- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكومةُ مهمةٍ أم حكومةٌ مفروضة؟!
الخبر:
جاء رئيس فرنسا ماكرون أول الشهر الحالي إلى لبنان واجتمع بمعظم ممثلي الأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة فيه، وأمرهم بشكل فاضح أن يوافقوا على حكومة مهمة خارج الأحزاب وأن يسهلوا لها الأمر في التكليف، فكلفوا مصطفى دياب، دون أن يعرفه البعض منهم، ثم تسهيل التأليف بمهلة أسبوعين فقط.
التعليق:
سارع الجميع للإعلان منذ البداية باستعدادهم للتسهيل، رغم أن بري وباسيل سعيا لفرض بعض الشروط ومحاولة العرقلة أو أخذ بعض الوزارات التي اعتادا على أخذها تسهيلا للسرقات أو للتغطية على ما سلف منها، وهنا كانت التهديدات الفرنسية ومن ورائها أمريكا للسياسيين المراوغين بالعقوبات المالية على أموالهم وعقاراتهم ولمحوا إلى فسادهم الذي يمكن أن يحاسبوا عليه.
فجاءت العقوبات الأمريكية منذ أيام قليلة على وزير المال السابق علي حسن خليل، المعاون السياسي الأول لبري، في رسالة واضحة لبري، وكان واضحا في تعليقه بعدها أن الرسالة وصلت، مما يعني أنه المقصود بالأمر في تحذير له بعدم العرقلة وإلا سيكون على لائحة العقوبات المرة القادمة. لذلك صرح اليوم أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة وكذلك تكلم باسم الثنائي الشيعي، مما يدل على خضوعهم لتأليف الحكومة من غير حزبيين ومن دون عرض الأسماء عليهم للموافقة عليها.
وكذلك أعلن جبران باسيل اليوم أن حزبه لن يشارك في الحكومة الجديدة وسيسهل تأليفها ونجاحها في مهمتها المطلوبة منها، بعد أن لمحت الصحف إلى قرب فرض عقوبات عليه وعلى غيره، بالإضافة إلى تهديد الرئيس الفرنسي الصريح للجميع منذ البداية بالعقوبات الأوروبية والأمريكية على كل من لا يسهل أمر الحلول المطروحة وأولها حكومة المهمة كما سموها.
وتسهيل باسيل التأليف يشير ضمنا إلى تسهيل عون، ولو على مضض، خوفا من العقوبات وبخاصة بعد عدم لقاء ماكرون والمبعوث الأمريكي هيل أول الشهر الجاري بهم، مما يعني أن رهان هؤلاء لم يعد على الحكام الحاليين للبنان، وأن الشعب يريد تغييرهم بل ومحاسبتهم على الفساد والإفلاس والغلاء والظلم والسرقة لأموال الناس.
بالله عليكم هل ترضون بمثل هؤلاء الحكام الخونة الرويبضات الذين يتجبرون على أهل لبنان ويسومونهم شتى أنواع العذاب والقهر والجوع ...الخ وتراهم أنفسهم كالصيصان أمام الأمريكي والفرنسي لا يستطيعون أن يرفضوا له طلبا، فكيف لو كان أمرا، وهل يستطيع العبد أن يرفض أمر السيد وبخاصة إذا لوح له بالعقاب؟!
لقد فُضح أمركم أيها الحكام الرويبضات، ليس في لبنان فحسب، بل في كل بلاد المسلمين، وأصبح الخلاص منكم مسألة وقت فقط، وأصبح الناس في لبنان والمنطقة كلها يتوقون للتغيير الجذري للخلاص منكم ومن نظام الغرب المفروض، الذي يحاولون ترقيعه وتجميله، وتحبيب الناس به باسم الدولة المدنية الحديثة وباسم حكومة المهمة الجديدة بحلة جديدة لتخدم الغرب الذي هو الآمر الناهي لكل الحكومات حتى الآن!
فهل تريدون البقاء على هذه التبعية للغرب ولنظامه ولعملائه من الحكام القدامى والجدد، أم أنكم ستنضمون إلى أهل المنطقة للتغيير الجذري مع المخلصين الواعين للعمل من أجل إيجاد دولة قوية واحدة جامعة تجمع الجميع تحت رايتها مسلمين وغير مسلمين وتحافظ عليهم وعلى أموالهم وأعراضهم وأنفسهم وتقطع دابر كل طامع بنا من الدول الطامعة أو المستعمرة أو الغاصبة المحتلة؟
فالحل أصبح واضحا كعين الشمس؛ الحل بدولة واحدة قوية من المغرب حتى الباكستان وإندونيسيا مرورا بتركيا، مثل هكذا دولة من يقدر عليها، إن كان الله معها؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان