السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتهاك الاتفاقيات هو ديدن أمريكا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

انتهاك الاتفاقيات هو ديدن أمريكا!
(مترجم)

 


الخبر:


يوصي تقرير حديث صادر عن مجموعة دراسة أفغانستان (ASG)، بتكليف من الكونجرس الأمريكي، الإدارة الأمريكية الجديدة بتمديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وأي تخفيض آخر للقوات يجب أن يستند إلى التقدم في محادثات السلام وتقليلها من عنف طالبان. وشدّد التقرير على أن الولايات المتحدة يجب ألا "تمنح النصر لطالبان". طورت التقرير مجموعة غير حزبية برئاسة جوزيف دانفورد، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية وكيلي أيوت، السيناتور الجمهوري السابق. كما سلّط التقرير الضوء على أن أي انسحاب كامل للقوات الأمريكية في هذا الوقت يمكن أن يؤدّي إلى حرب أهلية وعدم الاستقرار الإقليمي وعودة تنظيم القاعدة. (بي بي سي الفارسية).

 

التعليق:


بموجب اتفاقية الدوحة، الموقّعة بين أمريكا وطالبان، تعهّدت أمريكا بخفض قواتها تدريجياً من أفغانستان مع سحب جميع قواتها بحلول أيار/مايو 2021، لكنها في الأيام الأخيرة عملت بلا كلل على توسيع وجودها في أفغانستان. وتحقيقا لهذه الغاية، اتهمت هي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي طالبان بالفشل في الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك الحدّ من العنف وقطع العلاقات مع القاعدة والفشل في دفع المفاوضات بين الأفغان. بالنظر إلى هذه الأسباب، يزعمون أن الانسحاب الكامل قد يؤدي إلى هجوم واسع النطاق في أفغانستان، مع سيطرة طالبان على الحكومة وإشعال "حرب أهلية" في البلاد.


في الوقت نفسه، دعم أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، في محادثة هاتفية مع أشرف غاني مستقبلاً ديمقراطياً ومستقراً لأفغانستان، وهو أمر لم تعرب طالبان علناً عن التزامها الكامل به.


لقد قلناها عدة مرات، ونكررها مرة أخرى، إن أمريكا قد انتهكت عشرات الاتفاقيات والتحالفات مع الآخرين عبر تاريخها لأن سياستها تقوم على استراتيجيات براغماتية. بينما، من ناحية أخرى، التزم المسلمون تاريخياً بالعهود، حيث يُعدّ أي انتهاك للمعاهدات على أنه خيانة وحرام. التزمت طالبان، كجماعة إسلامية، بالمعاهدة من خلال الامتثال لمعظم بنود اتفاقية الدوحة حتى الآن. فقد مرّ عام تقريباً منذ أن أصبحت القوات الأمريكية بأمان تام في قواعدها ولم تواجه أي تهديد خطير أثناء انسحابها التدريجي.


من ناحية أخرى، فإن حجة أمريكا بعدم قطع طالبان لعلاقاتها مع القاعدة ومساعدتها على إعادة الحياة في المنطقة هي العذر نفسه الذي اعتاد الذئب تقديمه للخراف. اعتاد الذئب أن يلوم الأغنام بقوله: "لماذا تتسبب في تعكير المياه؟" بينما كان الذئب نفسه يقيم على القمة ويشرب الماء من الجانب العلوي للنهر. لطالما وصفت أمريكا المسلمين بأنهم القاعدة و"الإرهابيين" الذين وقفوا في أي وقت ضد مصالحها ومصالح الغرب والنظام العالمي السائد. لكن يجب على أمريكا وحلفائها أن يدركوا أن الأمة الإسلامية لن توقف المجاهدين والمقاتلين عن محاربة الاحتلال ولن تتمكن أمريكا أو حلفاؤها من وقف الجهاد ضد أعمال الاحتلال الشرسة. لذلك، فإن هذا العذر هو نفس الخدع الماكرة للماضي وكشف تعويذة العدو.


كما أكدنا فإن الولايات المتحدة عانت بشكل واضح من فشل عسكري في أفغانستان ولم تعد قادرة على مواصلة الحرب فيها. لذلك فهي تريد تحويل هزيمتها إلى "نجاح" من خلال ما يسمى بعملية السلام، كما أنها تنوي الخروج من الباب والعودة مرةً أخرى عبر النوافذ على أساس الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع طالبان. ومع تولي جو بايدن منصبه، تدعو الولايات المتحدة مرةً أخرى إلى مراجعة اتفاقية الدوحة، وتقدّم الأعذار لعدم سحب قواتها من أفغانستان بالقول إنه لا ينبغي لها "تسليم النصر لطالبان".


لذا يتعين على طالبان أن تدرك أن الحزب الديمقراطي يركّز على الدبلوماسية أكثر من الحرب. لقد تلاعبت إدارة ترامب باتفاقية الدوحة لصالح لأمريكا، مستغلةً ذلك لتقليل نفقاتها العسكرية وكذلك لقيادة انسحاب آمن لعدد كبير من قواتها. الآن، وتحت ستار الدبلوماسية، لن ينهي الديمقراطيون أطول حرب في التاريخ الأمريكي فحسب، بل سيسعون أيضاً إلى تعزيز الأسس الهشّة لأمريكا في المنطقة، خاصة في أفغانستان. وبالتالي، فإن سياسة بايدن الحالية وكذلك أعذار البيت الأبيض لعدم امتثال طالبان لاتفاق الدّوحة هي جزء من هذه السيناريوهات.


كما يجب على طالبان أن تدرك أن أمريكا تعلمت طوال العشرين عاماً الماضية أن هزيمة طالبان عسكريا أمر غير ممكن لأن مقاتلي طالبان لديهم عقيدة إسلامية ودوافع قوية للقيام بالجهاد ضد الاحتلال. لكن الولايات المتحدة والغرب، من خلال تجربتهم مع الجماعات المتشددة - خاصة في الأراضي الإسلامية - تآمروا على دخول الساحة السياسية معها بالطريقة نفسها من أجل جر جزء كبير من قيادتكم من الحرب إلى الساحة السياسية أولاً. وفي النهاية يكون لديهم وصول مفتوح من خلال حكّامهم الدمى وأنظمتهم لإزاحتكم تدريجياً عن الساحة السياسية عن طريق دفعكم للغوص في العملية الديمقراطية.


لذا عليكم أن تقبلوا أنكم عالقون في الخيط المخادع لاتفاقية الدوحة حيث تحاول الإدارة الأمريكية الجديدة أن تفرض عليكم ما خططت له من خلال أنواع مختلفة من الضغط. في غضون ذلك، كان أحد الخيارات المحتملة المحسوسة بشكل ملحوظ حتى قبل توقيع اتفاق الدوحة هو استمرار الوجود العسكري والاستخباراتي الأمريكي وغيره في أفغانستان.


لذلك لا ينبغي أن تنخدع طالبان بالالتزام باتفاق تنتهكه الولايات المتحدة متى شاءت أو كلما فشلت في تأمين مصالحها. لأن الولايات المتحدة والغرب دائما ما يخدعان المسلمين المرة تلو الأخرى، وسوف يتعاملون ويمضون قدما بالطريقة نفسها معكم ومع الجماعات الإسلامية كلها. لا تستطيع بكين ولا موسكو ولا طهران مساعدتكم في هذا الطريق إلى الأمام، لكن المخرج الوحيد هو مغادرة طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن، والتوقف عن السير في أروقة عواصم أنظمتهم الدمى وأعداء الأمة الواضحين. إن الحل يكمن فقط في استمرار الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى لهزيمة وتدمير القوى الاستعمارية، بما في ذلك أمريكا وحلف شمال الأطلسي وحلفاؤهما، الذين سفكوا دماء آلاف المسلمين من العراق إلى سوريا ومن ليبيا إلى اليمن وأفغانستان في العقدين الماضيين، وتمكين الأمة بسيوفكم وصبركم وإخلاصكم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع