- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تعرف عن سياسة كراهية فرنسا للإسلام؟
(مترجم)
الخبر:
مجلس الشيوخ الفرنسي يوافق على نسخة مشدّدة من مشروع القانون.
التعليق:
الكراهية ضدّ الإسلام والمسلمين في وسط أوروبا تتخذ أشكالا من التهديد. فإلى جانب الإساءة للنبي ﷺ، ومداهمة منازل المسلمين وإغلاق المساجد، تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع قانون جديد يستهدف فقط الجالية المسلمة. ويتضمن مئات التعديلات التي سبق أن وافق عليها المجلس الوطني للبلاد لتبني تشريعات لتعزيز "المبادئ الجمهورية" ومحاربة الإسلام رسمياً.
بعض هذه الإجراءات التمييزية تشمل حظر الممارسات الدينية في الجامعات مثل الصلاة، وحظر ارتداء الأمهات للخمار أثناء مرافقة أطفالهن في الرحلات المدرسية، وحتى منع الفتيات الصغيرات من ارتداء الخمار في الأماكن العامة.
بالتوازي مع هذه الإجراءات التمييزية، يطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسلمين بالتخلي عن دينهم من خلال الضغط عليهم لقبول العلمانية والديمقراطية وخلق "إسلام فرنسي". في وقت مبكر من هذا العام، أمر ماكرون المنظمة الجامعة، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بوضع ميثاق للإسلام في فرنسا يؤيدون فيه ذلك.
وللأسف، فقد فعل ما أُمر به. حيث جاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مع "ميثاق مبادئ" ينص على أنهم، من بين أمور أخرى، يرفضون الإسلام السياسي والتدخل الأجنبي ويؤكدون من جديد توافق "الإسلام مع الجمهورية".
لذا، فإن السلطات الفرنسية لا تملي على المسلمين كيفية عيشهم فحسب، بل تملي عليهم أيضاً طريقة تفكيرهم. بالعودة إلى عام 2018، فقد امتلك ماكرون الجرأة لنشر بيان موقع من 300 مفكّر وسياسي بارز، بمن فيهم هو نفسه يجادل بأن القرآن يحرض على العنف وأنه يجب إزالة هذه الآيات من القرآن.
هنالك شكوك كبيرة حول مصداقية ما يسمى بمبدأ حياد الدولة العلمانية ضد جميع المناطق وكذلك المفاهيم الفارغة مثل الحرية، المساواة، الإخاء.
كل هذا يتجلى أمام أعين المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية. ومن اللافت للنظر أنه لم تقف أية دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ضد نهج فرنسا التمييزي القاسي ولم تتساءل أي واحدة عن سبب انتهاك شريكتها في الاتحاد الأوروبي لقيمهم الغربية المشتركة. وبدلاً من ذلك، أظهروا دعمهم الكامل وولاءهم لفرنسا في محاربة الإسلام.
ذكرني ذلك بخطاب وداع القائد العام لحلف الناتو جون جالفين في عام 1988 في بروكسل. في ذلك الوقت كان انهيار الاتحاد السوفيتي واضحاً بالفعل. ثم قال هذه الكلمات المعبرة: "لقد انتصرنا في الحرب الباردة. بعد سبعين عاماً من الانحراف، نعود الآن إلى محور الصراع الفعلي في السنوات الـ1300 الماضية: هذه هي المواجهة الكبرى مع الإسلام".
لقد اشتدت هذه المواجهة مع الإسلام منذ ذلك الحين وأصبحت أرضية مشتركة للغرب. الاختلاف هو فقط في درجة العداء. لكن المشكلة الحقيقية ليست موقفهم البغيض من الإسلام، بل الموقف الضعيف لحكام المسلمين.
جاء المثال الكتابي الأخير لهذا الموقف المخلوع من رئيس وزراء باكستان عمران خان؛ حيث نزل المسلمون في باكستان إلى الشوارع وطالبوا الحكومة الباكستانية باتخاذ موقف واضح وقوي ضد الإساءة لنبينا الحبيب من فرنسا. وبدلاً من الامتثال لمطالبهم، قام حتى بحظر جماعة إسلامية. فقد خاف عمران خان على صادرات باكستان إلى الاتحاد الأوروبي واختارها على الإساءة للرسول ﷺ، والهجوم على الإسلام، واضطهاد ملايين المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا