- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة بالانتخابات مسرحية ممجوجة
الخبر:
اتهم الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، رئيس اللجنة العليا للانتخابات في الحزب، السلطات الأردنية بممارسة ضغوطات وتدخلات سافرة في العملية الانتخابية التي أجريت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، أفضت إلى الحد من وصول مرشحي الحزب إلى البرلمان.
التعليق:
إن مشاركة الإسلاميين في الانتخابات أصبحت ضرورة حتمية لخدمة هذه الأنظمة التي فقدت شرعيتها - إذا كان لها شرعية أصلا - بحيث أصبحت تشارك بالانتخابات كما تريد هذه الأنظمة ولخدمتها ثم تتحدث عن تزوير وتحجيم لها وكأن هذه الحركات تمتلك مشروعا سياسيا إن وصلت الحكم!
لقد أظهرت مشاركة هؤلاء أنهم جزء من هذه الأنظمة وأن المشاركة تعني إعطاء شرعية لهذه الأنظمة خاصة بعد الربيع العربي وما ظهر منها في العلاقة مع الغرب وكيان يهود بحيث أصبحت هذه الأنظمة كالريشة في مهب الريح، وأصبح الحكام كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صيحة عليهم. أدرك الغرب ومن خلفه زوال عملائهم، وعدم قدرتهم على الثبات فقاموا بالدعوة إلى الانتخابات، وتركوا للناس بعض المصداقية، حتى تعطي شرعية جديدة للأنظمة القائمة بعد اهتزازها وضعفها، وحتى تثبت هذه الأنظمة العميلة الخائنة، فكانت العملية الانتخابية كشكل وديكور مطلوب وتجميل وجه من خلال مشاركة هذه الحركات والمقصود منها تثبيت هذه الأنظمة في بلاد المسلمين من خلال اللعبة الديمقراطية، وهذه جريمة كبرى؛ لأن المقصود منها بقاء المنظومة التشريعية، والوظيفة السياسية للكيان السياسي المرهون بالغرب، مع تغيير بعض الوجوه، وبعض السياسات، أي إجراء عملية تجميلية لعجوز شمطاء، يتصورها المرء ابنة أربعة عشر عاماً قمرياً! وهذه محاولة من الغرب لمنع الأمة من الوصول بمشروعها الحضاري العظيم إلى الكيان السياسي؛ لهذا السبب كانت الانتخابات والمشاركة فيها في هذه الحالة عملاً محرماً؛ لأن فيها تثبيت أنظمة الكفر في بلاد المسلمين.
إن مشاركة الإسلاميين ببعض المقاعد مع تقصد عدم الأغلبية منهم ليدل على حقيقة مؤلمة؛ أن مشاركتهم هي شهادة زور على الوضع القائم، وحتى لو حظيت بالأغلبية كما حدث في بعض البلاد كتونس فما كان منها إلا تطبيق النظام الرأسمالي ومحاربة الإسلام والعمل لتطبيقه والدخول مع الغرب بعلاقات مكشوفة واضحة وتشكيل حكومات تعمل وفق أجندات الغرب كوجوه جديدة لهذا الغرب المجرم.
نقول لهؤلاء: هل لو أخذتم الحجم الحقيقي الذي تدعونه في الانتخابات، هل ستعملون على التغيير في ظل منظومة سياسية معينة وقد سبق لكم أن كنتم أكثر من هذا العدد، فماذا تمخض عن وجودكم غير إقرار اتفاقية وادي عربة وكل اتفاقيات الخيانة مع الغرب؟! وكنتم بوجودكم معلما ضروريا لهذه الأنظمة، فهل باتت عندكم المسألة بالعدد أم بوجود مشروع سياسي نهضوي من خلال عقيدة هذه الأمة مع وجود إرادة التغيير الحقيقي؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود أحمد – ولاية الأردن