استمرار محاولات إبعاد الإسلام عن الحياة

وتجهيل جيل الشباب عن دور العلماء في التاريخ الإندونيسي

الخبر:

المعجم التاريخ الإندونيسي الذي جمعته وزارة التعليم والثقافة أصبح مركزا لاهتمام وأنظار عدد من الأطراف لاحتوائه على العديد من المخالفات فيه. يتكون قاموس التاريخ الإندونيسي من مجلدين يحتويان على معلومات أو مصطلحات تاريخية من عام 1900 إلى عام 1988. وقد تم الاعتراض على القاموس الذي من المفترض أن يصف المعلومات التاريخية الإندونيسية لأنه في المجلد الأول لم يتضمن معلومات تتعلق بعمل مؤسس نهضة العلماء كياهي الحاد هاشم عشعري الذي يُعرف بأنه من أحد أبطال الشعب الإندونيسي الذي له دور كبير في استقلال إندونيسيا. (كوماس كوم، 2021/04/21). وقد أدلى مراقب سياسي د. ريان رأيه قائلا: "سياسات الحكومة، بما في ذلك من الإصدارات المتجددة لوزارة التعليم والثقافة، من المرجح أن تكون متعمدة، وذلك ظاهر في بروز شخصيات شيوعية وحذف شخصيات إسلامية". (ميديا أمة، 2021/04/22).

التعليق:

من المعروف أن مثل هذه السياسة التي سببت ضجيجا عند الشعب ليس أول مرة تمارسها وزارة التربية والتعليم والثقافة في عهد جوكووي، ففي الشهر الماضي دهشنا بحذف كلمة "الدين" من مسودة خارطة طريق التعليم الوطني 2020-2035، وقبله أصدر القرار بمنع إلزام التلاميذ من ارتداء اللباس الشرعي في المدرسة.

لا شك، أن هذه المواقف تظهر مدى قوة الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام في سياسة الحكومة الحالية، ولا سيما في مجال سياستها التعليمية، والسبب وراء ذلك هو محاولات تكريس مفاهيم العلمانية وإبعاد الإسلام عن الحياة وجعله مقصورا على العبادة الفردية. مع مرور الزمان سيأتي جيل من الأمة الإسلامية الذين لا يعرفون أن لدينهم ولعلمائهم دوراً كبيراً في تاريخ إندونيسيا.

إن سيناريو إسقاط اسم كياهي الحاد هاشم عشعري عمداً وإبراز شخصيات شيوعية أمر منطقي للغاية. لماذا؟ لأن العلماء كانوا هم العدو الرئيسي للحزب الشيوعي الإندونيسي حينذاك. فمن المؤكد أن هناك من يرغب في تجهيل جيل الشباب عن مقاومة حركة نهضة العلماء لمختلف تمردات الحزب الشيوعي في إندونيسيا خاصة وتجهيلهم عن دور أبطال المسلمين عامة من خلال إصدار هذا المعجم، وبالتالي تجهيلهم وإبعادهم عن الإسلام.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أدي سوديانا