السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لوكاشينكو وديكتاتوريو البلاد الإسلامية معايير مزدوجة لمقاتلي الاستبداد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لوكاشينكو وديكتاتوريو البلاد الإسلامية
معايير مزدوجة لمقاتلي الاستبداد
(مترجم)

 


الخبر:


فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 20 مسؤولاً في بيلاروسيا. (يورونيوز)

 

التعليق:


تركز جميع وسائل الإعلام اليوم على ما يحدث في بيلاروسيا، حيث يفشل طاغية آخر في كبح جماح شعبه.


تمنحنا الأخبار الواردة من بيلاروسيا فرصة للحديث عن أحداث مماثلة في البلاد الإسلامية، يتجاوز نطاقها عشرات المرات بيلاروسيا.


في تعليقي هذا أريد أن أتحدث عن ازدواجية المعايير لما يسمى "مقاتلو الاستبداد"، أي حكام الدول الغربية، الذين يتحدثون عن استبداد لوكاشينكو، لكنهم لا يتحدثون شيئاً عن جرائم عملائهم في البلاد الإسلامية.


في الواقع، لا يهتم المدافعون عن حقوق الإنسان ومقاتلو الاستبداد بالرجل العادي، ولا يهتمون بالبيلاروسيين الذين يموتون اليوم في ساحات المدن البيلاروسية. إنهم لا يهتمون بالأوكرانيين العاديين الذين ماتوا في ساحة الاستقلال في كييف عام 2014. إنهم يهتمون فقط بتأمين نفوذهم السياسي في البلدان الأخرى. منذ أن شكل يانوكوفيتش في أوكرانيا، ولوكاشينكو في بيلاروسيا، وبوتين في روسيا قوى سياسية معادية للغرب، يتحدث الغرب اليوم عن الأبرياء الذين يتعرضون للضرب والقتل في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا. لكن "أصدقاء المظلومين" هؤلاء لا يتحدثون عن مسلمين يتعرضون للضرب والقتل في البلاد الإسلامية على مدى عقود.


خلال احتجاجات عام 2014 في أوكرانيا، توفي 107 كان يطلق عليهم رمزيا "مائة سماوية". كم عدد "المئات السماوية" في الأمة الإسلامية؟ هناك الآلاف ومئات الآلاف من المسلمين الذين ماتوا في عقود في الاحتجاجات الجماهيرية ضد الطغيان.


لكن لا أحد يخصص لهم أي بث في وسائل الإعلام. وإذا تجرأ شخص ما على القيام بذلك، فسيتم انتقاده على الفور بسبب ذلك وطرده من منصبه كما كان مع كريج موراي، السفير البريطاني السابق في أوزبيكستان.


أصبح خلف الطاغية الأوزبيكي إسلام كريموف شوكت ميرزياييف اليوم قابلاً للمصافحة مرة أخرى في حين إن عشرات الآلاف من المسلمين ما زالوا يقبعون في السجن فقط لقولهم "ربي الله".


الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قتل الآلاف في ميدان رابعة في القاهرة عام 2013 هو بالنسبة لترامب الديكتاتور المفضل. بعبارة أخرى، لدى ترامب العديد من الديكتاتوريين لقمعه للمسلمين، بينما الفرعون الجديد السيسي هو المفضل لديه.


والسبب في ذلك هو أن "مقاتلي الاستبداد" لا يهتمون بإنهاء معاناة الناس بل يهتمون بتأمين المصالح السياسية والاقتصادية الخاصة بهم.


لذلك عندما يكون من المفيد الوجود مع الناس كما نرى في أوكرانيا في الماضي وفي روسيا البيضاء وروسيا اليوم، سيتحدث الغرب بغزارة عن الاستبداد والطغاة، لأن الناس في هذه البلدان يرون بديلاً في القيم الغربية.


لكن عندما لا تكون مربحة كما نرى في البلاد الإسلامية، فإن الغرب سوف يصمت عن الطغاة، وعلاوة على ذلك سوف يدعمهم.


في البلاد الإسلامية، يقوم الناس بانتفاضات رغبة في التخلص من الحضن الغربي الذي يرمز إليه الحكام المستبدون. يريد المسلمون إنشاء نظام وفقاً لتطلعاتهم وهو الشكل الإسلامي للحكم الذي تمتع به المسلمون لقرون.


هذا هو السبب الوحيد للاستبداد في البلاد الإسلامية لعقود من الزمان، والذي كان سيختفي لو لم يتم دعمه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لما يسمى "مقاتلي الاستبداد". قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾.


ما مدى دقة هذه الكلمات في وصف واقع بلاد المسلمين اليوم؟ بعد كل ما يقوله المسلمون للقادة الغربيين الذين يدعمون الديكتاتوريين في بلادهم: "لا تقفوا إلى جانب الطغاة ولا تؤذوا الأرض" لكنهم يسمعون رداً: "نريد الخير لكم فقط، نحن فقط صانعي السلام لبلدكم". لكن هذا ليس أكثر من نفاق.


رغم كل جهود الطغاة ودعمهم من قبل الغرب فإن الأمة الإسلامية اليوم بكل أجزائها تريد التخلص من حكام الرويبضة. لا شك في أن المسلمين اليوم على أعتاب تغييرات تاريخية حقيقية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع