- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"أمّة وسطا" على المحجّة البيضاء
الخبر:
صرّح الشيخ محمود إبراهيم (رئيس لجنة الدعوة بفرع المنظمة بقرضوا، الصومال) على موقع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر قائلا: "الالتزام بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل المتسم بالحكمة والرفق ضرورة".
التعليق:
في قول الشيخ محمود إبراهيم شقّان:
الشق الأوّل: منهج الأزهر الوسطي المعتدل: قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة: 143]
إنّ نعت المنهج بـ"الوسطي المعتدل" يخرج من مفهوم خطير استعمل لضرب المفاهيم الإسلامية الصحيحة روّجه الغرب الكافر المستعمر في مبدئه الرأسمالي بعد هدم دولة الخلافة لضرب العقيدة الإسلامية وجعل الإسلام دينا كهنوتيّا أُقصي من الحياة وجُعل للتعبّد فقط... وللأسف وُجد من بني جلدتنا من انساقوا وراء إملاءات الكافر المستعمر وطبّقوا ما أملي عليهم، ولتبرير ذلك المفهوم الكارثة (الوسطيّة والاعتدال) وجدوا ضالتهم حسب زعمهم في قول العزيز الحكيم: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ وأوّلوا الآية القرآنية حسب هواهم وما يخدم مصالح أسيادهم!
وبالعودة لمعنى الآية الكريمة: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ أي جعلناكم عدولا لتشهدوا على الأمم السابقة، والعدل هنا شرط من شروط صحّة الشهادة.
فشتّان بين الثرى والثريّا! شتّان بين ما فضَّلنا به الله تعالى على بقيّة الأمم وبين المفهوم الهابط الذي تفترون به على الله وتلوون أعناق النصوص لتلائم زيف وبطلان ما تدعون إليه.
الشق الثاني: "ضرورة" الالتزام بمنهج الأزهر "الوسطي المعتدل"
ومن هنا واجب بل أمانة في أعناقنا القول إنّ الضرورة الوحيدة في هذه الحياة الدنيا هي الالتزام بمنهج رسول الله ﷺ الذي قال: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ».
المحجّة البيضاء هي الجادّة وهي المنهج الحق والطريقة التي لا ريب فيها... طريقة سيّد الخلق ﷺ التي بها أقام أعظم دولة أشرقت عليها الشمس، دولة الإسلام التي أضاءت بنورها مشارق الأرض ومغاربها وعرف المسلمون في كنفها العدل والعزّة، وفي كنفها تصان أعراض المسلمات، بل جُيّشت الجيوش وفُتحت عمورية من أجل صرخة حرّة من الحرائر...
فأين الأزهر من أعراض العفيفات التي تنتهك في سجون طاغية مصر السيسي؟! أين الأزهر من الاعتقالات والتنكيل بشباب المسلمين في دهاليز ظلم وجور فرعون مصر السيسي؟! أين الأزهر من هدم بيوت الله على يدّ نظام سفّاح مصر السيسي؟! أين أنت يا أزهر من الحكم بغير ما أنزل الله وهي أمّ المصائب وإحدى الكُبر؟! أيّن أنت يا أزهر من التنكيل بحملة مشروع الإسلام العظيم شباب حزب التحرير الأتقياء الأنقياء؟!...
يا رجال الأزهر الشريف وعلماءه: ثوبوا إلى رشدكم وأعيدوا أزهر الكنانة سيرته الأولى بتبنيكم مشروع الأمة ونصرة حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله... بالدعوة لتحريك الجيوش واقتلاع الحكام الخونة العملاء وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة، عندها يكون منهج الأزهر هو منهج محمّد ﷺ واتّباعه ضرورة وفرض بل تاج الفروض.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ابتهال بن الحاج علي – ولاية تونس