- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بريطانيا تتهم طفلاً مسلماً عمره 4 سنوات بالتطرف!
الخبر:
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 31 كانون الثاني/يناير 2021، بأنّه تمّ إحالة طفل مسلم يبلغ من العمر 4 سنوات لبرنامج حكومي لمكافحة التطرف في بريطانيا المسمى باستراتيجية Prevent (المنع)، وذلك في أيلول/سبتمبر 2019 بعد أن تحدث عن لعبة الفيديو الشهيرة Fortnite في نادٍ للتجمع الطلابي بعد المدرسة، حيث قال إنّ والده كان لديه "أسلحة وقنابل في سقيفته". إلا أنّ نصوص محادثة مع أحد العاملين في النادي تكشف أنّ الإشارة إلى الأسلحة كانت مرتبطة بلعبة الفيديو. وبعد إحالة الطفل سرعان ما ثبت أنه كان في منزل والده في الليلة السابقة، حيث كان يلعب مع ابن عمه لعبة Fortnite، التي تضم أكثر من 350 مليون لاعب مسجل وتتضمن شخصيات تجمع الأسلحة والقنابل. (ساسة بوست)
التعليق:
لقد أصابت والدة الطفل في حديثها مع صحيفة Observer كبد الحقيقة عندما قالت بأنّه "لو كان ابنها أبيض اللون وليس مسلماً، لما كان قد اعتبر عرضة لخطر التطرف"، فابن السنوات الأربع يصنّف كمجرم محتمل في المستقبل بناء على لعبة فيديو لعبها مع ابن عمه، فيأتي ضابط إلى بيته ليلاً وكأنّه مجرم ليطرح على عائلته أسئلة بشأن البلاغ! فأين حقوق الطفل التي يدّعون؟! ألا يعتبر سحب الأطفال من عائلاتهم وإلحاقهم بهذه البرامج انتهاكا لأبسط حقوقهم بالعيش مع والديهم؟! ألا يعتبر اقتحام البيوت ليلا والتحقيق مع الأطفال وذويهم وكأنهم مجرمون إرهاباً وتخويفاً لهم؟!
وليست بريطانيا الوحيدة في اتباع هذا الأسلوب في المراقبة والتتبع للمسلمين تحت ستار (التطرف والإرهاب) اللذين يتم إلصاقهما بالإسلام والمسلمين ويستعملان شمّاعة للتنكيل بالمسلمين وملاحقتهم، فهي سياسة متبعة في العديد من الدول الغربية إن لم تكن جميعها، وتركز برامج المراقبة والتتبع هذه على الأجيال الناشئة في محاولة منها لطمس الهوية والثقافة الإسلامية في نفوسهم، وتنشئتهم على القيم والأفكار الغربية، وقد رأينا كيف احتجزت الشرطة الفرنسية 4 أطفال تبلغ أعمارهم 10 أعوام لأكثر من 11 ساعة في مدينة ألبرفيل جنوب شرقي فرنسا، بتهم تتعلق بـ"تبرير الإرهاب" بعدما اقتحمت البيوت ليلاً وكسرت الأبواب، بسبب إجاباتهم على أسئلة المعلمين حول الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة إلى النبي ﷺ وبيان موقفهم الرافض لهذه الرسوم.
لقد زادت هذه القضية من حدة انزعاج المسلمين من البرنامج الذي وُصف بأنه معادٍ لهم ومتحيز ضدهم ويعمل على تشويه صورة الإسلام، ومما يؤكد هذا التحيز والتشويه أنّ الحكومة البريطانية عيّنت شخصية مثيرة للجدل لإجراء مراجعة مستقلة للبرنامج، حيث عينت ويليام شوكروس لمراجعة بريفنت، فتاريخ هذا الرجل يشير إلى أنّه يميل إلى تكبير مشاكل المسلمين واستهدافهم، وكان شوكروس مديرا لمركز أبحاث يميني هو "جمعية هنري جاكسون"، وفي تصريحات له قبل ما يقارب 10 أعوام بأنّ: "أوروبا والإسلام هما أكبر المشاكل وأكثرها رعبا لمستقبلنا. وأعتقد أنّ الدول الأوروبية لديها أعداد متزايدة من المسلمين وبسرعة". وأثناء عمله مديرا لمفوضية الجمعيات الخيرية في إنجلترا وويلز، اتهم شوكروس المؤسسات الإسلامية بالتطرف بناء على افتراضات غير مبررة.
لقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه العزيز بالعداء والحقد الذي يحمله الكفار للإسلام والمسلمين فقال جلّ من قائل: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، وأخبرنا أيضا بأنّه قد تكفّل بحفظ دينه وإظهاره ولو كره الكافرون ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، فمهما تفننوا في طرق وأساليب محاربة الإسلام والمسلمين، فإنّ الغلبة لهذا الدين، وسيواصل الانتشار في بلادهم، وستبقى الأجيال المسلمة تنشأ على الإسلام وأحكامه ولا تقبل المهادنة فيها، وسيخرج منهم من ينصر هذا الدين بإذن الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة