- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الصين وهي تواصل اضطهادها للمسلمين! بلاد إسلامية تطور علاقاتها معها
الخبر:
قام وزير خارجية الصين وانغ يي بزيارة ثلاثة بلاد إسلامية ما بين يومي 24 و2021/3/27 وهي السعودية ومن ثم تركيا وآخرها إلى إيران. وأجرى محادثات مع ولي العهد السعودي ومع الرئيس التركي ومع الرئيس الإيراني ووقع اتفاقية مع إيران، وأعلن عن التزام تركيا بتطوير الشراكة الاستراتيجية مع الصين.
التعليق:
ذكرت وكالة الأنباء السعودية يوم 2021/3/24 أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبل وزير الخارجية الصيني في الرياض وأنه جرى خلال الاجتماع تناول تطورات الأحداث الإقليمية والدولية إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ونقلت الوكالة تصريح رئيس أرامكو أمين الناصر بقوله: "إن تأمين احتياجات الصين من الطاقة هي من الأولويات القصوى لعملاق النفط السعودي".
وفي تركيا استقبله الرئيس التركي أردوغان بحفاوة وتحدث معه أكثر من ساعة في اجتماع مغلق. وأعلنت الدولتان التزامهما بالعمل معا من أجل تطوير شراكة استراتيجية.
وأثناء زيارته لإيران اجتمع مع رئيسها روحاني، ووقع مع نظيره الإيراني جواد ظريف اتفاق تعاون استراتيجي مدته 25 سنة لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والسياسية وتبلغ قيمته 400 مليار دولار، تشمل استثمارات صينية في قطاعي الطاقة والبنية التحتية.
لم تعترض أمريكا على هذه الزيارات، وعندما سئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي عن رد الفعل الأمريكي على الاتفاق الصيني الإيراني قالت: "سننظر ما إذا كانت هناك عقوبات يمكن تطبيقها بعد الشراكة بين الصين وإيران، لكننا لم نطلع على تفاصيل الاتفاقية بينهما". علما أن أمريكا تشن حملة على الصين بل أعلنت عليها الحرب التجارية، وهي تعمل على الحد من تمددها وحصرها في منطقتها، بل منعها من السيطرة على بحر الصين الجنوبي الذي تعتبره الصين منطقة خاصة بها وتعمل على السيطرة على الجزر في البحر، وتضغط عليها أمريكا في قضايا عديدة. إلا أنها هنا لم تضغط على السعودية التابعة لها، ولا على تركيا وإيران اللتين تدوران في فلكها لمنعها من إجراء اتفاقات مع الصين مما يدل على رضاها عن هذه العلاقات وتطويرها. فهي تريد أن تؤمن الدعم لهذه الدول الموالية لها بواسطة الصين، وفي الوقت نفسه تستعمل ذلك ورقة ضغط على الصين عندما تطلب تنازلات منها فتهدد مصالحها في هذه البلاد. وكذلك لمنافسة أوروبا التي استفادت من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 بتطوير علاقاتها التجارية معها والاستثمارات الاقتصادية فيها، ولهذا أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب عام 2018 خروجه من الاتفاق ودعا إلى عقد اتفاق جديد يخرج أوروبا أو يضعف وضعها هناك ويقوي الموقف الأمريكي. فأمريكا تتخوف من عودة النفوذ الأوروبي إلى إيران حيث تمكنت من طرد بريطانيا من هناك بسقوط عملائها وعلى رأسهم الشاه.
هذا من جانب، ولكن الجانب الأهم هو تطوير بلاد إسلامية العلاقات مع الصين التي تمارس كافة أنواع الاضطهاد ضد المسلمين. حتى إنه في تركيا قام رجال الأمن باحتجاز رئيس جمعية تركستانية شرقية في منزله بدعوى أنه مصاب بفيروس كورونا رغم عدم إصابته بالفيروس، بعدما دعا إلى الاحتجاجات ضد زيارة الوزير الصيني. حيث يحتجز النظام الصيني الوحشي ملايين المسلمين الإيغور في معسكرات ويفصل عنهم أطفالهم ويعطي نساءهم أدوية للعقم حتى لا ينجبن أطفالا بهدف القضاء على الوجود الإسلامي في تركستان الشرقية البلد الإسلامي الذي تحتله الصين.
إن هذه الأنظمة وغيرها من الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية لا تهمها قضايا المسلمين ونصرتهم، فكل ما يهمها هو تحقيق منافع تجارية واقتصادية، وهي مستعدة للتنازل عن قضايا المسلمين كما تنازلت عن فلسطين ليهود، وعن قضية المسلمين الروهينجا في ميانمار فلم تقم بنصرتهم، وتنازلت عن كشمير للهند وعن جنوب قبرص لليونانيين وغيرها الكثير من القضايا. بل هي قد تنازلت عن قضية الإسلام وهي تطبيقه وحمله للعالم.
وهنا يتأكد مرة أخرى وجوب العمل على إسقاط هذه الأنظمة لكونها لا تتبنى قضية الإسلام، وتبيع قضايا المسلمين بثمن بخس، وتوثق علاقاتها مع أعداء الإسلام الذين يضطهدون المسلمين، وهذا الواجب يقع على جميع المسلمين بأن يهبوا هبة رجل واحد في وجه هؤلاء الحكام لتبني قضية الإسلام ولنصرة قضايا المسلمين، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد لهم من الاستجابة لدعوة حزب التحرير بالعمل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور