الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الانتخابات الأمريكية أثبتت أن أمريكا لا تستحق أن تكون الدولة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الانتخابات الأمريكية أثبتت أن أمريكا لا تستحق أن تكون الدولة الأولى

 

 

 

الخبر:

 

أقر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل الثلاثاء بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن، قائلا: "المجمع الانتخابي قال كلمته وأود تاليا اليوم تهنئة الرئيس المنتخب جو بايدن". يذكر أن دونالد ترامب لا يزال يرفض الإقرار بهزيمته متحدثا من دون أدلة عن عمليات تزوير كبيرة.

 

التعليق:

 

لقد تابع العالم مهزلة الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتصريحات ترامب المتعددة والغريبة جدا والسيناريوهات التي فرضت نفسها أو المتوقعة سواء أكانت ممكنة الحدوث أم بعيدة، وتصريحات كبار السياسيين والعسكريين، بل حتى ترامب نفسه ومعه قطاع كبير جدا من الأمريكيين أظهر في تصريحاته ومواقفه العلنية أنه لا يثق إطلاقا بالنظام الانتخابي الأمريكي ولا بنزاهة العملية الانتخابية، وأنه ليس على استعداد لقبول النتيجة التي تنتهي إليها العملية الديمقراطية.. اتهامات بالتزوير، وتزييف إرادة الناخبين وسرقة الانتخابات، وأموات يدلون بأصواتهم، ومنع المندوبين من حضور عمليات عدّ الأصوات...الخ.

 

هذه الممارسات متوقعة الحدوث في أي دولة في العالم خاصة الدول الدكتاتورية وكيف أن أمريكا كانت تتهم المعارضة لأهداف سياسية في دول معينة وتغض النظر عن دول تابعة لها، لكننا اليوم نجد رأس الدولة الأمريكية هو الذي يقول هذا عن ديمقراطية بلاده ونظامها الانتخابي وكذب الديمقراطية الأمريكية، وإلا كيف نفهم اتهامات ترامب بالتزوير قبل الانتخابات والحديث عن التزوير وكيف نفهم كلامه بعدم ترك البيت الأبيض وطلب إعادة الفرز وتدخل المحكمة؟!

 

إن أمريكا قد تراجعت بشكل كبير ولم تعد النموذج العالمي السابق ولا الحلم الأمريكي بل أصبحت بلد التناقضات والعنصرية والخوف والدمار ودولة الإرهاب العالمي والبلطجة، دولة يتناقض فيها السياسيون على حساب الدولة ويتحدث المترشحون حتى عن قضايا شخصية بدلا من التركيز على برنامج سياسي لا يملكه المبدأ ولا يستنبطه رجل الدولة، بل أصبح همّ رجال الحكم المصالح الشخصية. وأثبتت التجارب الأخيرة بشكل كبير أنها لا تستحق أن تكون الدولة الأولى عالميا وأن بقاء مكانتها مرهون بقوتها العسكرية وقوة هيمنتها الاقتصادية التي بدأت تتآكل مع بروز قوى اقتصادية أخرى مع انهيار المبدأ والمدرسة الأمريكية والتي وأدتها الممارسات السياسية من الإرادة السياسية خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية وعجز رجال الحكم أن يرتقوا لتنفيذ خطط محمكة إن وجدت.

 

مشكلة كبيرة جدا أن يكون بقاء الدولة مرهوناً بالقوة العسكرية والأدوات الاقتصادية مع غياب المبدأ وغياب الإبداع ورجل الدولة السياسي والوسط السياسي، إنها تنذر بسقوط مدو وكبير جدا لكنها تحتاج إلى كيان آخر يزيل بقايا تلك المهزلة، التي أرهقت العالم كله فكرا وممارسة، فقد آن الأوان لذهاب الولايات المتحدة فكرا وكيانا بلا رجعة ليحل مكانها مبدأ رباني وكيان سياسي ينتقل بالعالم إلى مراتب الإنسانية بدل درك الحيوان.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

آخر تعديل علىالأربعاء, 16 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع