الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل النظام السعودي يدعم القضية الفلسطينية أم يدعسها؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل النظام السعودي يدعم القضية الفلسطينية أم يدعسها؟!

 

 

 

الخبر:

 

   بعد نحو أسبوعين من كشف وسائل إعلام في كيان يهود عن زيارة سرية لرئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو للسعودية، جدد مجلس الوزراء السعودي موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية، قائلا: "إنها قضية عربية أساسية، ولم تتوان السعودية في الدفاع عنها". وقال المجلس في بيان له: "إن القضية لا تزال على رأس القضايا التي تدعمها المملكة في سياستها الخارجية"، مجدِّداً كذلك "التمسك بمبادرة السلام العربية 2002م". (الجزيرة 2020/12/09م بتصرف بسيط).

 

التعليق:

 

كيف يدعي النظام السعودي دعمه للقضية الفلسطينية وولي العهد محمد بن سلمان يستقبل رئيس وزراء الكيان المحتل لفلسطين ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين وبرعاية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟!! ولماذا ينفي وزير الخارجية السعودي هذا اللقاء؟!

 

كيف يدعي النظام السعودي دعمه للقضية الفلسطينية وابن سلمان يقول لمجلة أمريكية في نيسان/أبريل الماضي إنه يحق لـ(الإسرائيليين) العيش بسلام على أرضهم؟ ومستشار الرئيس الأمريكي يؤكد أن انضمام السعودية للتطبيع أمر حتمي؟!

 

كيف يدعي النظام السعودي دعمه للقضية الفلسطينية ووزير خارجيته فيصل بن فرحان آل سعود يعتبرها قضية (عربية) أساسية، ويرى أن التركيز الآن يجب أن يخصص لإعادة الفلسطينيين ويهود إلى طاولة المفاوضات، كما ويؤكد التزام المملكة بالسلام وأنه ضرورة استراتيجية للمنطقة، وأن التطبيع مع كيان يهود في نهاية المطاف سوف يحصل وهو جزء من ذلك؟! ومُجدِّداً تمسك المملكة بمبادرة السلام العربية 2002م.

 

أليس التطبيع مع المغتصب للأرض المباركة هو اعتراف بسيادته على هذه البقعة الطاهرة من أرض المسلمين ومقدساتهم، وبالتالي تنازل مهين يؤدي إلى عدة لاءات منها: لا للمقاطعة، ولا للقتال ولا لاسترداد الأرض والمقدسات؟!

 

لقد أكدت السعودية مرة تلو الأخرى، تلك العقلية المتآمرة على قضية فلسطين، وهي تغطي جرائم يهود في كل مرة، فهي كعادة سائر الحكام يَرُدّون على المجازر بالمبادرة العربية للسلام، فقد تبنت القمة العربية عام 1982م مبادرة الملك فهد للسلام ردا على جريمة اجتياح لبنان. وكان شارون قد ردّ على تلك المبادرة بجريمة صبرا وشاتيلا، ثم في عام 2002م تبنت القمة العربية المبادرة التي تبناها الأمير السعودي عبد الله (ولم يكن وقتها ملكا بعد) ليعرضها على العرب في ظل أجواء كانت مشحونة بسبب جرائم الاحتلال اليهودي والحاجة للتهدئة، وهي مبادرة أمريكية الأصل، ومن إعداد الإعلامي والمنظِّر الأمريكي من أصل يهودي توماس فريدمان ثم صارت تسمى بـ"المبادرة العربية للسلام"، وكان الرد عليها أيضا باجتياح جديد وسحق لمخيم جنين.

 

إن العديد من الأنظمة العربية كانت قد سارعت وهرولت نحو التطبيع مع الكيان المحتل فجاءت تلك المبادرة العربية وعلى مبدأ "الأرض مقابل السلام" عرضت أن يكون التطبيع الكامل مع الكيان المحتل في مقابل الانسحاب إلى حدود 1967م ومن ضمنه الجولان.

 

وها هو ملك الأردن عبد الله الثاني الذي يدعي أنه من أبرز المدافعين عن فلسطين ومقدساتها كان قد قال عام 2005م: "نحن نحاول إحياء المبادرة العربية لمنح (إسرائيل) علاقة ممتدة وعميقة مع العالم العربي"، وقبل أيام وخلال افتتاحه الدورة غير العادية للبرلمان التاسع عشر في 2020/12/10م قال في كلمة له: "إن تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين هو خيارنا الاستراتيجي.. وإننا لم ولن نتوانى يوما في الدفاع عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها".

 

إن هؤلاء الرويبضات الذين صاروا يعلنون الواحد تلو الآخر عن التطبيع مع الكيان المحتل ويظهرونه للعلن بعد أن كان سرا، ما هم إلا عجلات دبابات العدو التي تعمل على دعس القضية الفلسطينية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أيها المسلمون في بقاع الأرض قاطبة، وفي فلسطين بشكل خاص، يقول الله تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ وهو سبحانه قد كلفنا بما نطيق من تكاليف والتزامات وعلى رأسها العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وفي الوقت نفسه تكفل لنا بما لا نطيق من تهيئة للظروف العالمية من حولنا لتكون عونا لنا في مواجهة المصائب بصبر وهمة عالية ودون استعجال للنتائج.

 

إن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين المصيرية التي يتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت، وهذه لا تحل بالمفاوضات والتنازلات ولا بالمعاهدات والمواثيق الدولية ولا بالسلام العادل والشامل (على حد زعمهم)، ولا تحرر فلسطين بالأعمال الجهادية الفردية أو الحزبية، وإنما بجيوش إسلامية يرسلها خليفة المسلمين لتواجه جيش كيان يهود ومن يسانده من جيوش الكفار الدولية، لذلك فلنجعل من تحرير القدس من يد الغزاة الصليبيين على يد جيوش المسلمين بقيادة البطل صلاح الدين الأيوبي وفي كيفية مواجهته لجيوش الغرب الصليبي مجتمعة واستحقاقه لنصر الله سبحانه وتعالى، مثالاً لنا نحتذي به.

 

إننا نتوق لرؤية رايات وألوية العقاب وقد علت في كل مكان، ووجوه المسلمين وقد عمّها البِشر وألسنتهم تلهج بالحمد والشكر، نتوق لفتح بوابات القدس والأقصى لجميع المسلمين دون أي عائق، لإقامة صلوات الجمع والجماعات والخطب والدروس ويكون الأقصى منطلقا لتحرك جيوش الخلافة الراشدة للفتوحات، نسأل اللهَ أن يجعل ذلك قريبا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

آخر تعديل علىالأربعاء, 16 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع