الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تجرعوا من مُرّ كأسكم!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تجرعوا من مُرّ كأسكم!

 


الخبر:


ذكر مراسل الجزيرة في باريس أن عشرات آلاف المتظاهرين يحتجون في ساحة لابستيه وسط العاصمة الفرنسية، وأن مواجهات وقعت بينهم وبين الشرطة التي طوّقت الساحة، ويرفض المحتجون بعض مواد مشروع قانون الأمن الشامل الذي يعاقب من يبثّ صورا لأفراد الأمن بسوء نية، ويرون فيه تهديدا للحريات العامة.


ويقول ممثلو النقابات والصحفيون في فرنسا إن هذه المادة ستلجم الصحفيين عن القيام بدورهم الرقابي على مؤسسات الدولة، ومن بينها جهاز الشرطة.


حيث حمل الكثير من المحتجين لافتات كتب عليها "من سيحمينا من الشرطة؟"، و"أوقفوا عنف الشرطة"، و"ضرب الديمقراطية". (الجزيرة نت)


التعليق:


حيث تنص المادة 24 من القانون الجديد "الأمن الشامل" على عقوبة بالسجن سنة، ودفع غرامة قدرها 45 ألف يورو لمن يبث صور عناصر من الشرطة والدرك بدافع سوء النية، وتقول الحكومة إن هذه المادة تهدف إلى حماية العناصر الذين يتعرضون لحملات كراهية ودعوات للقتل على شبكات التواصل مع الكشف عن تفاصيل من حياتهم الخاصة.


وأيضا يضع مشروع القانون إطارا لاستخدام كاميرات المراقبة والطائرات بدون طيار لمكافحة الإرهاب ومراقبة المظاهرات.


ومن المنتظر أن يقدم مشروع القانون في كانون الثاني المقبل لمجلس الشيوخ الغرفة العليا للتصويت عليه وفي حال تمريره من المنتظر أن يطرح ثانية للتصويت أمام البرلمان، وما زاد في حدة الاستنكار عند نشر صور كاميرات مراقبة تظهر 3 من الشرطة يعتدون بالضرب المبرح على منتج موسيقى من أصول أفريقية.


إن فرنسا اليوم تعاني هي ودول أوروبا قاطبة أزمة اقتصادية وأزمة ديمقراطية لأن النظام الديمقراطي أصلاً لا ينتج اقتصادا عادلا، ناهيك على أن الديمقراطية هي كذبة بان عوارها حيث إنها لم تمارَس كما تبين ولم تكن أصلا إلا غطاء. فإن الغرب وأوروبا تسمح بمنافسة بين حزبين أو أكثر، ولكنها لا تسمح بتكتل مجتمعي طبقي ضد الفئات الحاكمة والأثرياء من مالكي الاقتصاد والمتحكمين في صياغة العملية السياسية.


لماذا اليوم يوضع مثل هذا القانون للتصويت وتفعيله؟


لأنهم على علم تام بما هم مقدمون عليه في أزمتهم الاقتصادية التي هي أصلا نتاج لنظام فاشل استغلالي حول المجتمع إلى طبقات ولعلمهم أن الإعلام الموجه بدأت تتناقص فعاليته في التحكم بوجهة نظر المتابعين له لما فتحت التكنولوجيا من أبواب واسعة للانطلاق لحرية التعبير الحقيقية.


إن حكومات الغرب لا تختلف سياساتها في التصنيف والحصار وتفتيت قوى الاحتجاجات الشعبية عن غيرها من ممارسات أشد قسوة في الدول العربية لأن أصحاب القرار في اتخاذ مثل هذه الإجراءات مصدره واحد، وغايته واحدة، نعم، تحاول فرنسا وغيرها تحويل دفة الصراع بين الصراع الطبقي وأزمة الاقتصاد، وأزمة الديمقراطية وغيرها من الأزمات التي يغرقون فيها إلى صراع ديني وتحويل مجرى الغضب نحو المسلمين وكأنهم هم من جلبوا الديمقراطية وكأنهم هم من أوجدوا الفساد الاقتصادي الناجم عن النظام الرأسمالي والفساد الإداري الذي هو من النظام الرأسمالي نفسه، ولكن وعي المسلمين والتزامهم بأحكام دينهم وضبط الانفعالات يحول دون نجاح هذه الفئة الحاكمة في تحويل الصراع.


لذلك على جميع المسلمين في الغرب قاطبة أن يفصلوا في نوعية الخطاب فهناك خطاب للحكام وطبقتهم وتبيان فساد معتقدهم ونظامهم الرأسمالي وجشعه، وماذا جلب للشعوب الغربية قبل الإسلامية... وهناك خطاب موجه لطبقة الشعب الذين هم أصلا لا يعلمون عن الإسلام شيئا، وأيضا تبيان فساد ما يعيشونه وربطه بما ينص عليه الإسلام وتوضيح أننا وهم في مستنقع الرأسمالية الذي ولّد لنا الشقاء والضنك في العيش وأنه يجب لفظ هذا النظام واستبدال ما يناسب حياتنا كبشر به، وليس كعبيد لفئة صغيرة تحاول السيطرة على مقدرات العالم.


يا أيها العقلاء حول العالم! ألم يحن الوقت لكي نحاول أن نرى من خلف الستار ولا نجعلهم يخدعوننا أكثر وأكثر ويبثون بيننا العداوة والبغضاء وهم أصل الفساد؟!


إن اليوم هو يوم التغيير ليس على مستوى فئة معينة! بل على مستوى العالم، فيجب على أفراد هذا العالم لفظ وتغيير النظام العالمي المتمثل بالرأسمالية الجشعة التي سحبت العالم أجمع إلى حافة الانهيار التي لا مفر من الوقوع بها، لذلك وجب أن تتضح الفكرة ولا نقع في المحظور مرتين بل وجب تغييره إلى ما هو خير للبشرية وإلى ما يجلب لها السعادة وهناء العيش.


أيها المسلمون: إلى متى سنبقى هكذا خاضعين لحكمهم وإذلالهم؟! والمشكلة أننا نعلم تماما في داخلنا أن الحل الوحيد هو الإسلام، الحل الوحيد الذي سينجينا من كل هذا العذاب والضنك، كل واحد منا يعلم في داخله ومتيقن تماما أن دين الله هو الوحيد الذي يعزنا وينصرنا بوصفنا مسلمين وهو المنقذ الوحيد للبشرية.


فكيف عندما نرى دولهم وأنظمتهم وحياتهم كلها تنهار أمامنا وتتصدع جدرانها؟


سارعوا إلى نصرة دينكم وضعوا أيديكم في يد حزب التحرير الذي كان وما زال معكم واقفا كأب ناصح يقوم بتوعيتكم ونصحكم ليل نهار.


أصبحت أصواتنا تملأ أرجاء العالم، فمن منا لا يعلم بحزب التحرير؟ ومن منا لم يسمع بحزب التحرير وهو يصرخ لتوعية الأمة لما يجري حولنا من مؤامرات تسعى حثيثة لتدمير أعظم أمة على الأرض؟


قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع