الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فرنسا تدفع بالديمقراطية في الرمال المتحركة، وأوروبا تسحبها إلى أسفل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فرنسا تدفع بالديمقراطية في الرمال المتحركة، وأوروبا تسحبها إلى أسفل

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

 ماكرون يوجه إنذارا باسم "القيم الجمهورية" للقادة المسلمين.

 

التعليق:

 

لا شك أن فرنسا أطلقت العنان لبغضها وغضبها على الإسلام والمسلمين، وقد ظهر ذلك على مستويات عدة في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، حيث نفذت ألمانيا النازية مذابح ووصمت اليهود وقمعتهم بشكل قاطع. ويتم الاحتفال في كل عام بهذه النتيجة المأساوية لسياستهم الشريرة التي انتهت بمقتل ملايين الأبرياء في العديد من البلدان الأوروبية. الشعار هو: هذا يكفي لا أكثر! لكن على ما يبدو، أنّ المسلمين مستثنون من ذلك.

 

إنّ السياسات الاستبدادية لفرنسا ضد الإسلام والمسلمين تتكشف بسرعة أمام أعيننا، حيث ذكر أحدهم: لقد هاجم الرئيس الفرنسي ماكرون الإسلام بزعمه أن الإسلام "في أزمة". من خلال هذا التصريح، فهو يهاجم إيمان الملايين الذين يعيشون في فرنسا وخارجها. وكأن هذا لم يكن كافياً، بل أيضاً دافع عن حق نشر الرسوم المسيئة التي تهاجم نبينا الحبيب ﷺ. وعلاوةً على ذلك، كانت لديه الجرأة لعرض هذه الرسوم الكرتونية الخبيثة للنبي ﷺ على المباني الحكومية في فرنسا.

 

تم إغلاق العديد من المساجد والمنظمات الإسلامية، وأطلق على المسلمين اسم "الانفصاليين"، حتى إنه تمّ القبض على بعض الأطفال في المدارس وعوملوا كمجرمين، فقط لأنهم عبروا عن كرههم للرسوم الكرتونية المسيئة للرسول ﷺ. وهم الآن يريدون تصعيد هذا القمع أكثر من خلال إعطاء الأطفال رقم تعريف لتعقبهم من أجل تقييد "التعليم المنزلي". يجب أن يكون الأئمة مسجلين ولا يسمح للمسلمين بالتنظيم السياسي. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي دارمانين أن الآباء الذين اشتكوا من الرسوم الكاريكاتورية سيحاكمون بتهمة ارتكاب فعل إجرامي بل سيتم ترحيلهم. وأيضاً، فإن الشكاوى المقدمة من أولياء الأمور بشأن "المواد التعليمية" التي يتم تقديمها لأطفالهم، ستُعتبر من الآن فصاعداً جريمة جنائية.

 

ووجهت فرنسا إنذارا للقادة المسلمين مدته 15 يوما، وطالبتهم بإصدار بيان يفيد بأن المسلمين في فرنسا يرفضون الإسلام السياسي وأي تدخل خارجي من خلال فصل أنفسهم عن بقية الأمة الإسلامية.

 

هذا كله ليس إلا جزء بسيط من الاضطهاد الذي يحدث في فرنسا، ولكنه ملخص للأحداث التي وقعت هذا العام فقط. إن العدوانية التي تستخدمها السلطات الفرنسية، وتراكم السياسات القمعية بسرعة كبيرة، والادعاءات الكاذبة ضد المسلمين في فرنسا، تنبئ للأسف بمزيد من الإجراءات القمعية في المستقبل.

 

في حين إن اللجوء إلى القمع، وتعزيز "الحرية والليبرالية" هو في الوقت نفسه ليس علامةً تدل على الحكمة والمنطق، بل هي بالأحرى علامة على الانهيار الفكري الذي يكشف إفلاس العلمانية في التعامل، ليس فقط مع الأشخاص الذين لديهم أفكار مختلفة في المجتمع، ولكن مع الناس بشكل عام، لأنه من الطبيعي أن الناس يختلفون بين بعضهم بعضا.

 

ومع ذلك، فإنّ الأمر المذهل تماماً أنّ أياً من الدول الغربية لم تحذر من الإجراءات الفرنسية حتى ولو بأدنى طريقة، لا أعني هنا لماذا لم يأخذوا على عاتقهم الوقوف مع المظلومين، لا، بل أعني أنهم لم يرفضوا أو يصوبوا السلطات الفرنسية رسمياً، لأنهم تصرفوا ضد سيادة القانون والمبادئ وأنظمة المعتقدات المشتركة بينهم وما يعتبرونه صحيحاً وروجوا له باعتباره حقيقة عالمية... بدلاً من ذلك، نطق مسؤولو تلك الدول بكلمات تضامن وولاء لفرنسا. من خلال القيام بذلك، فهم يؤكدون إفلاس ديمقراطيتهم العلمانية التي لم يؤمن بها المسلمون، والآن العلمانيون لم يعودوا يؤمنون به.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالاي

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

آخر تعديل علىالخميس, 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع