الأحد، 29 محرّم 1446هـ| 2024/08/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
باعتراف رئيس مجلس السيادة الحكومة عاجزة عن إدارة البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

باعتراف رئيس مجلس السيادة الحكومة عاجزة عن إدارة البلاد

 


الخبر:


أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، في إطار مخاطبته لمناورات تهراقا 4 في 09/12/2020م، أنه بعد مرور عام على الحكومة الانتقالية، ظهر العجز الكامل وازدادت المعاناة، وأكد البرهان أن مجلس شركاء الفترة الانتقالية ليس لديه أي سلطات، ولا يلغي وجود دور المجلس التشريعي، وقال أنجزنا السلام وهو أحد أهم أهداف الثورة في السودان... وجدد العهد بأن يظل الجيش هو هو قوات الشعب الأولى في السودان في حماية حدوده وثورته.

 

التعليق:


إن ما ذكره البرهان في فشل الحكومة الانتقالية هو حقيقة دامغة، وماثلة أمام أعين الجميع، أما ما تطرق إليه من معاناة الناس فهو لا يعدو قطرة في محيط المعاناة الذي غرق فيه أهل السودان، فالحياة في السودان أصبحت جحيما لا يطاق من كثرة الأزمات ونقص في ضرورات الحياة. وهذه ليست هي المرة الأولى التي ينتقد فيها البرهان الحكومة الانتقالية، ففي خطاب سابق له هاجم الحكومة ووصفها بالفاشلة حيث قال: (الفاشلون يريدون أن يعلقوا إخفاقاتهم على مؤسسات الجيش)، وقال: (إن الأوضاع الاقتصادية أصبحت متردية أكثر مما كانت عليه، وتزداد سوءاً، عرضنا على الحكومة كل المساعدات ولكن لم يفعلوا شيئا)، وأصبح البرهان يكثر من مثل هذه الانتقادات، هو والفريق حميدتي وغيرهما من الشق العسكري في المجلس السيادي.


ولمن لا يعرف البرهان، فهو ليس صحفياً، ولا كاتباً مرموقا في صحيفة محترمة، ولا محللاً سياسياً، ولا زعيم معارضة، بل هو رئيس مجلس السيادة في الحكومة الانتقالية، إذ يعد رأس الدولة في السودان، وإن هذه الحكومة التي يمعن البرهان في انتقاد أعمالها، وإبراز فشلها، هو قائد ركبها!! لكن ما يقوله رئيس مجلس السيادة له منطوق، ومفهوم، ومعقول؛ فمنطوقه أن الحالة في السودان تزداد سوءاً، وأن الحكومة عاجزة عن أن تفعل شيئاً، ومفهوم كلامه هذا أن الشق المدني في هذه الحكومة عاجز عن إدارة دفة البلد، حيث إن السودان مليء بالخيرات لكن تنقصها الإدارة الصحيحة للموارد. أما معقول الكلام فيشير إلى أن الشق العسكري في الحكومة الانتقالية هو الذي حقق السلام، وأن هذا هو أحد استحقاقات الثورة، فهو يريد أن يقول: (نحن القادرون عنلى تحقيق ما تبقى من تلك الاستحقاقات). وفي صعيد متصل ذهب كثير من المحللين إلى أن تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية بهيئته الحالية، وبالصلاحيات التي أعطيت له هو بمثابة انقلاب داخل الحكومة.


إن أهل السودان ظلوا يتقلبون في المآسي منذ زمن تحت حكم العسكر تارة، وفي ظل الحكم المدني تارة أخرى، فهذه المعادلة الصفرية يجب أن يعاد النظر في أجزائها. إن أهل السودان ليسوا محل تجارب، فقد عشنا عهود العسكر لفترات وفترات تحت حكم المدنيين وتجارب الحكومات الانتقالية، وهذا هو الجانب المتغير في هذه المعادلة الصفرية، ولكن الثابت منها في كل هذه الحقب هو النظام المطبق على أهل السودان، فالنظام الرأسمالي هو الذي ظل مطبقاً من جميع الأطراف، فهو أس الداء ورأس البلاء، وقد مر على السودان حكام كانوا عفيفي اليد واللسان، ولكن المعاناة كانت هي المحصلة النهائية لحكمهم، فحالنا كحال موسى عليه السلام حينما تقطعت به السبل، وحار به الدليل وأنهكته الفاقة، فما كان منه إلا أن توجه إلى الله في أدب جم، إذ يقول: ﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾.


أما آن لنا أن نتوجه إلى الله تعالى فنقول كما قال سيدنا موسى عليه السلام، ربنا إنك أنزلت علينا نعما لا تحصى، ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾، ومن الخير أكثره، ومن النظام أحسنه، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾؟! اللهم وفقنا أن نطبق النظام الذي أنزلت، فيكون حالنا كحال أهل القرى لما أصلحوا حالهم ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.


إن مشكلة السودان ليست من يحكم؛ عسكري أم حزبي مدني، أم كفاءات، بل إن المشكلة تكمن في النظام السياسي الذي يقود البلاد، فإن لم ننسلخ من النظام الرأسمالي الذي طحن أهل السودان فلن نخرج من الدائرة التي رسمها الاستعمار، ويدور في فلكها السياسيون لأكثر من ستين عاما.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع