- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة معاهدة الأمن الجماعي أداة تستخدمها روسيا للحفاظ على نفوذها
(مترجم)
الخبر:
"في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، انعقد الاجتماع السابع عشر للجنة العسكرية حول تطوير التعاون العسكري بين الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي عبر الفيديو كونفرنس.
وتمّت مناقشة التحدّيات والتهديدات للأمن العسكري في مناطق القوقاز وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. وقدّمت عروض من ممثلي هيئة الأركان العامّة للقوات المسلحة لجمهورية أرمينيا وجمهورية بيلاروس وجمهورية قرغيزستان.
وأبلغ الكولونيل جنرال أناتولي سيدوروف، رئيس هيئة الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، أعضاء اللجنة العسكرية بالنتائج الرئيسية للتعاون العسكري للدّول الأعضاء في المنظمة وتوجهات تطويره على المدى المتوسط"، بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للمنظمة.
التعليق:
أنشأت روسيا منظمة معاهدة الأمن الجماعي فور انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1992. ووقّعت أرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبيكستان على معاهدة الأمن في طشقند بأوزبيكستان. وبعد ذلك بعام، وقّعت أذربيجان وجورجيا وبيلاروسيا على الاتفاقية. ومع مرور الوقت، انسحبت أذربيجان وجورجيا وأوزبيكستان من المعاهدة.
تهدف هذه المعاهدة إلى الحفاظ على نفوذ روسيا في هذه الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق، ولا يريد الكرملين أن يفقد البلاد التي يسيطر عليها والغنية بالموارد الطبيعية وذات الموقع الاستراتيجي المهم. تسمح منظمة معاهدة الأمن الجماعي لروسيا بالوجود الفعلي في هذه الدول في شكل قواعد عسكرية، للتّحكم في سياساتها ونهب مواردها الطبيعية.
فعلى سبيل المثال، في طاجيكستان، ظهرت القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 في عام 1945، ولا تزال موجودة هناك، بحجة حفظ الأمن. وفي قرغيزستان، تم تشكيل قاعدة (كانت) العسكرية في عام 1941. وفي كازاخستان، يمكن حصر قائمة كاملة من القواعد العسكرية الروسية، وهي قاعدة بايكونور الفضائية، وأرض تدريب إمبا، وصواريخ بلخاش 9 وجيش الدفاع الفضائي التابع لقوات الفضاء الروسية، ...إلخ.
في الآونة الأخيرة، كان وجود قوة عسكرية ساحقة، وجيش، ودولة واحدة على أراضي دولة أخرى يعني الاستيلاء والاستعمار. إن الوجود الفعلي للقواعد الروسية في هذه البلاد، تحت غطاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي، هو استعمار حديث لها. ومهما يقولون إن استعمار الدول قد توقف، واليوم لا توجد مستعمرات، فإن الاستعمار مستمر وسيستمر.
تهدف اجتماعات منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومناقشتها حول "التحديات والتهديدات للأمن العسكري في مناطق القوقاز وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى" التي يتحدثون عنها إلى حماية حكامهم الدكتاتوريين الدمى، والحفاظ على تأثير المستعمرين على هذه البلاد، خاصة بلاد المسلمين. والأهم من ذلك كله، أن المستعمرين قلقون من صحوة الأمة الإسلامية، وسعيها لاستئناف الحياة الإسلامية في المجتمع والدولة.
بإذن الله تعالى، لن تساعد منظمة معاهدة الأمن الجماعي المحتلين، ولا الحكام الدُمى، على الاحتفاظ بسلطانهم على المسلمين. في المستقبل القريب بإذن الله تعالى وبوعد نبينا الحبيب محمد ﷺ سيطرد المسلمون كل قوى الطاغوت وقواعدها العسكرية من بلادهم ويقيمون الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة.
روى أبو داود الطيالسي عن حذيفة أن رسول الله ﷺ قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ» ثُمَّ سَكَتَ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير