الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مَنْ يحاجي مَنْ أمام الله؟ حاكمٌ غاشٌّ لرعيته خائن لله ورسوله أم رعيةٌ مقهورة مستعبدة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مَنْ يحاجي مَنْ أمام الله؟

حاكمٌ غاشٌّ لرعيته خائن لله ورسوله أم رعيةٌ مقهورة مستعبدة؟

 

 

 

الخبر:

 

رصد موقع مصراوي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ32 للقوات المسلحة التي بدأت صباح الأحد 2020/10/11م، الرسائل المهمة التي وجهها الرئيس المصري خلال كلمته منها: "محتاج لإنفاق 40 تريليون جنيه.. وما تم خطوة من ألف"، "الدولة أنفقت على المشروعات المختلفة خلال المرحلة السابقة ما يزيد عن 4 تريليونات جنيه"، "والله لأحاجي الكل أمام الله يوم القيامة".

 

التعليق:

 

خلال كلمته تحدث الرئيس المصري كثيرا كعادته ليخرج خبيئة نفسه ونرجسيته؛ فتحدث عن حاجته لـ40 تريليون جنيه لا ندري أين سينفقها ولا نرى نتيجة ملموسة للأموال التي يدعي أنها أنفقت في المرحلة السابقة، اللهم إلا القصور الرئاسية وعاصمته ذات الأسوار ثم تلك الكباري التي ملأت شوارع القاهرة والتي تسير كلها في اتجاه واحد هو اتجاه العاصمة الجديدة، أي أنها جميعها تنفق لخدمته هو والنخب التي ستشاركه السكن في عاصمته ذات الأسوار، أو ربما هي طريق سريعة للهروب إلى تلك العاصمة إذا تأزمت الأمور وأفلتت من يده أمام أي حراك محتمل.

 

ثم يقسم أنه سيحاجي الجميع أمام الله يوم القيامة وكأنه يحكم بالإسلام أو أنه أحد الخلفاء الراشدين! ولا ندري من يحاجي من وكيف سيلقى ربه وهو محارب لدينه وشرعه، غارق في الدماء وآخرها هؤلاء الأبرياء المغدورون بدعوى الإعدام؟! يقول النبي ﷺ: «لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فَسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، فكيف بمن قتلوا وحرقوا في رابعة والنهضة وغيرهما ومن هجروا من بيوتهم في رفح وغيرها؟! إن مظالم الناس كثيرة فجهز نفسك! من يحاجي الناس هو الحاكم العادل الذي يحكمهم بالإسلام ولم يوغل في دمائهم ولم يفرط في حقوقهم، لا من يقتل حتى من يطالب ولو بجزء يسير من حقه!

 

إننا لا نثق في الرأسمالية وأدواتها ولا نثق في أفعالها حتى لو كانت في صالحنا؛ فمقياس أعمالها هو النفعية ولا تبالي بحلال الله وحرامه ولا يعنيها رعاية الناس. ولو كان النظام تعنيه حقا رعاية الناس لما هدم بيوتهم فوق رؤوسهم ولما أرهقهم بتحصيل رسوم التصالح التي يشترون بها بيوتهم مرة أخرى أو هكذا يقولون لأنفسهم أمام بطش النظام وآلته القمعية، وإننا نبشر رأس النظام أننا وكل المظلومين من أهل الكنانة وغيرهم سنجرّه جرّاً أمام الله ليقتص منه على كل جرائمه التي طالت كل أبناء الأمة.

 

إن النظام الذي دأب على سياسة الاقتراض حتى ينفق على عاصمته وقصوره يعلم تماما ما ستجره تلك القروض على أهل مصر من ويلات، أهل مصر وليس النخب ولا رجال المال والأعمال المتربحين من سياساته، فهؤلاء سيشاركونه سكنى عاصمته الجديدة وستريحهم وهم يقودون سياراتهم الفارهة تلك الطرق والكباري التي يشيدها، أما باقي الشعب فعليه أن يدفع الفاتورة وسيحصّلها النظام رغما عن الناس في صور كثيرة ومتعددة، فنظام العصابة يبدع في كيفية امتصاصه لمدخرات الناس وكيفية اقتطاعه من أقواتهم.

 

إن واجب الدولة أن ترعى الناس رعاية حقيقية بما تحت يدها من موارد وثروات هي حق أصيل لهم، كما يجب عليها أن تعطيهم من هذه الثروات بشكل عيني، لا أن تفرط في الثروات ومنابعها وتهبها للغرب ثم تحصّل من الناس نفقاتها وأعباء ديونها ثم تمن عليهم بما تلقي لهم من فتات المائدة وبما تصنع من إنجازات وهمية لا يشعرون بها، حتى صار أهل مصر يأكلون النفايات! يقول النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ».

 

إن مصر بحدودها القُطرية تملك من الموارد والثروات ما يؤهلها لكي تكون دولة عظمى فاعلة في الصراع الدولي لا مفعولا بها كما هو الحال الآن! إلا أن إدارة الثروة تحتاج إلى نظام حضاري قادر على إدارتها بشكل صحيح يضمن العدل للناس ويضمن رعايتهم وإشباع حاجاتهم بشكل صحيح، وهذا لا توفره الرأسمالية التي تحكم العالم ومن بينه مصر، بل لا يضمن هذا إلا الإسلام بمشروعه ونظامه الحضاري الذي أساسه وحي الله والقادر على النهوض بمصر وحل جميع مشكلاتها دون الحاجة للاقتراض ودون تحميل الناس أعباء فوق أعبائهم، بل سيضمن رفاهيتهم ورغد عيشهم كما فعل سابقا.

 

يا أهل الكنانة: إنكم أنتم من سيحاجي هذا النظام ورأسه حتما على رؤوس الأشهاد يوم يعض على يديه ويقول يا ويلتى ليتني حكمت بالإسلام وليتني لم أتبع الغرب ولم أكن له عميلا، لقد أضلني وأغواني وجعلني من المحاربين لله ورسوله ودينه وأمته فأوغلت في دمائهم ومنعتهم من تطبيق دينهم!! ندم حيث لا ينفع الندم، فأبشروا فهذا هو مصير من يخوفكم بالمحاجّة أمام الله يوم القيامة، إلا أن واجبكم هو محاسبته اليوم على جرائمه التي لا تنتهي، ولن يمكنكم من محاسبته إلا دولة تطبق فيكم الإسلام تطبيقا كاملا شاملا يضمن العدل والكرامة والحرية ورغد العيش ويحفظ عليكم الموارد والثروات المنهوبة؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، عملكم لها وسعيكم لإقامتها هو الرد الوحيد على تهديده لكم بالله الذي يحارب دينه ويهدم مساجده.

 

يا أهل الكنانة: أروا الله في أنفسكم ما يحب وحرضوا أبناءكم المخلصين في جيش الكنانة على قطع حبال ولائهم لهذا النظام ووصلها بالله؛ طاعةً ونصرةً للمخلصين العاملين لإقامة الدولة التي تعيد إليكم كرامتكم وحقوقكم، عسى الله أن يكتبها بكم ويكتب الخير لمصر والأمة على أيديكم فيكون وعد الله الذي نرجو ونأمل، وتكون الخلافة الراشدة الثانية دولة العز والخير والبركة. اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعلنا من جنودها وشهودها.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع