- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية أجهزت حتى على إنسانية المجتمعات الغربية
الخبر
قال رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، إن بلاده لا ترغب في قدوم المهاجرين المسلمين إليها، لأنهم "يغيرون الثقافة المحلية المسيحية اليهودية"، ويكفيها مسلموها الحاليون، وأضاف موضحا في حوار أجرته معه مجلة "شتيرن" الألمانية قائلا: "لا نريدهم أن يأتوا إلى المجر بشكل جماهيري إلى الحد الذي قد يؤدي إلى تغيير الثقافة" (روسيا اليوم، الجمعة الموافق 2021/02/05م)
التعليق:
إن ما صرح به رئيس الوزراء الهنغاري يتطابق تماما مع ما يفكر به كل حكام الغرب الكافر ويصب في المنهج الحاقد نفسه الذي سلكته الدول الأوروبية تجاه المسلمين داخلها، إلا أن بعضهم قد بدت البغضاء من أفواههم، وبعضهم الآخر يحاول إخفاءها.
إلا أن الملاحظ أن هذا البغض والحقد تجاه الإسلام والمسلمين آخذ في الزيادة بشكل مطرد، وذلك لإدراكهم أن المبدأ الرأسمالي قد تهالك وبان عواره وعجز عن تقديم المعالجات لمشاكل معتنقيه، بل وعلى العكس من ذلك تماما فقد أصبحت هنالك قناعة لدى فئة ليست بالقليلة من شعوب الغرب، بأن هذا المبدأ وما انبثق عنه من أنظمة ومعالجات، هو بعينه الذي يقف وراء انحدار المجتمعات الغربية نحو هاوية سحيقة.
فقد انتشرت فيها الرذيلة وعم الشذوذ، وبات نسلهم مهدداً بالانقراض بسبب إحجامهم عن الزواج والولادة لأسباب مادية بحتة، وعاثت فيها عصابات الجريمة المنظمة، وأصبح المال دولة بين الأغنياء، فاختفت بذلك القيم والأعراف، وتقطعت أوصال الأسرة، وتلاشت حتى إنسانية المجتمعات وصارت القيمة المادية هي الدافع والمقياس الوحيد لسلوك الأفراد والجماعات.
ومن وقاحة الطبقة الحاكمة في الغرب ولتبرير عجزهم عن إصلاح ما أفسدته حضارتهم، صاروا يشيرون بأصابع الاتهام نحو الإسلام والمسلمين، ويظهرون نقمتهم وبغضهم على "الانعزاليين الذين يريدون تقسيم المجتمع"، كما يزعم لقيط فرنسا، وقرينه في الدنمارك، أو خوفا من التغيير الثقافي كما يزعم رئيس الوزراء المجري في الخبر أعلاه. ناهيك عن تهمة الإرهاب التي جعلوها مرادفة لكل ما يمت للإسلام بصلة.
وعلى الرغم من بذاءة الرئيس الهنغاري ووقاحته في التصدي للمهاجرين المسلمين الذين تقطعت بهم السبل، إلا أن تصريحاته تلك تحمل البشرى للمسلمين، فهو يعترف بشكل ضمني بأن رأسماليته المقيتة هشة وضعيفة وعاجزة ولا تستطيع مواجهة الإسلام، وقد فشلت في تحقيق السعادة لمعتنقيها، بل زادتهم بؤسا وشقاء، وأنه لو جرى أي صراع فكري بين الإسلام وبين الرأسمالية فإن الغلبة ستكون للإسلام لا محالة، ولذلك لا يريد للمسلمين أن يصلوا إلى هنغاريا ويتواصلوا مع أهل البلاد ويعرضوا عليهم الإسلام فيقبلوا عليه فتتغير ثقافتهم كما زعم.
إن الإسلام هو البديل الحضاري الوحيد الذي أمكنه ويمكنه معالجة مشاكل الناس ورعاية شؤونهم بأحكام ربانية عادلة تراعي تحقيق كل القيم وتعمل على نشر مكارم الأخلاق، والله نسأل أن يعيننا على إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستحمل نور الإسلام للشعوب التي أنهكتها الرأسمالية القذرة وحولت حياتهم إلى جحيم؛ ليروا هذا النور الرباني ورحمته فيدخلوا في دين الله أفواجا، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل