- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بغياب الراعي تضيع الرعية
الخبر:
انفجار خزان بنزين في محلة طريق الجديدة في بيروت يودي بحياة ٤ أشخاص.
التعليق:
حصل انفجار مرفأ بيروت الذي دمر نصف المدينة ومات بسببه المئات، ثم ارتفعت الحالات اليومية لمرضى فيروس كورونا لتصبح أكثر من ألف حالة كل يوم، ثم ظهر زعيم حزب إيران في لبنان محذرا فرنسا ماكرون من فرض حكومة على لبنان ملوّحاً بإمكانية إفشالها عسكريا كما حدث في 7 أيار 2008 حين دخل حزب إيران بيروت وقتل من أهلها وفرض سيطرته على العاصمة، ثم نرى معارك قبلية في مدينة بعلبك مع استعراضات عسكرية بأسلحة ثقيلة للمتقاتلين، ثم يخرج بعض الشباب النصارى من أصول أرمنية يعلنون توجههم نحو أرمينيا دعما لدولتهم ضد أذربيجان، ثم حصل انفجار طريق الجديدة بسبب تخزين عشوائي لمادة البنزين شديدة الاشتعال.
كل هذا يحصل والدولة اللبنانية في خبر كان بل شريكة في الجرائم المتنقلة التي تحصل كل أسبوع!
إلى الآن لم يعرف أهل البلد من هو المسؤول عن تخزين 2800 طن من المواد المتفجرة في مرفأ بيروت، وإلى الآن فشلت الدولة في إرساء سياسة تحفظ الاقتصاد وتضمن التربية والتعليم وفي الوقت نفسه تحد من انتشار الفيروس المتفشي... وأما زعيم حزب إيران فكلامه عن أنه لا يريد حكومة مثل التي سبقت أحداث 7 أيار فهو حقيقةً تهديد بالسلاح وبافتعال حرب أهلية دون أي اعتبار لأي شيء اسمه "دولة"!
وأما معارك بعلبك فالسؤال الأبرز الذي طرحه الناس هو: أين الجيش؟ والحقيقة أننا يجب أن نسأل أين القرار الرسمي الذي يحرك الجيش؟ ألا يُعتبر قتل الناس وترويعهم في بعلبك أو طرابلس أو بيروت جريمة؟ أم فقط القرار السياسي همه الإسلاميين وشعار "مكافحة الإرهاب"، وفقط هناك يوجد هيبة لما يسمى دولة؟!
ثم ذهاب بعض من أهل البلد نصرةً لدولة يعتبرونها دولتهم الأم مع أنهم عاشوا كل حياتهم في لبنان ولم يفكروا في العيش في دولتهم تلك، والآن تذكروا دولتهم حين بدأت حربها على مسلمي أذربيجان!! ولم يتم منعهم ناهيك عن اعتقالهم! حتى إنه لم يصدر أي بيان من أية جهة سياسية تستنكر هذا الفعل، مع أنه حين كانت القضية نصرة المظلوم في سوريا ضد نظام مجرم لم تبق أية جهة سياسية لم تتبرأ من فعل النصرة، بل تم الضرب عسكريا أو إحداث قلاقل في كل مدينة نصرت أهل سوريا!
وآخر جرائم السلطة هو ما حصل في طريق الجديدة؛ فلقد انفجر خزان يحتوي على مادة البنزين الشديدة الاشتعال. والسؤال هو لماذا يخزن الناس مادة البنزين؟ والجواب الواضح هو: لأنه منذ فترة وهناك تسريبات لم يتم إنكارها بأن المصرف المركزي ومعه البنوك والسلطة السياسية الفاسدة يريدون رفع الدعم عن المشتقات النفطية ومعها الأدوية الصحية والقمح، كون تلك المشتقات ما زال يتم استيرادها بسعر 1500 ليرة للدولار الواحد، ورفع الدعم عنها سيؤدي إلى ارتفاع كبير في سعرها، وعليه هناك من يخزن تلك المواد ومنها البنزين. علما أن دول العالم حين تريد رفع الدعم عن مادة معينة تقوم بذلك فجأة تفاديا لعمليات الاحتكار والتخزين المسبق وفقدان المادة من السوق، إلا في لبنان!!
بغياب الراعي أو السياسي الحق الذي يدافع عن حقوق الناس والذي يسهر على أمنهم والذي يؤمن حاجاتهم والذي يرعى شؤونهم بالحق، بغيابه يضيع الناس وتضيع حقوقهم وينتهك الأمن ويروَّع أهل البلد ويعم الفقر والجوع... وهذا هو الحال في لبنان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان