- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
محو آثار لوزان
الخبر:
قالت تركيا الاثنين إن اليونان ليس لها حق في معارضة أعمال التنقيب التركية، التي تبعد 15 كيلومترا عن شواطئها في شرق البحر المتوسط، وعلى جرفه القاري... وتبادلت اليونان وتركيا انتقادات لاذعة مرة أخرى الاثنين بشأن الحقوق البحرية لكل منهما.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أعمال السفينة عروج ريس التابعة لها تقع على بعد 15 كيلومترا من تركيا، و425 كيلومترا من اليونان، وإن مدى تلك الأعمال يقع "بالكامل داخل الجرف القاري التركي".
وأضاف البيان: "من غير المقبول أن تكون هناك معارضة لنا، ونحن دولة تتمتع بأطول خط ساحلي إلى شرق البحر المتوسط، وتعمل على بعد 15 كيلومترا من شاطئها الرئيسي".
التعليق:
اتفاقية لوزان التي وقعها مجرم العصر مصطفى كمال في 1923/7/23 هي التي حصرت تركيا في بحر إيجة، فأصبحت الجزر داخل بحر إيجة كلها أو جلها لليونان.
وقد وردت في الاتفاقية أمور مذهلة وافق عليها مصطفى كمال وممثلوه ومنها ما جاء في المادة 12 حيث أصبحت جزر بحر إيجة كلها أو جلها تابعة لليونان مع أن منها ما يبعد عن البر اليوناني نحو 600 كم فيما هي تقابل البر التركي على مسافة كيلومترين في بعض الأحيان كما في حالة جزيرة ميس التي تتبع اليونان ويسمونها كاستيلو روز قبالة مدينة كاش بولاية أنطالية، وهذه المعاهدة هي ما تعطي اليونان (الشرعية) بمطالبة تركيا بعدم التنقيب قبالة السواحل التركية لأنها حق خالص لليونان بموجب اتفاقية لوزان! ثم المادة 15 بأن تتنازل تركيا لصالح إيطاليا عن جميع الحقوق والملكية على الجزر التالية: ستامباليا (أستراباليا)، رودس (رودوس)، كالكي (خاركي)... إلخ، وكذلك المادة 20 التي تقر تركيا بموجبها ضم قبرص إلى الحكومة البريطانية الذي أعلنته بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر 1914م. وأيضاً ما جاء في المادة 23 الذي ينص على أن الأطراف (السامية) المتعاقدة اتفقت على الاعتراف بمبدأ حرية المرور والملاحة وإعلانهما، عن طريق البحر والجو، في وقت السلم كما في زمن الحرب، في مضيق الدردنيل وبحر مرمرة والبوسفور! وهكذا أصبحت تركيا، ذاتُ أطول شاطئ شرق البحر المتوسط، فاقدةً حرية الحركة حول الجزر الموجودة في هذه البحار، وهي التي تذكَّرها أردوغان اليوم باسم (وطنه "الأزرق" المسلوب)!
كان الأجدر بأردوغان بدل أن يدغدغ مشاعر الشعب التركي بتسمية سفن التنقيب بأسماء قادة العثمانيين العظام، كان الأجدر به أن يعلن للملأ تبرؤه من صفقة مصطفى كمال الخيانية والتي كان من شروطها أيضا إلغاء الخلافة وعلمنة الدولة. وكان الأجدر بأردوغان أن يعمل على إلغاء هذه الاتفاقية وآثارها الخطيرة فيتحرك بدافع الغيرة على الإسلام ويعيد الحق إلى نصابه بإعادة حكم الإسلام لتركيا كاملا غير منقوص بدل التباكي تحت صورة مصطفى كمال.
لو فعل ذلك فسيجد كل المسلمين في تركيا معه بل كل الأمة، وسيعود البحر المتوسط كله "بحيرة إسلامية" بعد أن يطرد كل نفوذ للغرب منه، بدل أن تكون حركاته مجرد "مضايقات لأوروبا" ودورانا في فلك أمريكا خدمة لمصالحها... ولكن أنى له ذلك!
إن محو لوزان ومخلفاتها هو المطلوب الآن، وما دون ذلك لعب ومضيعة للوقت فوق كونه تلاعباً بمشاعر المسلمين ولو ارتبط ذلك بمصالح آنية متوقعة مثل تخفيض فاتورة الطاقة في تركيا.
ختم أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل حفظه الله جوابا لسؤال حول صراع تركيا واليونان في شرق المتوسط قائلا: "لكن المؤلم حقاً أن البلاد الإسلامية خلال السنوات المئة الأخيرة بعد زوال الخلافة، دولة الإسلام الحقة ومبعث عز المسلمين، أصبحت هذه البلاد في ذيل الأمم، يتلاعب الكفار المستعمرون بمصائرها بأدواتهم من الحكام في بلاد المسلمين!! ومع ذلك فإن بزوغ الفجر يولد بعد ظلمة الليل خاصة وأن حزب التحرير يعمل في جنباتها لإعادتها بإذن الله كما كانت مكللة بالعز والنصر والنور، ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى