الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحوثيون وإيران وفرض الأمر الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحوثيون وإيران وفرض الأمر الواقع

 

 

 

الخبر:

 

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، السبت، عن وصول سفير إيراني جديد، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي. وأكد زادة، في تصريح نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، وصول السفير الجديد حسن إيرلوا إلى صنعاء، وقال إنه "سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية". وأضاف: "إن السفير الإيراني الجديد في صنعاء سيقدم قريبا نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني (غير المعترف بها دوليا) هشام شرف، كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين مهدي المشاط". ولم تذكر الخارجية الإيرانية طريقة دخول سفيرها إلى اليمن، إلا أن مصادر سياسية قالت، إن الدبلوماسي الإيراني وصل صنعاء على متن طائرة عمانية، كجزء من صفقة بين المخابرات الأمريكية والحوثيين، سلم بموجبها الحوثيون جثمان جندي أمريكي لم يعلن عن أي تفاصيل بشأنه، مقابل السماح للحوثيين بتسيير طائرة عمانية من مسقط إلى صنعاء دون رقابة التحالف العربي، حملت عدداً من قياداتهم من طهران وبينهم أول سفير لطهران لدى الحوثي.

 

التعليق:

 

هكذا يفرض الحوثيون أنفسهم كأمر واقع بعد أن أصبحت سلطتهم قوية في صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها، حيث إنهم سيطروا على مقومات دولة سلمت لهم تسليما عبر ما يسمى اتفاق السلم والشراكة أثناء دخولهم صنعاء في أواخر عام 2014م، حيث رعت الأمم المتحدة ومبعوثها جمال بن عمر ذلك الاتفاق، ومكنهم فرار هادي من الانفراد بالسلطة تحت ما يسمى سد الفراغ السياسي وإن كان حزب المؤتمر يشاركهم شكلياً فيما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني حتى الآن.

 

لا ينفصل قرار الحوثيين عن قرار إيران فهي توجههم وتدعمهم بكل وسائل الدعم ولا يستطيعون الفكاك عنها، وها هي ترسل سفيراً لها ليفرضوا أمراً واقعاً. وكل ذلك في ظل المصالح الامريكية ولا يتعارض معها كون أمريكا تريد أن تشرك الحوثيين في حكم اليمن إلا أنها تريد الضغط على إيران وعلى الحوثيين للقبول بالدور السعودي الذي ترسمه لليمن بحيث تجعل ملف اليمن بيد عميلتها السعودية فتنتقل حضانة الحوثيين من إيران إلى السعودية التي ساعدت بعدوانها على اليمن في تمكين الحوثيين وإضفاء مظلومية عليهم ولم تضربهم الضربات القاضية أو تستهدف قياداتهم، منفذةً بذلك ما تريده أمريكا في دعمها للحرب في اليمن.

 

أما حكومة ما يسمى بالشرعية فهي ضعيفة تماما ومناطق سيطرتها تتنازعها السعودية والإمارات عبر أدواتهما المحلية، حيث تسعى السعودية للتغلغل في اليمن جنوباً تحت عباءة استعادة الشرعية، فيما تسعى الإمارات لمزاحمتها في الجنوب وفي الساحل الغربي عبر دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي وبناء قوات طارق عفاش في الساحل الغربي لفرض أمر واقع يقبل القسمة على أتباعها وغيرهم من عملاء الإنجليز في أي حل قادم، حتى وإن أدى ذلك إلى تقليص شرعية هادي عميل الإنجليز الذي أصبح مرتهناً هو وحكومته لدى النظام السعودي.

 

وهكذا تستمر الحروب والصراعات في اليمن في ظل تعدد الولاءات الدولية والإقليمية وتعدد الداعمين، ولا مخرج لأهل اليمن مما هم فيه إلا بالعودة إلى دينهم عقيدة ونظام حياة وتجسيده عملياً في أرض الواقع بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المؤمن الزيلعي

آخر تعديل علىالإثنين, 19 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع