- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيسة وزراء الدنمارك لا تستحي من إلقاء اللوم على المسلمين في الدنمارك لانتشار فيروس كورونا
(مترجم)
الخبر:
قبل بضعة أسابيع، في 15 آب/أغسطس 2020، صرحت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن خلال مؤتمر صحفي، بثته الإذاعة الدنماركية بشأن انتشار فيروس كورونا في الدنمارك بالقول: "عندما ننظر برصانة في عدد الإصابات، هناك ببساطة الكثير من المصابين من خلفيات غير غربية". ويعد مصطلح "المهاجرون غير الغربيين" في الدنمارك مرادفا للمسلمين.
وواصلت نائبة رئيس الحزب الليبرالي، إنغر ستويبرغ، التصرف نفسه وصرحت بأنه ينبغي معاملة المسلمين بقسوة، لأنهم هم أنفسهم لا يستطيعون معرفة كيفية التصرف بشكل صحيح، وإلا، سنضطر لقبولهم قسرا.
التعليق:
إن كون رئيسة الوزراء الدنماركية تعتبر المسلمين كبش فداء في خطابها إلى الشعب بأسره ليس سوى هجوم منحط وبغيض، وليس سوى دعاية كريهة لا أساس لها، هدفها الوحيد هو التحريض على الانقسام وزيادة التطرف بين الدنماركيين.
رئيسة الوزراء، ميتي فريدريكسن، تصب البنزين على النار التي أشعلها الجناح اليميني لأول مرة. فالسياسيون الدنماركيون يلقون اللوم بلا خجل على المسلمين في الدنمارك بسبب زيادة عدوى فيروس كورونا في مناطق معينة، وخاصة في مدينة آرهوس.
ويأتي ذلك في وقت تنتشر فيه الموجة الثانية من الفيروس عبر الحدود الوطنية دون تمييز بين العرق والثقافة، مما أدى إلى إجبار العديد من البلدان على التراجع عن استراتيجيات إعادة فتحها. وفي حين إن العالم يصرخ من أجل التغيير إلا أن العنصرية تشكل النقاش المجتمعي، ويبدو أن السياسيين في هذا البلد لا يستطيعون إنكار نظرتهم العنصرية.
ولكن كل هذا الخطاب البغيض وتجريم المسلمين لا معنى له على الإطلاق إذا ما سأل المرء الخبراء في هذا المجال. فعلى الرغم من زيادة معدلات العدوى بين بعض الجاليات الإسلامية، لا تعتقد الوكالة الدنماركية لسلامة المرضى أنه يمكن استخلاص استنتاجات حول فئات سكانية معينة: "الاستنتاج هو أن هناك العديد من الأماكن المختلفة التي تتفشى فيها العدوى، وأن المتضررين ليسوا مجموعات سكانية معينة فقط".
وبعد وقت ليس ببعيد من إلقاء السياسيين الدنماركيين اللوم على المسلمين لكونهم السبب في تفشي المرض، ظهر الوجه القبيح للعنصرية في كل مكان؛ فقد اتصل العملاء بشركات المرور التي تعرب عن قلقها بشأن السائقين ذوي الخلفية الصومالية.
حيث منعت روضة أطفال في آرهوس امرأة صومالية من تسليم طفلها خوفاً من كورونا. كما تعرضت عاملة اجتماعية وصحية، من سريلانكا، لهجوم لفظي على الشاطئ قبل بضعة أيام لأنه كان يُعتقد أنها مسؤولة عن تفشي المرض في المنطقة المحلية.
وبطبيعة الحال، فإن رئيسة الوزراء وزملاءها في البرلمان الدنماركي على علم بهذه التقارير واستنتاجاتها، ولكن القوة الدافعة لهؤلاء السياسيين لم تكن أبداً في إظهار الحقيقة لشعبهم.
وبدلا من ذلك، فإن كراهيتهم للإسلام والمسلمين هي التي تدفعهم إلى تشويه الواقع من أجل تبرير سياسات الحظر الموجهة إلى المسلمين في البلد. والهدف من ذلك هو حرمان المسلمين من قيمهم وهويتهم وجعلهم كبش فداء للقرارات الخاطئة التي اتخذها السياسيون منذ أن اجتاح فيروس كورونا العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن لجوكا