الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
محادثات السلام الأفغانية؛ على حساب الانتخابات الأمريكية وأهدافها الاستراتيجية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

محادثات السلام الأفغانية؛ على حساب الانتخابات الأمريكية وأهدافها الاستراتيجية!
(مترجم)

 


الخبر:


بعد ثلاثة أسابيع من الجمود في المفاوضات بين الأفغان في قطر والزيادة غير المسبوقة للعنف في ساحات القتال، عاد زلماي خليل زاد، الممثل الخاص للولايات المتحدة، إلى الدوحة، مغرداً أنه توجه إلى المنطقة للقاء الشركاء في مفاوضات السلام التي يملكها ويقودها الأفغان ويأمل في زيادة الترابط الإقليمي والتجارة والتنمية في أعقاب اتفاق السلام. وأضاف أن الأفغان والمجتمع الدولي يراقبون عن كثب ويتوقعون أن تحقق المفاوضات تقدماً نحو إنتاج خارطة طريق للمستقبل السياسي لأفغانستان ووقف إطلاق نار دائم وشامل.

 

التعليق:


مع ذلك، فقد استفادت الولايات المتحدة من اتفاق السلام الذي أبرمته مع طالبان في نظر الرأي العام الأمريكي والعالمي على حد سواء من خلال تعطيل المفاوضات الأفغانية الداخلية على أساس ممارساتها الاستعمارية العميقة الجذور حيث إنها تخلق المشكلة أولاً، ثم تشارك في معالجتها، وتتظاهر بأنها "وسيط نزيه" لتراقب العملية عن كثب من ناحية، ومن ناحية أخرى للإبلاغ، إذا لزم الأمر، أنها موجودة دائماً لإزالة العقبات في الطريق.


أعلن القادة المؤيدون للسلام في الولايات المتحدة أن المجموعة "الإرهابية"، التي كانت في حالة حرب معها ومع قوات الناتو لمدة 19 عاماً، قد تحولوا حالياً إلى أصدقاء وحلفاء استراتيجيين، حيث توقفوا أيضاً عن محاربة القوات الأجنبية في أفغانستان. كما ضمنت حركة طالبان أنها لن تسمح لأي جماعات (إرهابية) أخرى باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وأدى كلا الإجراءين اللذين اتخذتهما طالبان إلى انخفاض غير مسبوق في نفقات الولايات المتحدة على الحرب في أفغانستان، الأمر الذي مهد بدوره الطريق أمام القوات الأمريكية للانسحاب من أفغانستان وإعادة قواتها إلى البلاد. وبالتالي، يشير هذا إلى أن الولايات المتحدة على وشك إنهاء أطول حرب في تاريخها.


بينما كان من الواضح أن الولايات المتحدة عانت من فشل عسكري في هذه الحرب. لذلك حاولت تحويل هزيمتها إلى نجاح من خلال الجهود الدبلوماسية عبر محادثات السلام. على العكس من ذلك، تعتزم الولايات المتحدة أيضاً رسم صورة سلبية للأفغان من خلال إيصال أن الرغبة في استمرار الحرب في أفغانستان متجذرة أساساً في طبيعة الشعب الأفغاني، وأن الولايات المتحدة غير قادرة على تحويل طبيعتهم من كونها طبيعة محاربة إلى أن أناس محبين للسلام. في الواقع، تمكنت الولايات المتحدة من تأمين بعض أهدافها التي أرادت تحقيقها عبر أفغانستان. بينما هي تهدف أيضاً إلى متابعة أهدافها الإقليمية المتبقية من خلال التواصل السياسي والدبلوماسي والاستخباراتي والاقتصادي مع الحكومة المقبلة في أفغانستان.


مرت أكثر من ثلاثة أسابيع على حفل افتتاح المفاوضات بين الأطراف الأفغانية في الدوحة، واجتمعت مجموعات الاتصال من كلا الوفدين أكثر من عشر مرات، ولكن حتى الآن لم يتوصل الجانبان إلى نتيجة ملموسة بشأن صياغة إجراء بشأن تفاوض. في غضون ذلك، اشتعلت جبهات الحرب بين الحكومة الأفغانية وطالبان بشكل غير مسبوق في جميع أنحاء البلاد.


إن الولايات المتحدة، ببدئها محادثات السلام على حساب دماء الأفغان، تسعى للانتقام من المسلمين والمجاهدين في أفغانستان مقابل جهادهم ضد الاحتلال لما يقرب من عقدين من الزمان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تهدف للإشارة إلى أن "السلام" هو قضية داخلية للأفغان أنفسهم، ويحاولون تشويه الأفغان للأمريكيين والمجتمع الدولي بأن طبيعتهم طبيعة محاربة وضد الإجراءات السلمية. في غضون ذلك، يمكن للمرء أن يتخيل ببساطة خطاب مايك بومبيو في افتتاح المفاوضات الأفغانية الداخلية حيث أكد أن آفاق العلاقات والتعاون بين الولايات المتحدة وأفغانستان تخضع مباشرة لقرار كلا الوفدين بشأن النظام السياسي، نتيجة المفاوضات. تعكس مثل هذه التصريحات بصراحة التدخل المباشر للولايات المتحدة في المفاوضات بين الأفغان. ومع ذلك، فإن تدخل الولايات المتحدة لم يكن محدوداً للغاية، بل إن الضربات الجوية التي يتم تنفيذها في ساحات القتال باسم القوات الأفغانية والتي يتم فيها التضحية بالمدنيين الأفغان باستمرار يتم توجيهها مباشرة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتأمين الأهداف الأمريكية.


كما يدرك الجميع أن الولايات المتحدة لم تقم بإنشاء وتمويل كتلة واحدة فقط في الحرب (الحكومة الأفغانية)، بل تمكنت أيضاً من جمع كل المجتمع المدني والحركات العلمانية تحت مظلة هذا النظام الخائن لتسهيل الوسائل لهم للدعوة بجرأة للقيم الغربية في هذه الأرض الإسلامية، وخاصة خلال المفاوضات بين الأفغان. وتمارس هذه الفصائل العلمانية ضغوطاً من أجل نظام ليبرالي وتعددي يتم فيه ضمان حقوق جميع الأقليات مثل المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً والمرتدين والمؤيدين للأمريكيين دون قيد أو شرط، حتى تحت اسم الحكومة والدستور المسمى "إسلامي" بغض النظر عن ماهيته.


لذلك، من الضروري لجميع الفصائل الإسلامية المنخرطة في التيار أن تدرك الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وتحبط مخططاتها الشريرة من خلال الاتحاد على أساس الإسلام. وعليهم أن يوقفوا محادثات السلام فوراً، وأن يتركوا جبهات الحرب ضد بعضهم بعضاً، ويعلنوا بدورهم الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي من خلال جيش لا يقهر. وعليهم أن يواصلوا جهادهم وأن يستمروا في الدفاع إلى الحد الذي تتراجع فيه أمريكا الشريرة في أطول حرب لها في التاريخ وتعترف بهزيمتها علناً، حتى لا تكون قادرة على قيادة الأزمات الداخلية والعالمية. سيؤدي هذا بلا شك إلى هزيمتها وتفككها على الصعيد العالمي. وفي مثل هذا الوقت سيكون الطريق أمام قيام الخلافة في إحدى البلاد الإسلامية ممهداً إن شاء الله.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

آخر تعديل علىالخميس, 08 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع