الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شقاء العالم سببه الرأسمالية ولن يرفعه أن تجعل للإنسانية يوماً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شقاء العالم سببه الرأسمالية ولن يرفعه أن تجعل للإنسانية يوماً

 

 

 

الخبر:

 

نشر الحساب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس 2021/2/4م، سلسلة تغريدات للاحتفاء بمناسبة "اليوم العالمي للأخوة الإنسانية" فقال السيسي إن هذه المناسبة "تذكرنا جميعا بأهمية الحوار لفهم وتقبل الآخر، كما تذكرنا بأهمية تعزيز التعاون لنبذ التعصب والتصدي لخطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والعدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار". وأضاف "نسعى دوما لتوطيد دعائم الأخوة بين أبناء المجتمع كنسيج وطني واحد يتمتعون بجميع حقوقهم دون تمييز، ونتصدى لدعاوى الكراهية والتحريض على العنف".

 

التعليق:

 

الرأسمالية هي سبب شقاء العالم بكل إفرازاتها ومنها هؤلاء الحكام الذين يحكمون بلادنا، وهذا اليوم الذي يتشدقون به وتلك الوثيقة التي وضعوها سابقا والتي أقرها ووقع عليها شيخ الأزهر مدعيا تمثيل الأمة الإسلامية وبابا الفاتيكان، وهي وثيقة في ذاتها تنازل عن الإسلام وشرعه ومحاولة لتفريغه من عقيدته السياسية، لن تنال منه شيئا، والعالم اليوم لا يحتاج إلى تلك الوثيقة ولا هذا اليوم بقدر حاجته للتخلص من الرأسمالية وإفرازاتها الخبيثة.

 

عندما تنشد الرأسمالية يتغنى ويترنم الحكام العملاء وربما يرقصون طربا ليظن الناس أن لما أحدثته واقعا ووقعا في النفوس، هذا هو واقع وثيقة الإنسانية التي لا تعترف بها الأمة بل ربما لا يعرف الناس عنها الكثير وعن يومها الذي وضعوه وكأنه يوم مقدس مظنة أن يكون له وقع في نفوس الناس ككثير من الأيام التي استحدثوها، إلا أن خبث الفكرة هنا يصطدم بعقيدة الأمة التي يحاولون تدجينها وإرغامها على التخلي عن دينها واعتناق دين الإنسانية الجديد الذي يسوقون له، إسلام جديد ليس فيه دعوة ولا جهاد ولا دولة ولا شريعة ولا أحكام، أي تحويله لدين كهنوتي لا يتجاوز العبادات الفردية فقط أما باقي أنظمة الحياة وحتى العلاقات فتنظم حسب رؤية الغرب ولا علاقة للشرع وأحكامه بها، هذا ما يراد بهذه، وهذا هو الحوار الذي يتشدقون به، وهذا هو تقبل الآخر ونبذ التعصب الذي يتكلمون عنه، وتلك هي قيم التسامح والعدل والمساواة التي يجرون الأمة لها ويطالبوننا بقبولها، تسامح يسمح للغرب بتملك رقاب الناس ويمنع الأمة من الانعتاق من تبعيته، تسامح لم نره من الغرب الذي قتل النساء والأطفال والشيوخ وهتك الأعراض في العراق وأفغانستان واليمن وقبلها في البوسنة وكشمير وغيرها من بلاد الإسلام الضائعة والتي لم تذق خيرا منذ هدم الخلافة.

 

إن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى نظام بديل قادر على التصدي لتغول الرأسمالية وتوحشها، وليس أقدر على ذلك من الإسلام بنظامه ودولته التي كانت سدا منيعا أمام تغول الرأسمالية على الناس قبل هدمها حتى في حال ضعفها، فلما تكالب الغرب عليها وأسقطها صار الناس وخاصة أمة الإسلام بين فكي الرحى، صاروا أيتاما على موائد اللئام، يكتوون بلظى نيران الرأسمالية التي تلهب الظهور وتقتات على الجهود والثروات وتنهب ما يدخر الناس لقوت عيالهم. ولا نجاة لنا إلا بالإسلام ودولته التي تخرج الناس من الظلمات إلى النور وتنهي استعباد الرأسمالية للبشر والشجر والحجر، وتمنحهم سعة الدنيا والآخرة، وتخرجهم من جور الأنظمة التي وضعها البشر إلى عدل الإسلام الذي ليس فوقه عدل.

 

إن ما يغرد به الرئيس المصري ليتناغم مع أقرانه العملاء، ولعله يخطب به ود سيده الجديد في البيت الأبيض، الذي يدعي الحرص على حقوق الإنسان بينما بلاده تنهب ثروات الناس شرقا وغربا وتقتل وتغتصب تحت سمعه وبصره، وهو نفسه لم يكن بعيدا عن سياسات النظام ولا دوائر صنع القرار في أمريكا، فلا يستغرب منه اللعب على مشاعر الناس شأنه شأن كل الساسة الأمريكيين الذين يحترفون الكذب، أما حكام بلادنا فهم كشأن كل العملاء يقتاتون على كل الموائد ويطيعون من بيده الزمام، فلا يستغرب منهم الانبطاح، وإنما يستغرب صمت المخلصين في جيش الكنانة على خيانة هؤلاء الحكام الظاهرة للعيان وحربهم لعقيدة الأمة ومحاولاتهم طمسها ومحو هويتها.

 

قد يحتاج الغرب ليوم يتذكر فيه إنسانيته في ظل انتهاكه المستمر لكل ما هو إنساني، أما المسلمون فعقيدتهم ونظامهم خير ما حفظ للناس حقوقهم وأنفسهم وكرامتهم، وما لديهم هو وحده الذي يضع الأمور في نصابها من جديد بشرط أن يطبق الإسلام كاملا شاملا في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هذا وحده هو سبيل النجاة من شقاء الرأسمالية ووبالها، ولا نجاة بغيره، وما يُحدث الحكام العملاء لن يمنع عودة الإسلام وحكمه ونظامه بل سيعود قريبا ليملأ الأرض عدلا من جديد ينسيهم سنين الرأسمالية العجاف. اللهم عجل بها واجعلنا من جنودها وشهودها واجعل مصر حاضرتها ودرة تاجها اللهم آمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأحد, 07 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع