الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حظر تيك توك لن يُؤدي إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية لباكستان

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصبحت منصة مشاركة الفيديوهات تيك توك محظورة الآن في باكستان بعد أن أمرتها سلطات البلاد بتصفية محتواها "الفاحش". ويأتي القرار بعد شهر من حملة مماثلة على تطبيقات المواعدة، بما في ذلك تيندر. (دويتش فيليه)

 

التعليق:

 

قالت هيئة الاتصالات في بيان لها صدر يوم الجمعة إن خان حظر منصة مشاركة الفيديوهات تيك توك في البلاد بعد "عدد من الشكاوى من شرائح مختلفة من المجتمع ضد المحتوى غير الأخلاقي وغير اللائق في تطبيق مشاركة الفيديو". وقالت هيئة تنظيم الاتصالات إنها أصدرت تحذيرات لتيك توك لتعديل المحتوى غير المشروع، لكن تيك توك فشلت في الامتثال لشروطها. ويأتي الحظر المفروض على تيك توك في أعقاب حظر منصات المواعدة الأمريكية تيندر وغرايندر.

 

 يبدو أن هناك ثلاثة تفسيرات محتملة وراء جهود الحكومة الباكستانية لحظر تيك توك:

 

أولاً، كجزء من حملة خان لتأسيس دولة على طراز المدينة، هناك "رغبة حقيقية" لحظر المحتوى غير الأخلاقي من المنصات الإعلامية الباكستانية. ومع ذلك، فإن التنفيذ الانتقائي لهذا المرسوم يقوض هذه الرواية، حيث لم يتم حظر يوتيوب وفيسبوك ونتفليكس على سبيل المثال لا الحصر، والمحتوى الرذيل متاح على نطاق واسع على هذه التطبيقات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، لم تبذل حكومة خان أي جهد لإزالة المحتوى غير الأخلاقي من عدد من الأعمال الدرامية والأفلام الباكستانية.

 

ثانياً، يمكن القول إن حكومة خان تتعرض لضغوط لدعم الجهود الأمريكية للحد من الشركات التكنولوجية الصينية من اكتساب الأولوية في جميع أنحاء العالم. في حين إن هذا قد يكون خطوة منطقية للمتابعة في الغرب، إلا أنه في أجزاء كثيرة من جنوب الكرة الأرضية بما في ذلك باكستان لا معنى له على الإطلاق. فباكستان ترتبط بالفعل بشكل كبير بالبنية التحتية والتكنولوجيا الصينية. قد يرضي حظر تيك توك واشنطن لكنه لن يتراجع عن اعتماد باكستان على التكنولوجيا الصينية التي تهيمن بشكل متزايد على قطاع الاتصالات الباكستاني ومشاريع الدفاع والمحطات النووية والممر الاقتصادي الباكستاني.

 

ثالثاً، من المرجح أن يُنظر إلى تيك توك على أنها تهديد لخان وأتباعه في مؤسسته. ويمكن أن يكون المحتوى المتاح على تيك توك ينتقد بشدة خان وكذلك الجيش. وإذا تُركت دون رادع، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى تآكل الثقة في المؤسسة التي تقدم الدعم غير المحدود لخان. من هنا، قامت حكومة خان والجيش بتكميم أفواه وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، وحرّضا على الإخفاء القسري للنقد، بل وهددا ما يسمى بالمعارضة. إضافة تيك توك إلى هذه القائمة المتزايدة ليست مشكلة كبيرة. ومع ذلك، فإن الفحص الدقيق لهذا السبب يبدو خادعاً، فالمحتوى المناهض للحكومة والمناهض للمؤسسات متاح مجاناً على عدد من المنصات عبر الإنترنت، ولكن لم يتم إغلاق أي منها.

 

ربما يكون السبب مزيجاً من جميع العوامل المذكورة أعلاه، أو على الأرجح هناك أزمة هوية في قلب حكومة خان؛ صراع بين القيم الإسلامية والقيم الليبرالية. ليس هناك شك في أن الباكستانيين قد أصبحوا أكثر قرباً من الإسلام على مر السنين، ويتوقون أكثر إلى الجو الإسلامي. فقد أدت شعبية أرطغرل وازدراء تعامل خان مع كشمير إلى تغذية رغبة الأمة في تبني محتوى إسلامي أقوى.

 

ضمن هذا السياق، فإن مشروع خان الليبرالي لدمج القيم الإسلامية والغربية تحت ستار المدينة محكوم عليه بالفشل. بموجب أحكام الخلافة، يتمّ حظر القيم الثقافية الغربية ومحتوى الإعلام الأجنبي تلقائياً للحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة. ولا يُسمح لغير المسلمين الذين يعيشون في الدولة الإسلامية بامتلاك مؤسساتهم الإعلامية الخاصة؛ سواء أكانت مطبوعة أم تلفزيونية أم إلكترونية. بعد أن أقام رسول الله ﷺ الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، لم يُسمح لليهود بامتلاك وسائل للإعلام. وبالمثل، بمجرد سقوط شبه الجزيرة العربية بأكملها تحت السيطرة الإسلامية، مُنع العرب الوثنيون والفرس والرومان من امتلاك مؤسساتهم الإعلامية الخاصة بهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

آخر تعديل علىالإثنين, 12 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع