الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما أحوجنا للخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما أحوجنا للخلافة

 

 

 

الخبر:

 

حذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من "انزلاق ما يصل إلى 100 مليون شخص حول العالم إلى هوة الفقر هذا العام جراء تفشي فيروس كورونا".

 

جاء ذلك في تقرير صدر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، بمناسبة إحياء اليوم الدولي لمكافحة الفقر في العالم، الموافق 17 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.

 

واليوم الدولي لمكافحة الفقر للعام الجاري، تم تخصيصه لدراسة التقدم المحرز في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر "SDGs"، التي اعتمدها بالإجماع قادة العالم في 2015.

 

وتقر الخطة بأن القضاء على الفقر بجميع أشكاله وأبعاده هو أعظم تحد عالمي، وشرط لا غنى عنه لتحقيق مجتمعات شاملة ومسالمة.

 

وذكر التقرير أن "القضاء التام على الفقر المدقع بحلول عام 2030 يبدو غير مرجح الآن إلى حد كبير، حتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلا".

 

وأكد أن "الركود الاقتصادي، وزيادة عدم المساواة نتيجة فيروس كورونا، يمكن أن يدفعا بسهولة البلدان التي تعاني من الفقر المستمر، إلى دوائر أبعد من التخلف". (القدس العربي)

 

التعليق:

 

مما لا شك فيه أن الفقر أصبح واحداً من المهددات الحقيقية للاستقرار الاقتصادي والأمني والمجتمعي في العالم، رغم ما تعجّ به البلاد من ثروات وخيرات هائلة، منها الزراعية، ومنها المائية، ومنها الظاهر، ومنها الدفين.

 

ويعود السبب الرئيسي لزيادة معدلات الفقر وعدم نجاح الحلول الموضوعة - ليس كما يوهمون الناس - إلى نواة هذا النظام الرأسمالي الذي قرر أنه لا يستحق الحياة إلا من كان قادراً على المساهمة في إنتاج السلع والخدمات أو امتلاكها بأي سبب يناسبه، أما من كان عاجزاً لأنه خُلِقَ ضعيفاً، أو لضعف طرأ عليه، فلا يستحق أن ينال من ثروة البلاد ما يسد حاجاته، وأما فيروس كورونا لم يكن دوره سوى كشف وفضح هشاشة هذا النظام وفساده بمعالجة المشاكل ولا سيما احتواء هذا الفيروس الصغير بدل أن يجعلوه شماعة لكل صغيرة وكبيرة ولكل مشكلة ومصيبة، وبالتالي من المستحيل القضاء على الفقر ولو بعد عشرات السنين في نظام كان هو نفسه العامل الرئيسي للفقر.

 

إن الحل الوحيد الذي سيساعد بالتأكيد في القضاء على فساد النظام الرأسمالي وحماية المجتمع من براثن الفقر والعوز والحاجة، إنما هو في تطبيق السياسة الاقتصادية في الإسلام، ولن تُطبق هذه السياسة إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله، فالأمة في أمَسِّ الحاجة لها، بل العالم أجمع، فهي ليست دولة فئة أو مذهب أو قوم، بل نظرتها لرعاياها واحدة، فتطبق الإسلام حسب الدليل الشرعي من الكتاب والسنة. وهي ليست دولة عرق أو لون فلا فضل فيها لعربي على أعجمي ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى.

 

والخلافة دولة كل مسلم ومطلب لهم وواجب في أعناقهم. فالإسلام وحده هو الذي يصنع القادة الأتقياء والشخصيات التي تهمها الآخرة أكثر من الدنيا، ويعتبرون أن الحكم مسئولية، وليس وسيلة للكسب. والقعود عن إقامة خليفة للمسلمين معصية من أكبر المعاصي، لأنه قعود عن القيام بفرض من أهم فروض الإسلام، ويتوقف عليه إقامة أحكام الدين، بل يتوقف عليه وجود الإسلام في معترك الحياة. فدولة الخلافة هي ملاذ البشرية جمعاء، وإنها إن شاء الله باتت قاب قوسين أو أدنى. وعندما يأتي ذلك اليوم الذي تقوم فيه دولة الخلافة الراشدة سيظهر ويتجسد للعيان قوله عز وجل: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

آخر تعديل علىالسبت, 17 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع