السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ما زالت التعبئة للديمقراطية قائمة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ما زالت التعبئة للديمقراطية قائمة؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المؤتمر الإقليمي العادي السابع لقارس وكرمان من جناح وحيد الدين من خلال البث المباشر. وقال أردوغان في كلمته "إننا نتّخذ خطوات حاسمة ستضع بلادنا في المكانة التي تستحقها في النظام العالمي والسياسي والاقتصادي الذي سُيعاد تشكيله بعد انتهاء الجائحة. نحن بصدد إطلاق حملة تعبئة جديدة في الاقتصاد والقضاء والديمقراطية، لقد أعدنا تشكيل إدارة الاقتصاد، نحن نهدف إلى التنفيذ السريع للتحركات التي من شأنها أن تجعلنا نحقق أهدافنا". (وكالة الأناضول، 2020/11/14م)

 

التعليق:

 

إن الحكّام الذين تكون أقوالهم غير فعالة، وكلماتهم لا معنى لها، ونصائحهم غير مجدية، والذين لا يستفيدون من المشاكل والمصائب، يكادون يتصرفون كأفراد في فيلق يعمل على جرّ المجتمع إلى الكارثة. أولئك الذين نسوا أن مناصبهم ومراكزهم مؤقتة ويجهلون أنهم سيقفون أمام الله يوم الحساب، والذين يرون أن كل طريق مسموح به لهم من أجل الوصول إلى المصالح الدنيوية البسيطة، هم من يحكمون الناس للأسف. إن حقيقة أن حزب العدالة والتنمية، الذي يقترب من 20 عاماً في السلطة، وزعيمه أردوغان لا يزالان يتحدثان عن التعبئة في الاقتصاد والقضاء والديمقراطية، يوجب على أي شخص لديه الإيمان والعقل والاعتبار أن يقلق. ونحن نقول إنه يجب أن نقلق، لأن ما فعلوه هو مقدمة لما سيفعلونه.

 

عندما نلقي نظرة على العملية التي وصل فيها حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا، نعلم أنهم وصلوا إلى السلطة من خلال سياساتهم لحل المشاكل التي يمرّ البلد فيها بأزمة مالية كبيرة وكان التقرير سيئاً في القانون والعدالة. لكن الوقت أظهر أن المجتمع محاط بالديمقراطية، وبالخط الجمهوري القائم على المحسوبية، والفساد، والمصلحة، والوقاحة، والظلم، والديمقراطية المتقدمة. خصخصة سلع بالحقيقة هي من الملكية العامة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات في الأيام الأولى للاقتصاد، ونشر الربا المنخفض في المجتمع، على الرغم من أن الأموال الساخنة القادمة من الخارج لسنوات عديدة أعادت إحياء الأسواق وأعانت الاقتصاد، فقد قلنا إن هذا البالون سينفجر عاجلاً أم آجلاً. إنّ الاعتقاد بأن النظام الرأسمالي، القائم على الاستغلال والأزمات، ستنقذه التعبئة، هو قصور عقلي، إنه يبتعد كل البعد عن الحقيقة.

 

إن هذا القطار الذي يسير على السكة الخاطئة، بأهدافه الوهمية، ومهندسيه المطيعين للغرب، ومرشديه الجهلة، وعرباته المليئة بالحرام والمعاصي، لم يكن ليصل إلى برّ الأمان. لا القاطرة ولا سكة الحديد يمكن أن تتحمل قطار الخطيئة والحرام هذا. إنها لا تفعل ذلك بالفعل. نتحدث عن قانون يشكو فيه حتى وزير العدل من انعدام العدل، ولا أحد يوافق على القرارات المعينة، ولو كان الضعفاء على حق فهم مذنبون، ولو كان الأقوياء مذنبون فهم شرفاء وعلى حق، والعدالة هي ما تحددها وسائل التواصل وحسب التفاعلات! هل سيكون هناك أي اختلاف لإطلاق حركة في نظام قانوني حيث يُسجن آلاف المسلمين ظلماً بسبب أفكارهم، وحيث يُعاقب آلاف الرجال بأخذ شهادات النساء كأساس، وحيث يُسجن آلاف اليافعين الذين تزوجوا في سن مبكرة؟ في الواقع إن التعبئة في هذه المنطقة ستؤدي إلى مزيد من القمع والظلم، وهذا واضح وضوح النهار.

 

على الرغم من أن عمل أردوغان وجهوده ونضاله من أجل الديمقراطية وإصراره على تقدم الديمقراطية خرافات، فلا شك في أن لديه الجانب الأكثر نجاحاً وثباتاً. بحيث إن جميع المشاريع التي تفتح باب الحرام على نطاق واسع في حين إنها كانت نصف مفتوحة بالديمقراطية المتقدمة، والتي قبلت الاتفاقات التي تفسد الأسرة والمجتمع، والتي تعطي حقوقاً للشواذ من خلال سنّ القوانين التي تدمر الأسرة بفتنة الجندر والمساواة، هي كانت الديمقراطية المتقدمة. والتصرف بحماس في هذا الطريق أكثر من الكفار الغربيين أمر مؤلم حقاً. وهذا يعني أن الحرام والجرائم في هذه المناطق تعتبر غير كافية، وستضاف إليها جرائم جديدة بالتعبئة في الديمقراطية.

 

كنت تبحث عن عُمر بن الخطاب في كل مدينة، ولكن حكمك وأعمالك تشبه حال أبي جهل. أن تكون عمرَ يعني أن تكون قادراً على حمد الله عندما تسمع الإجابة "نقومك بالسيوف" على سؤاله للمسلمين "ماذا أنتم فاعلون إن ضللت؟" تقوي فيه الإرادة لتطبيق حكم الله. إنه يمكن أن يقول "لن أشرب إلاّ إذا شرب شعبي هذا" فيما يتعلق بالعصير الذي أحضره له. إنها ليست حياةً أفضل من حياة الخنازير، بينما يكافح الملايين من الناس من أجل الحياة تحت خط الفقر بسبب كثرة أنواع الضرائب والزيادات.

 

أي تسويق للديمقراطية يمكن أن يحل حقيقة أنك أصم أمام صوت العدالة لملايين الناس؟ ما زلت تسوّق للديمقراطية بينما كل أنواع الحرام والعار أصبحت شرعية بأيديكم؟ هل فعلاً تحاول خداع المسلمين عبر هذا النظام الوهمي، بينما السبب الحقيقي لهذه المشاكل وأكثر هو النظام الرأسمالي الديمقراطي، وليس التعبئة ضد الله ودينه؟

 

إذا كنت تريد حقاً أن يكون لديك أمر يجد فيه الجميع الأمان والسعادة، فيجب أن تعمل من أجل الحشد للخلافة، فالخلافة هي نظام الحكم في الإسلام وليس من أجل الديمقراطية. بهذه الطريقة تكون من الفائزين في الدنيا والآخرة. ماذا نقول؟ ما يدور في عقل الإنسان ينطق به لسانه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالإثنين, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع