- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
محاولات دمج كيان يهود اقتصاديا في المنطقة
خيانة لله ورسوله والأمة
الخبر:
القدس (رويترز - بتصرف) قال وزير المالية والبنك المركزي في كيان يهود يوم الاثنين إن كيانه والاتحاد الأوروبي أطلقا محادثات لتعميق التعاون الاقتصادي وناقشا إمكانية إيجاد ممر تجاري جديد بين شرق المتوسط ودول الخليج. وظهرت فكرة إنشاء "سكة حديد السلام في المنطقة"، والتي ستدعم اقتصادات كيان يهود والأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول خليجية أخرى، خلال مناقشات سنوية ركزت أيضا على تأثير أزمة فيروس كورونا.
وقال بنك كيان يهود المركزي إن خط السكك الحديدية الجديد سيكون طريقا أقصر وأسرع وأقل تكلفة وأكثر أمانا للربط بين الشرق والغرب بدلا من طرق التجارة الحالية. ولم يعط مزيدا من التفاصيل فيما يتعلق بجدوى مثل هذا المشروع. جاءت المناقشة بعد أن وقع كيان يهود في الآونة الأخيرة اتفاقين لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.
التعليق:
يستمر مسلسل التآمر على الأمة وقضاياها المركزية وخاصة قضية فلسطين بالمحاولات المتكررة من أنظمة الضرار (الدول العربية) في تجذير علاقاتها مع كيان يهود لتؤكد في كل مرة على مضيّها في علاقاتها الاستراتيجية مع هذا الكيان المسخ، وتمكينه والاعتراف به كدولة، والتعاون الوثيق معه لجعله قوة إقليمية اقتصادية تحت المظلة الاستعمارية الأمريكية الكافرة.
فالنظام في الأردن يؤكد كأشقائه في الخيانة الإمارات والبحرين والسعودية، إدماج كيان يهود المسخ في المنطقة، فها هو وزير النقل الأردني السابق الدكتور خالد وليد سيف يصرح عن انتهاء وزارته من إعادة تأهيل الدراسات والمخططات السابقة لمشروع سكة حديد حيفا الذي يربط الأردن والدول العربية بفلسطين المحتلة. وأضاف: قريبا؛ ستستقبل الوزارة الراغبين في الاستثمار في مشاريع سكة الحديد من مختلف الدول والجنسيات، لا يوجد "فيتو" على أي مستثمر. (جفرا نيوز 2020/2/5).
وهذا المشروع بمرحلته الأولى الذي يسمى (حيفا – إربد) وفقا للمخططات يجري الربط فيه بين مشروع السكة في مدينتي حيفا في فلسطين المحتلة وإربد الأردنية، ولاحقا الأنبار وبغداد، والخليج العربي، هو مشروع يهودي أعلن عنه مؤخراً وزير النقل والاستخبارات في كيان يهود يسرائيل كاتس، خلال مؤتمر النقل الدولي الذي أقيم في العاصمة العمانية مسقط في 2018/11/6، حيث قال: "سيمتد هذا الخط شرقا إلى معبر الشيخ حسين (بين الأردن وفلسطين)، ويتجه جنوبا إلى معبر الجلمة في الضفة الغربية؛ بحيث يمكن للفلسطينيين الارتباط به لتصدير واستيراد البضائع عبر ميناء حيفا، وأيضا باتجاه الشرق نحو الأردن والسعودية ودول الخليج".
وكشفت وزارة الخارجية في كيان يهود لاحقاً عن مشروع السكك الحديدية لـ"تعزيز السلام الإقليمي"، الذي طرحه وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلال زيارته إلى الإمارات مؤخرا (2019/7/1)، وأوضحت الوزارة عبر صفحتها أن "قطار المرج الذي يمتد بين بلدتي حيفا وبيت شان، الذي بني على المسار التاريخي لخط حديد الحجاز وافتتح من جديد عام 2016، سيتم تمديده حتى الحدود الأردنية إلى معبر نهر الأردن الحدودي، الشيخ حسين، وقالت الوزارة إنه سيقام في الأردن ميناء شحن بري كبير ومعاصر سيعمل على نقل الشحنات إلى جميع دول المنطقة مما "سيساهم في تعزيز الاقتصاد الأردني إلى حد كبير". (الأردن (جو -24) 2019/07/26).
وقال ديفيد أغناتيوس في واشنطن بوست بتاريخ 2017/5/11 "إن كاتس عرض خطته على غرينبلات مبعوث الرئيس ترامب للمفاوضات الدولية، حيث يسعى كاتس لنيل تأييد أمريكا"، والواقع أن أمريكا هي من تسعى لتكون المشاريع التي تعمل على تحقيقها من خلال كيان يهود وإذعان حكام بلاد المسلمين في الخليج والشرق الأوسط، تصب في استراتيجية السيطرة الحصرية على الثروات الهائلة كغاز شرق المتوسط وتأمين مرور النفط من الخليج، فمساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، اعتبر أن المخطط "داعم للجهود الأمريكية"، في إشارة إلى خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وفي مؤتمر المنامة عرض جاريد كوشنر خطة الشق الاقتصادي لصفقة ترامب المتعلقة بالأردن، وورد فيها، تخصيص مليار و825 مليون دولار لدعم مشروع السكك الحديدية الوطني المقترح من الأردن لتطوير شبكة سكة حديد إقليمية، ومن المتوقع أن تشمل خط سكة حديد يربط عمان بالعقبة، وإمكانية تمديد السكك الحديدية الإضافية إلى الخليج العربي. (عمان نت 2019/06/26).
فواضح من الشواهد السابقة أن هذا المشروع هو تسويق لكيان يهود باستخدام واستغلال الوساطة الأردنية لتسهيل اختراق العمق العربي سياسياً واقتصادياً والذي لا يمكن أن يتم بدونه فهو حلقة الوصل الاستراتيجية للمشروع المزمع، ولخطورة المشروع يجري تنفيذه على الأرض دون لفت نظر الناس تجنباً لإثارة النقمة والاستنفار الشعبي الرافض لكل العلاقات مع كيان يهود، فقد جرت استملاكات هائلة على مسار خط سكة الحديد المقترح بحجة النفع العام، وتمت الإشارة إليه في لقاء الملك مع رؤساء الوزراء السابقين حيث برزت في النقاش الملكي عبارة "سكة حديد" ببعد إقليمي، الكلام ضمنيا عن مشروع ضخم لإقامة سكة حديد يراهن الأردن عليه لكي يتحول إلى "بؤرة لوجستية مهمة" في حركة شحن وتجارة ترانزيت على مستوى العلاقة بين الشرق الأوسط وأوروبا، والمشروع أضخم بكثير مما يعتقده أصحاب أراض في شمال وشرق الأردن استملكت عقاراتهم منذ أشهر بملايين الدنانير باسم المنفعة العامة. (القدس العربي 11 آذار/مارس 2019).
لقد بات واضحا أن الانظمة الخائنة في المنطقة تسعى جاهدة لتسويق كيان يهود اقتصادياً بعد أن سوقته سياسياً لطي صفحة الصراع مع هذا الكيان - ومن أجل هذا وجدوا -. إن ما تسعى إليه الأمة وهي مستنفرة من أفعال يهود واعتداءاتهم التي لم تتوقف منذ احتلالهم لفلسطين، هو غير ما يسعى إليه حكامها، فهذه المشاريع الاستسلامية المتتالية مع كيان يهود التي تنفذ سراً وعلانية، لا تدل إلا على استراتيجية الإذعان والتعاون مع كيان يهود مهما فعل. وإن الأمة تتشوق لقتال يهود واستئصالهم من جذورهم وطردهم من بلاد المسلمين، امتثالا لأمر الله عز وجل، ولا بد من وقفة واعية مخلصة ضد تنفيذ هذه المشاريع الاستعمارية الأمريكية اليهودية التي تحقق جزءٌ منها على الأرض، فلتكن لكم وقفة عز وكرامة يرضى عنها الله ورسوله بإسقاط مثل هذه المشاريع ورفضها رفضاً قاطعاً وعلى رأسها مشروع سكة الحديد الآنف الذكر الذي يجعل من المنطقة بوابة انفتاح لتحقيق مصالح الكافر المستعمر السياسية والاقتصادية.
ولا شك أن الحل الجذري لهذه الأوضاع المأساوية التي تعاني منها الأمة هو بعودة دولة الخلافة التي تحمي بيضة الإسلام وتحسن تطبيقه وتقود الجيوش لتحرير كل فلسطين وتطرد نفوذ الغرب وتقضي على أدوات تمكينه في بلاد المسلمين، وهذا وعد من الله سيتحقق قريباً بإذن الله، وحتى ذلك الحين لا بد من عملكم على وأد كل المشاريع التي يسعى إليها الحكام مع يهود بالإضافة إلى عملكم لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مع العاملين لها ونصرتهم.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عمر محمد الفاروق