- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع لقاحات كورونا
الخبر:
تواتر الأخبار عن التوصل للقاحات مرض كوفيد-19 من عدة دول غربية وشرقية وجدل كبير يحتل الإعلام العالمي حول نجاعة وأمان اللقاح.
التعليق:
لقد مر عام كامل على ظهور مرض كوفيد-19 المعروف بمرض كورونا، ظهر بداية في الصين وبعدها انتشر في العالم كالنار في الهشيم، وبالرغم من أن المرض ينتشر بسرعة إلا أن حالات الوفاة كنسبة مئوية ليست عالية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك نسبة ليست بسيطة تظهر عليهم الأعراض مخيفة وبعض المرضى يعانون من هزال وأعراض في مرحلة ما بعد شفائهم من المرض، وقد لوحظ أن هناك أشخاصاً قد أصيبوا مرة أخرى بهذا المرض في فترات زمنية ليست متباعدة.
قامت الشركات الطبية العالمية بالدراسات وتسابقت بالأبحاث للتعرف على ماهية المرض وإيجاد العلاج المناسب له، وقد تضاربت المعلومات حول المرض في كيفية انتشاره وظروف العدوى وتأثير درجات الحرارة عليه وآلية عمله واختياره للمرضى وكيفية التعامل معه.
إلا أن المؤسف حقا هو تخبط دول العالم في التعامل مع هذا الوباء مما أظهر عوارها وضعفها وأنها لا تقيم وزنا للناس، ولا اعتبار لديها سوى للمال وكيفية استغلال الوباء في زيادة ثروة الأثرياء وأصحاب رؤوس المال، فأطلقت العنان للشركات الدوائية وأصبحت الحكومات تدعمها إعلاميا وتبث نجاحاتها وأنها، أي شركات الأدوية، قريبا ستصل إلى اللقاح، وفي خضم ذلك نقول:
لماذا لا تنصبّ الأبحاث العلمية الطبية على إنتاج العلاج لمرض كورونا بدلا من التسابق في إنتاج اللقاح خاصةً إذا علمنا تكرر الإصابة للشخص أكثر من مرة؟!
تتسابق الدول فيما بينها على إنتاج اللقاح ولا تتعامل مع نجاعة وأمان اللقاح كما يجب، بل إن منظمة الصحة العالمية أعطت بعض اللقاحات ترخيص طوارئ؛ ما يعني أنه لا يجوز لأي جهة ملاحقة تلك الشركات قانونيا في حال فشل اللقاح.
تقوم دول العالم المنتجة للقاح بتجربته على الشعوب الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة حتى وإن كانوا من بعض شعوبها؛ فمصر مثلا تأخذ اللقاح من الصين الذي أنتجته بشكل سري ولا تتوفر للجمهور معلومات كافية عنه، وروسيا تجربه على بعض من شعبها، وكذلك أمريكا على دول من العالم الثالث، أي أن الدول والشركات المنتجة لهذه اللقاحات تقوم بإتمام مراحل اعتماد اللقاح على الناس غير آبهة بهم، وللأسف توفر لها منظمة الصحة العالمية الغطاء بحجة حالة الطوارئ في العالم.
يجب أن يكون معلوما أن ما يحدث اليوم في العالم ليس غريبا في ظل سيطرة النظام الرأسمالي الجشع على العالم؛ ذلك أنه لا يهمه الناس ورعايتهم، بل ما يهمه هو المال وأن يتحكموا بالعالم وأن يستغلوا آلام وأمراض وحياة الشعوب ويستثمروها في ما يريدون، وهذا الجشع والظلم والفساد تنبه له الناس فهم لا يثقون في هذه اللقاحات وهذا ما أثار جدلا واسعا بخصوصه.
إن الذي يجب أن يوضع في سلم أولويات الحكومات والجهات الرسمية في الدولة هو حياة رعاياها، فهي من أعظم القيم العليا للمجتمع، ومما لا شك فيه أن الحكومة الوحيدة التي قامت بذلك طوال قرون هي دولة الخلافة على مر عصورها، نسأل الله تعالى أن يعجل لنا بدولة الإسلام والمسلمين الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، عندها ستنعم البشرية بالأمن والأمان وسترتاح من ظلم الرأسمالية وجشعها وظلمها الذي يهدد حياة الإنسان في كل أرجاء المعمورة، اللهم اجعل ذلك قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي