مهزلة برلمان!

الخبر:

برزت أرقام ومعطيات مهمة، بعد صدور نتائج الانتخابات البرلمانية في الأردن، التي عقدت الثلاثاء الماضي، على الصعيد السياسي و(الاجتماعي). (وكالات)

التعليق:

لست بصدد تحليل نتائج انتخابات البرلمان الأردني فهي أقل شأنا من أن أشغل المستمع بها. إلا أن اللافت للنظر هو ضعف المشاركة الشعبية إلى ما دون 30% وقد كانت في المدن الكبرى أقل من ذلك بكثير حيث كانت نسبة المشاركة في العاصمة عمان 16.6% وفي الزرقاء 21.8%...

قد يقول قائل إن جائحة كورونا هي التي أبعدت الناس عن صناديق الاقتراع، إلا أن الأصدق هو أن عزوف الناس مطّرد لقناعاتهم بأن المجلس كله لا يجلب خيرا للشعب بل على أحسن حال قد يجلب منفعة لصاحب المقعد فحسب، وما يدل على ذلك هو أن نسبة المشاركة في الدورة السابقة عام 2016 بلغت 34% فحسب، فالمقاطعة ليست بسبب كورونا بالتأكيد.

أحب من هذا المقام أن أقول لكل من انتخب أو ترشح في هذه الانتخابات أنه ينأى بنفسه عن الأمة ويضعها في دائرة الظلمة أنفسهم.

فإن كانت مشاركته منبثقة عن قناعة بضرورة العمل من خلال الدولة لإصلاحها فهو جاهل في السياسة، ولذلك يسهل على الدولة أن تجعل منه مطية أو إثافة ترتكز عليه لتواصل ظلمها واستبدادها وهو يظن أنه يحسن عملا!

 وإن لم تكن كذلك فمشاركته مبنية قطعا على أساس المنفعة الشخصية التي ينالها من خلال البرلمان، فهو خائن لله وللأمة ولكل من انتخبه أو وضع فيه الثقة.

ولمن شارك في الاقتراع أقول إنه مشارك لهذا المنتفع في الخيانة، ولا سيما من باع صوته بدنانير معدودة قبضها وهو يظن أنها ستنفعه!

بعد كل هذه الدورات الانتخابية والجلسات البرلمانية والحكومات المتعاقبة لا بد أن يدرك الناس أس الداء وأساس البلاء، فإن لم يفعلوا فسيستمر الظالم في ظلمه ويتمادى الغي في غيه.

﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا