هذا الأمر يشبه عقد صفقة مع لص سرق منك 1000 قطعة نقدية من الذهب، وهو يوافق على عدم سرقة المزيد، حتى يتمكن من الاحتفاظ بالألف قطعة نقدية، على الأقل في الوقت الراهن! وقال رئيس وزراء يهود بنيامين نتنياهو إنه وافق فقط على "التأجيل". إذن فهل بقي شيء للدفاع عن مثل هذا العمل؟

 

وحالة انتقاد أردوغان للتطبيع بين الإمارات وكيان يهود هي أكثر إثارة للشفقة؛ لأن تركيا لا تعترف فقط بكيان يهود الغاصب، بل تربطها علاقات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية قوية معه، وغيرها من العلاقات مع أكبر عدو للإسلام، الولايات المتحدة.

 

إن الأمر ليس بروايات الكفار ومدى قوتها، فهي كاذبة وضعيفة بالتأكيد، ولكن ما يجعلهم يبدون أقوياء هو عدم فهم الإسلام والثقة فيه كمبدأ شامل وقادر على البشرية جمعاء من الأمة. عندما تنظر الأمة إلى المشاكل التي نواجهها اليوم، فقط مع الإسلام، يمكننا أن نكون أقوياء مرة أخرى كما كنا دائماً، وإلا فإننا سنضلل وسنهان باستمرار.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

آخر تعديل علىالإثنين, 24 آب/أغسطس 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 26 آب/أغسطس 2020م 01:16 تعليق

    بوركتم وجزيتم خير الجزاء

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع