- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نظام ميرزياييف يقوم بتجميع قوائم تقييد صارم للمسلمين المقيمين في أوزبيكستان
(مترجم)
الخبر:
نيابةً عن إدارة مدينة طشقند، قام معلمو المدارس الثانوية بتجميع قوائم إلزامية للطالبات المحجّبات والطلاب الذين يحضرون صلاة الجمعة، وكذلك لأولياء أمورهم، حسبما أفاد راديو أوزودليك في 1 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي هذا الاستبيان، الذي حصل راديو أوزودليك على نسخة منه، يُطلب من المعلمين كتابة الاسم واسم العائلة ومعلومات عن الطلاب المتدينين وأولياء أمورهم، والإشارة إلى عنوان سكنهم ومكان عمل أولياء أمورهم. بالإضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على نقاط إضافية في هذه الاستبيانات، حيث يجب على المعلمين الإشارة إلى بيانات عن "الطلاب الذين يكون آباؤهم في الخارج أو يساندون الحركات المتطرفة".
وأبلغ أحد مدرسي المدرسة رقم 12 في منطقة طشقند، مؤكداً على عدم الكشف عن هويته، أبلغ أوزودليك أن هذه الاستبيانات يتم ملؤها سراً من الطلاب وأولياء أمورهم. وحسب قوله، فقد أُصدرت تعليمات للمعلمين لتقديم استبيانات كاملة إلى إدارة المنطقة بحلول 2 تشرين الأول/أكتوبر.
وبحسب السلطات، يتم وضع هذه القوائم بحجة الكشف عما إذا كان الطالب بحاجة إلى حماية اجتماعية، وما إذا كانت أسرته فقيرة، وما إذا كان نشأ في أسرة كاملة أم لا.
وفي وقت سابق، نشرت وسائل إعلام مستقلة نسخة من المرسوم السري رقم 4437، الذي وقعه رئيس أوزبيكستان في 4 أيلول/سبتمبر 2019. وأكد مرفق الوثيقة على ضرورة تجميع قوائم خاصة جديدة بالمتدينين.
التعليق:
في 15 أيلول/سبتمبر من هذا العام، وافق مجلس النواب في البرلمان الأوزبيكي بالقراءة الأولى على مشروع القانون المحدّث "بشأن حرية المعتقد والمنظمات الدينية". وتنص المسودة المحدثة على حق كل شخص في تلقي التعليم المهني في المؤسسات التعليمية الدينية، وكذلك حق الوالدين أو الأوصياء في تعليم أطفالهم أساسيات الممارسة الدينية وأخلاقيات السلوك (التعليم في المنزل)، وبشرط منع الناس من الظهور في الأماكن العامة بملابس دينية.
إن البعض في حيرة من أمره: فمن ناحية، يبدو أن النظام يشرعن ممارسة ارتداء الملابس الإسلامية التي تمّ ترسيخها بعد وفاة كريموف، ومن ناحية أخرى، يواصل ممارسة تجميع قوائم سكان البلاد الذين يعتنقون الإسلام. في الواقع، لا يوجد تناقض بين هذين الفعلين، فميرزياييف لأسباب مختلفة، ينفذ أسلوباً مختلفاً قليلاً في محاربة الإسلام عن كريموف، أي أن الحرب اليوم ليست معلنةً بصراحة على الإسلام، كما كانت في زمن كريموف، ولكن فقط على شخصيات سياسية معينة وشخصيات دينية مضطهدة، وبالتالي يجب إعطاء السكان الحق في ممارسة ما يسمى بالإسلام "التقليدي".
وهكذا، فإن ميرزياييف، بالمناسبة، على اتصال بروسيا أكثر من القوى الاستعمارية الأخرى، يخطط لتطبيق نوع من السياسة الدينية الداخلية الروسية في أوزبيكستان:
- الدين غير محظور، لكن يجب الحفاظ عليه بطريقة غير سياسية؛
- رقابة صارمة على الزعماء الدينيين؛
- دعم الصوفية والتوجهات الأخرى في الإسلام التي تبعد المسلمين عن الواقع؛
- الملاحقة الجنائية لأي نشاط خارج عن السيطرة؛
- منح حق "التصحيح" وإعادة التأهيل لـ"التائبين" من الحركات الإسلامية.
إذا كان شعب أوزبيكستان قد خُدع في السنوات الأولى من حكم ميرزياييف بسبب حصوله على حرية غير متوقعة في بعض الاتجاهات، ففي النهاية ما زالوا يدركون بشكل عام الدوافع الحقيقية للطاغية الجديد. بعد كل شيء، قلص النظام عملياً البرنامج المعلن بأكمله للإصلاحات في المجال الديني، والذي لم يتحقق منه سوى جزء صغير. علاوة على ذلك، في بعض الجوانب، تبدو السياسة الدينية لميرزياييف، وفقاً للمراقبين، أكثر خبثاً من سياسة كريموف.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور